سراج الدين اليماني
مسؤول شوؤن التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد
وباحث في شؤون الإرهاب
يا سبحان الله لقد سمعت السيدة/ حنان عشراوي عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني ليلة أمس عندما وجه لها السائل في قناة الجزيرة من قطر سؤالاً عن الأوضاع الجارية في القطاع وخصوصاً بعد المذبحة التي أعلن عنها أيهود باراك وزير الدفاع بحكومة العدو فقالت: إن إلقاء اللائمة على حماس هذا أمر لا ينبغي خصوصاً وأن العدو الصهيوني سيعمل ما أراده ن أطلقت حماس صواريخها أم لم تطلقها، وأن الصواريخ ليست هي السبب في وقوع هذه المحرقة التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى وكان من بينهم أطفالاً رضعاً دون العشرة أيام، وأن فتح وحماس يجب عليهما الإتفاق والوفاق ونسيان الماضي وترك الاتهامات التي أثارت حفيظة إسرائيل وقوضتها على الفلسطينيين وأعطتها الصبغة الشرعية في ضرب قطاع غزة.
أي نعم حنان المرأة الفلسطينية المرأة التي آلمها تصريحات وزراء الداخلية - العملاء لليهود - في فلسطين محمود عباس وغيره .. أليس من العيب والخيانة أن رئيس السلطة الإسرائيلية يتهم منظمة حماس التي تدافع عن فلسطين بأنها أدخلت إلى القطاع تنظيم القاعدة؟ أليس عباس يعد ببغاءً لأميركا لأنها إذا أرادت أن تضرب جماعة أو جمعية تتهمها بأنها تابعة لتنظيم القاعدة؛ لأن العالم كله يحارب تنظيم القاعدة بضغط أميركي لا بقناعة منهم حيث أنهم يعلمون علم اليقين أن بعض من تتهمهم أميركا ليسوا إلا من تنظيم القاعدة ولا من تنظيم القمة لكنهم قد كممو، وإلا ماذا يعني لنا أن أميركا ومعها حلفائها من الأوروبيين يضعون منظمة حماس في قوائم الإرهاب والمعروف عن حماس أنها تدافع عن أرضها ومقدساتها وعن أعراضها وعن أموالها، وأن لها الحق الكبير في الدفاع حتى تتحرر القدس وتعود تحت الراية الفلسطينية الحقة، فنحن الآن نرد اللوم واللوم الكبير على عباس ووزرائه المعادين لأبنائهم الذين استلموا حقهم من أجل التشويه بحماس وإعطائهم للعدو المحتل الحق في ضربها وإخماد الثورة البركانية في أوساط الفلسطينيين الذين ما زالت عليهم آثار النخوة العربية والإسلامية والغيرة على الأرض والمقدسات وعلى إخوانهم في القطاع الذين يقبعون تحت هدير طائرات الاحتلال وتحت الحصار الأميركي الأوروبي الصهيوني، ولكن الحكومة تقمعهم بالنار والحديد، وهذه الأسلحة التي تستعملها الحكومة الفلسطينية ضد أبنائها كان الأولى بها أن تدخلها إلى القطاع بأي طريقة من أجل مقاومة المحتل، لكن الحكومة ما زالت تضرب المقاومة من أجل البقاء في السلطة فلعنة الله على سلطة يقودها عملاء للاحتلال، ولعنة الله على سلطة تمضي قدماً على السير بما يمليه لها العلوج من الصهاينة.
كذلك ما سمعناه من إخواننا المصريين من أنهم يجب عليهم توجيه بندقيتهم إلى صدور أصحاب حركة حماس، وأن حماس تعد منظمة إرهابية كما نطق بذلك أبو الغيط وزير خارجية مصر قبل أيام وأغلقوا المعابر التي تنفس بها الغزاويون، وقد كان فتحهم للمعابر مكيدة سياسية أملتها عليهم إسرائيل عندما أرسلت لهم وزيرة الحرب الإسرائيلية كوندليزا رايس ذات الجنس الأفريقي التي ضغطت على مصر من أجل أن تقبل الخطة من أجل تجويع الغزاويين وتحفظ لمصر ماء وجهها حيث ذخت لبعض الفلسطينيين المندسين الخونة "10" مليون دولار أميركي مزورة وأنفقت مع الحكومة من أجل إعلان هذا الأمر وعلى أن الذي قام به هم أصحاب حماس، وأوعزت لبعض الفلسطينيين بأن أعطتهم أسلحة لضرب الجنود المصريين حراس القطاع أو بالأصح حراس اليهود من أبناء القطاع وجعلتهم يرمون الجنود بالرصاص الحي ولم يتم القبض على أحد من هؤلاء إلى يوم الناس هذا حتى تكسب غضب الشارع المصري على حماس، لكن المصريين يعلمون هذه الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد أبناء غزة ولم يصدقو بذلك فزاد استغرابهم من تصريحات بعض المسؤولين في بلدهم على إخوانهم في غزة، فهذا العمل من قبل الحكومة المصرية والتي ظهرت بالمظهر المخزي في الدفاع عن إخوانهم وعن الدور الذي كان واجب عليها أن تلعبه لدورها الإقليمي والدولي، ولأنها هي الدولة المؤهلة والأكثر قدرة على حل القضية الفلسطينية للعوامل الكثيرة.
لكنها يوم أن أحبت طريق العمالة وطريق الخيانة، ويوم أن استلمت حقها من ذلك قالت لإسرائيل اضربي بيد من فولاذ وليس من حديد على هؤلاء المساكين الذين لا يجدون لقمة العيش فضلاً من أن يجدوا السلاح.
فبالله عليكم من ينصف أهل القطاع من عدوهم إذا كان أبناؤهم وإخوانهم قد قاموا عليهم قومة رجل واحد، واجتهدوا عليهم ودمروا ما هو جميل حتى السمعة التي كان يتمتع بها أصحاب القطاع أظهروها للعالم بالمظهر البشع، واستعدوا العالم على أهل القطاع، مما جعل الاتحاد الأوروبي الصليبي يعلن أن منظمة حماس منظمة إرهابية، وأن ما يفعله زعماء الحرب الإسرائيلي وإخوانهم من العرب ما هو إلا دفاعاً عن النفس وصداً لهجمات الصواريخ التي تطلق من داخل غزة لأنها سببت الذعر والهلع للمواطن الإسرائيلي، فأما الصواريخ والدبابات والطائرات فإنها ما ضربت غزة إلا بعد تلك الصواريخ المصنوعة يدوياً من أصحاب غزة.
فأقول كما قال الشاعر:
قتل أمرء في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسئلة فيها نظر
وها ما رأيناه في القضية اليهودية للجندي "شاليط جلعاد" عندما أسر قام العالم بأسره لأجله، وأما آلاف الأسرى الفلسطينيين مسئلة فيها نظر، وقتل الآلاف من الفلسطينيين مسئلة فيها نظر أيضاً.. من ينصر غزة؟ ومن ينصفها من أبنائها قبل إنصافها من أعدائها؟