شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني :
Shukri_alzoatree @yhoo.com
حضرة المدير العام يرى نفسه طاهرا ومنزها عن الأخطاء... حضرة المدير العام لا يعترف بأي أخطاء ارتكبها أو أي ذنب اقترفه أو بأي فشل فشله فلم نشهد ابداً بان مارس فضيلة الاعتراف بالخطأ... فضلاً عن الاعتذار عن الخطأ فحضرة المدير العام دوماً يقدم أقواله وتوجيهاته وأعماله على أنها عين الصواب وفصل الخطاب وانه الادرى ولا أحد اعرف منه وهو فقط الذي يرى مصلحة مرفقه (جهة عمله) .
وبطبيعة الحال الذي لا يعترف بالخطأ لن يعتذر عنه ثم انه لذلك لن يصححه ولن يغيره... حضرة المدير العام الكل يبجله والكل ينحني أمامه و لا أحدا يسير إليه باختياره من ذاته عند طلب حاجة منه وإنما حضرة المدير العام هو من يطلب إليه السير ولمن أراد ومتى أراد وعند ومقابلته يجف اللعاب وتضيع الكلمات المرتبة عند محادثته ويفقد الاتزان ... لان حضرة المدير العام بيده مقاليد امتيازات هو الوحيد الذي يمنحك ماراد منها ومتى أراد .. (فالمكافئات - والجوائز- والمساعدات المالية وحتى الترقية والعلو وحتى السفر ومصاريفه .. وحتى العناية الطبية عند الحاجة... إلخ) كل ذلك بيده وتحت وبرغبته تصرفه كما أن حضرته هو الذي يمكن أن يلحق بك الضرر (فالجزاء.. و الخصم .. و المنع وحتى التوقيف عن العمل .. وكل الحرمان من أي نوع من أنواع الامتيازات الوظيفية المالية وحتى المعنوية تحت تصرفه وبأمره ومتى وجه بها أو بعضها وتجاه من راد... فكل شيء مرهون بيد حضرة المدير العام ورغبته ولا يقف للفصل بينك وبينه شئ من نظم ولوائح ادارية وتنظيمية .. فحضرة المدير العام يعلق العمل بها متى أراد وينصاع لبنودها وفقراتها متى أراد وتجاه من يريد حتى أن كفاءة عملك ليس لها ميزان ولن تشفع لك أن لم يرضى عنك... فكيف لا تقف أمامه متلعثماً في الكلام ويطوقك الخوف منه وهذا كله بين يديه... ؟ وأذن : كيف سيكون نجاح العمل وظهور الثمار الناضجة في جهة العمل بوجود معتقدات ومفاهيم حضرة المدير العام التحكمية ؟ وإذن كيف سيتنافس المتنافسون على معايير العمل والعطاء والكفاءة ؟ وكفة الميزان معايير شخصية ومزاجية مرهون بسعادة أو "زعل" حضرة المدير العام منك.
حضرة المدير العام تحيطه قدسية وطهارة... حضرة المدير العام وصل باعتقاداته إلى الإنضواى تحت ما قاله عبد المطلب ابن هاشم جد رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم ) لأبرهة الأشرم (الحبشي):
( أنا رب إبلي والكعبة لها رب يحميها ) فحضرة المدير العام وصل إلى قداسة نفسه بان يقول لنفسه وفي نفسه انا رب جهة عملي التي أديرها واحكمها وبعد الله أنا رب موظفيها حين يكونوا بداخلها وربهم الله خارجها ... استغفر الله من هذا ومن اعتقادات حضرة المدير العام ...
كثيرين من هم كحضرة المدير العام في جهات ومرافق أعمالهم من ذوي المناصب و الدرجات الوظيفية العليا ليس في اليمن فحسب بل في الوطن العربي عامة وهنا يكمن الخطاء والفشل الكلي في الإدارة .