;

ميزانية البرلمان ومحاصصة المشترك 909

2008-08-02 04:31:34

إبراهيم مجاهد

يعيب الكثير من السياسيين المحايدين دائماً على أحزاب المشترك سيطرة فكرة المحاصصة في كثير من المواقف والتعامل مع عدة قضايا وطنية كبيرة ابتداءً بقضية الانتخابات بجميع فروعها وما يتعلق بها ومروراً بالمشاركة في الحصول على التوكيلات التجارية وبعض خفايا الأمور التي تدركها قيادات المشترك العليا والرئيس وبعض رموز السلطة دوناً عن غيرهم من الشخوص والهيئات، وصولاً إلى حصة المشترك في السيارات وبعض المكرمات المالية والحوالات والمساجد. . إلخ. المشترك ومن خلال قياداته ينفي أو يحاول نفي هذه التهمة عنه ككيان سياسي، إلا أنه يفشل دائماً بمجرد أن يشعر بأن ثمة كعكة تم تقسيمها من قبل "الحاكم" ووضع في حسابه الحصة الخاصة بأحزاب المشترك عندها فقط لا تسمع لأي من قيادات هذه الأحزاب أي صوت معارض، حتى وإن كانت طريقة تقطيع تلك الكعكة لم تراع الوطن والمواطن، محدثة جروحاً عميقة وتشوهات مزمنة في جسد هذا الوطن والمواطن المغلوب على أمره.

يوم الأربعاء المنصرم الموافق 30/يوليو/2008م ذهب البرلمان اليمني دون أي مقدمات إلى إقرار ميزانيته للعام القادم 2009م بمبلغ وقدره ستة مليار وخمسمائة وخمسة واربعين مليون ريال بزيادة عن ميزانية العام الماضي للبرلمان تقدر ب "49%"، وأمام هذا الحدث المخيف الذي زاد من التأكيد على أن أعضاء هذا المجلس لا يمثلون أبناء الشعب اليمني، وأن القول بأن ال "301" عضو نواب عن الشعب ويعبرون عنه كلام فارغ لأن "الحاكم والمعارضة" في مجلس النواب ومن خلال قرار الأربعاء اثبتوا كم هذا المواطن الذي انتخبهم رخيص في نظرهم، وأن هموم المواطن ووضعه الاقتصادي وفقره المدقع ومعاناته المستمرة والدائمة اقتصادياً أمر لا يعنيهم ولا تدخل في حساباتهم المعارضة في البرلمان أيدت هذا القرار واعتبرته صائباً لأنها ستأخذ منه حصتها، ولذلك فهي لا تجد ضير في أن يكون ثمة أسر تأكل من القمامة ولا ترى أيضاً ضيراً في أن السواد الأعظم من الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر، وأن تتسع رقعة البطالة وأن "تشتط" رقعة الفقر، وأن يظل الموظف العام والبسيط يكابد والعسكري والضابط والمدرس والطبيب وو. . إلخ، يعانون غلاء المعيشة وسوء الأوضاع الاقتصادية، فالمهم لدى معارضتنا البرلمانية أن تخصص لسيارة النائب الواحد مبلغ خمسين ألف ريال شهرياً، وأن يسدد فواتير الماء والكهرباء والتلفون بأربعين ألف ريال شهرياً، وأن يستلم الواحد من هؤلاء الأعضاء الذين جلهم سجلوا انتساباً وثلثهم يقرأ ويكتب فقط - أكثر من سبعة ألف دولار أميركي بدل علاج سنوياً، وهنا نسأل المعارضة في البرلمان: أين هذا كله من التقشف والترشيد من الصرفيات في المال العام؟ وأين هو من خطابكم الإعلامي وخطبكم التي تتحدثون فيها عن الأسر الفقيرة والتي تأكل بقايا الأطعمة من القمائم، الفقراء الذين يموتون لعدم قدرتهم على توفير تكاليف العلاج؟ وأين هو من الموظف الذي لا يكفي رابته لشراء القوت الضروري من القمح، ومن رغيف الخبر الذي صار أصغر حجماً وأغلا ثمناً، وأين هو من كل ادعاءآتكم تلك؟ أم أن الحصة التي خصصت لكم من الكعكة كافية لأن تلجم أفواهكم وتشبع بطونكم و"طز" في الشعب والترشيد في الإنفاق والعبث بالمال العام؟!

إني هنا أخاطب المعارضة فقط لا لشيء من الحقد أو الضغينة، وإنما لشيئين: الأول هو أني أحد أبناء هذا الشعب المطحون الذي غسل يده من "الحاكم" تماماً ولم يعد يأمل فيه أي خير وصلاح للبلاد، أما الثاني لأثبت سيطرة فكر المحاصصة على المعارضة وزيف خطابها الإعلامي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد