كروان عبد الهادي الشرجبي
حاسة اللمس مهمة جداً ومعروفة، ولكن غير المعروف تماماً هو أهميتها العلاجية.
سمعتم جميعاً عن لمسة حنان وما تخلفه في الجسد من أحاسيس ترفع كفاءة المناعة وتقوي العاطفة وتشد الأزر.
هذا ما نعرفه مثلاً حينما تقوم الأم بواجبها تجاه أبنائها خير قيام لا سيما أيام المرض، حيث أن لمساتها الحنونة تفعل فعل السحر في الجسم المريض، وهذا ما نرى أثره عند الطبيب المتعاطف مع مريضه، أو عند الممرضة الحنونة في تعاملها مع المرضى.
سمعتم أيضاً بلمسة الوفاء تلك التي يفتقدها الكثيرون ممن قدموا تضحيات كثيرة، إنها تعادل عند من يفتقدها الدنيا وما فيها. إن أداء العمل أي عمل بجفاء لن يعطي مفعولاً مثل ذلك العمل الذي تخالطه اللمسات الإنسانية، حتى الأبنية الصماء تصبح ذات قيمة جمالية خاصة حينما يشرف على تنفيذها مهندس بارع اللمسات. إن اللمسات الإنسانية ذات أهمية استثنائية في الأمراض الصعبة المزمنة وغيرها من أمراض تنهك الكبار والأطفال، هل ينكر أثر تشجيع المرضى في العناية بالنظافة والهندام والإقبال على الحياة والتنزه في الحدائق وسماع الموسيقى والتفاؤل في شفاء أعسر الحالات تلك التي تذبحها الكآبة والقنوط؟
حتى الحروق والجروح تتحسن بالمعالجات اللمسية حيث تتحسن الدورة الدموية ويتحسن التنفس، وهذا ما نرى أثره البالغ عند الأطفال حديثي الولادة، حيث نرى أن من يلامسون أمهاتهم باستمرار ينمون نمواً حسناً.
كم من لمسات إنسانية نحن بحاجة إليها في الصحة قبل المرض، وفي النفس قبل الجسد.
إنها دعوة إلى رد اعتبار إنسانية الإنسان إلى المقام الأول بعد أن طفت النغمات النشاز في سوق البشر.