;

الذئاب اللعينة 1108

2008-08-03 04:01:25

محمد أمين الداهية

عندما ينعدم الضمير من البعض من الذين أعلنوا فساد أخلاقهم وتمردوا على كل فضيلة تقودهم إلى الخير والنجاة، عندما يصبح بعض الجبناء من الرجال وحشاً كاسراً أمام فتاة ضعيفة لا طاقة لها بمواجهته فيستخدم أساليب وطرق نتنة لنزع وتحطيم شرف هذه الفتاة إما بالكلام المعسول والوعود الكاذبة، أو بالقوة بعد أن يستدرجها إلى مكان الجريمة، إن مثل هؤلاء الرجال حفت وجوههم وبانت جميلة نقية، فقلوبهم سوداء وأنفسهم تفيض بالقذارة والعذر، وما أقبح ما يقومون به من استغلال جبان لبعض النساء اللاتي سرعان ما يقعن في شباك هؤلاء المحتالين الذين يتقنون اكتساء الأخلاق واستخدام الألفاظ والكلمات التي تضعف أمامها الفتاة المحرومة عاطفياً من قبل أسرتها، فتجد العطف والحنان والاهتمام في وحش كاسر بصورة ملاك حنون سرعان ما يختفي ويغيب عن الأنظار، ولكن بعد أن وصل إلى ما خطط له وانتزع شرف ضحيته وقضى على عفتها، وتركها وحيدة تواجه أبشع وأعنف شعور يمكن أن تواجهه الفتاة، فيا أيتها الفتيات أحذرن الذئاب الغادرة وإياكن أن تقعن في شباك من لا يرحمون من الشباب الذين لا هم لهم إلا مطاردة النساء في الأسواق والمدارس والطرقات ثم بكلام معسول تنقاد لهم الضحية فتصبح طريحة أسيرة يعبث بها الذئب اللعين ويسرق عفتها وطهرها ثم يتبرأ منها بعد ذلك وينكر صحبتها فتبقى أسيرة بين نارين لا تدري ما تقول وما تفعل، وكل ما تستطيع فعله هو البكاء والنحيب لعله يفرج عن نفسها هذا العناء المتواصل والتفكير الدائم، ولا أظن أبداً أن النحيب والبكاء يغير ما حصل أو يفرج بعض الشيء؛ لأن الفتاة إذا وجدت نفسها ضحية فأما أن تختار لنفسها الموت خشية ما ستواجه، وإما أن تكون فضيحتها بداية لمشوار خطير "تشرد - ضياع انحراف - مرض ووباء".. فهذا المصير القاسي تضعه لحظة ضعف واستئمان قد ربما يكون برأيي هذا هو الضعف.

أيتها الفتيات، إنكن العظيمات اللاتي ستكن في يوم من الأيام الأمهات الصالحات ومن لهن الفضل في إنشاء وتربية أجيال تصنع المعجزات وتفخر بأنكن أنتن أمهاتهم، يجب أن تعشن عزيزات شامخات تفخرن بعفتكن وكرامتكن، لا تنخدعن بذئاب الشوارع مهما كانت أخلاقهم ومهما عذب حديثهم وكلامهم، فما هم إلا وحوش لا يملكون من القيم سوى الخداع والغدر واللؤم الذي لا يعرف الشعور أبداً، ويا أولياء الأمور أمنحوا بناتكم وأخواتكم شيئاً من العطف والحنان، أمنحوهن بعض الاهتمام، ويا أقوياء القلوب من الرجال رفقاً بضعفاء النفوس من النساء، إنكم لا تعلمون حين تخدعونهن في شرفهن وعفتهن أي قلب تفجعون، وأي دم تسفكون، وأعلموا أن لكم أمهات وأخوات وبنات وزوجات وقريبات، فلا تأمنوا مكر الله، ولا تنسوا أن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولا يظن أحدً أن ما يقوم به من لعبٍ واستهتار بشرف وأعراض بنات المسلمين أن ذلك عمل بطولي يدل على ذكائه وقدرته على تنفيذ ما يريد لا، بل إن ما يقوم به ما هو إلا ضعف لا يقدم عليه إلا أشباه الرجال، من الذين لا يراعون إلاً ولا ذمة، أما الرجال الأقوياء الأشداء هم الذين لا يحطون من قدرهم بمثل هذه الأعمال الدنيئة مهما كانت الظروف والأجواء.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد