;

الطفولة المحرومة 1278

2008-08-09 05:16:35

شكري عبد الغني الزعيتري

نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني :

 Shukri_alzoatree @yahoo. com

سلوكيات اجتماعية كثيرة يمارسها البعض وتحدث بيننا وكل يوم وبما تؤدي بعضها إلى حرمان طفولة الأبناء من احتياجات كثيرة سواء المادية أو المعنوية والعاطفية مع الاختلاف النسبي لمقدار العطاء لدى بعض الآباء ومقدار الحرمان لدى بعض الأبناء إذ أن الحرمان يمتد إلى الحرمان العاطفي كالحنان والرحمة والود والحب والصحبة فهناك بعض الآباء يظهر حرمانهم لمتعة طفولة أبناءهم بقصد أو بغير قصد المهم أنك ستجد في مجتمعنا اليمني هذا النوع من الآباء الحارمين ونحن في اليمن ولخصوصيات مجتمعنا اليمني وعاداته وتقاليده والتي يذهب بعض الآباء إلى التفسير الخاطئ لجوانب من هذه العادات والتقاليد المجتمعية وبما يؤدي أحياناً إلى حرمان الطفولة والأبناء من متع وتحت مبررات اجتماعية منها قول بعض الآباء لأبنائهم ممن يتعرضون للحرمان ( هذا عيب وسيضحكون الناس عليك أن فعلته أو قلته وسيخطئونك الناس إن تصرفت بكذا الخ ) فمثلاً نجد شخص من العيب عنده أن يخرج مع زوجته وأولاده سائراً في الشارع لشم نسيم الهواء والترفيه عن النفس إن كانت لا تتوفر لديه لسيارة أوانه سيخطئ من الناس إن ذهب لقضاء حاجة ما من السوق وبرفقته زوجته وأبناءه. وأشخاص عندهم من العيب أن يترك ابنته الطفلة (الفتاة ) والتي في عمر العشر السنوات تلعب وتمرح في الحديقة بالعاب الأطفال أمامه تحت مبرر أنها كبرت. الخ. ولكن ليس من العيب ولا من التقصير ولا من لوم الناس ولا من الحرام أن يستنزف (إب) من وقته ساعات طويلة تصل إلى الثمان الساعات يومياً في تعاطي القات وتخزينه وليس من الحرام عند هذا النوع من الآباء أن يستنزف ماله في شراء القات ومستلزماته يومياً إذ ترى بعض الآباء يقضوا ساعات طويلة في تخزين القات يومياً ولا يدرون بابناءهم أين هم في ساعات الظهيرة وماذا يفعلون في ساعات المساء وكيف حالهم في ساعات الليل وبينهم وبين أبناءهم مسافات رغم قربهم الجغرافي إذ يتواجدون في غرف مجاورة وفي نفس المنزل ويلتقون أثناء مائدة الطعام يوميا فلا يشاركون أبناءهم همومهم ولا يناقشهم في أمور حياتية يومية وكيف قضوا يومياتهم ولا يعقبون ولا يصححون لهم سلوكيات أو تصرفات قد تكون خاطئة و بدرت من أبناءهم أو أحدهم طيلة يومه بالطبع لن يحدث هذا التصحيح من الأب لأنه لم يكتشفها إذ هو بعيد عنهم من الناحية المعنوية، لهذا تحدث أو تشوب التربية لأبناء أولئك النوع من الآباء الأخطاء إذ لم يسع هؤلاء الآباء نحو غرس مبادئ وأخلاقيات ومفاهيم وسلوكيات حميدة لدى أبناءهم إذ ستجد فقط ما يأخذونه الأبناء من تلقاء أنفسهم وبالمشاهدة لغيرهم من خطوط عريضة وممن حولهم من الناس من العادات والتقاليد المجتمعية العامة والمبادئ والأخلاقيات ومفاهيم وسلوكيات وقد يشوبها الصحيح والخطاء معا دون الفرز لهم من قبل الآباء لما يجلب من خارج المنزل من العادات والتقاليد المجتمعية العامة والسلوكيات ولما هو مسموح أو ممنوع ولما هو فضيلة أو رذيلة ولما هو مقبول والناقص أو من العيب الخ ولهذا ترى بعض مفاهيم مجتمعية وعادات وتقاليد يشوبها الخاطئ وتتناقل ولم تتغير في مجتمعنا منذ القدم رغم أنها تؤدي إلى ممارسة سلوكيات خاطئة ورغم أن العلم انتشر ووجدت ثقافة لدى كثيرين مثلا اهتمام البعض بما لا يعنيه (كالقيل والقال) فقال فلان وقيل لفلان ورغم أن الدين يحرم الغيبة والنميمة ومثلا اهتمام البعض بما لا يخصه (فلانة عملت وسوت) ويلحق بعلانة من القذف الذي يمس العرض و تجدها بريئة ويحرم الدين القذف ) ومثلا اهتمام البعض بما ليس بعمله وبما هو إشعال فتنة واذيةسعطان عمل لك كذا من

وذاك حصل على كذا. الخ وترى انتشار الحسد والتحاسد والدسيسة والنميمة والقذف لدى العض الخ

المهم نعود إلى ما كنا نتحدث عنه من تصرفات وسلوكيات نوع من الآباء الحارمين لمتعة طفولة أبناءهم إذ تجد في جانب استنزاف آباء لأموالهم في رغباتهم شخصية ومنفردة (في شراء القات أو بتعاطي الخمور ) يصل بعضهم إلى حرمان أبناءهم من توفير مأكل ومشرب العيش وبالوجبات المتزنة صحيا من غذاء ويكتفي بأرخص الغذاء ولأصناف محدودة ليتمكن من توفير المال وليشتري به قات يومه أو لصرفه في نزوات فردية إذ لمستوى أنك ستجد من يوضع في حالة خيارين إما شراء فاكهة لأبنائه أو شراء قات له فانه يفضل شراء القات لنفسه ويؤجل شراء الفاكهة لأبنائه لعدم كفاية المال الذي بحوزته حين وقوعه في الخيار وفي يومه وتراه كاذبا على نفسه وإسكاتا لضميره ( بان يقول لنفسه غدا سأشتري لهم الفاكهة) ويظهر بان غدا كأمس ومثله بعد غدا وكل يوم لا فاكهة ولا احتياجات لأبنائه وإنما تخزين قات أو صرف على نزوات فردية يومية أما في جانب الوقت إذ تجد هذا النوع من الآباء لا يهتم بترفيه أبناءه رغم أننا في إجازة صيفية ولا يهمه حالتهم النفسية أو تجديد نشاطهم أو إيجاد البهجة في نفوسهم بإعطائهم وقتاً مستقطع من وقته الذي يسخره سواء لتخزين القات أو العملأو مع الأصدقاء لأجل إسعاد وترفيه أبناءه إذ يصل بالبعض إلى حرمان أبناءه حتى من الجوانب ألعاطفيه والمعنوية رغم أنها لا تكلف المال ولا تهدر الوقت بان يكون ضاحكاً خارج منزله وبين أصدقائه وبمجرد عودته إلى منزله ودخوله إلى أسرته (يقلب الوجه الثاني ) كما يقال بالعامية فتراه عابساًغاضباً أمامهم جافاً قاسياً في تعاملاته معهم بل ترى بعض هؤلاء الآباء وقد فقدوا الرحمة في قلوبهم تجاه أبناءهم إن تعرض أحدا منهم لمرض ما فلا يهتز له جبين ولا يهتم بالذهاب به إلى المستشفى والطبيب لتشخص مرضه وعلاجه وتخفيف آلآمه ويكتفي بتوجيه وأمر زوجته أي (أم أبناءه) بكلمات بسيطة أعطيه حبة (أسبرين أو بارامول) ويذهب بعدها الأب شارداً غائضاً مع نفسه متناسياً حالة ابنه المريض ولا يتحرك إلا في إحدى الحالتين ما أن تمارس عليه الضغوط من قبل زوجته (أم أبناءه ) أو عند ( الشديد القوي) كما يقال إن وصلت حالة ابنه المرضية لتدهور تام لماذا حرمان طفولة الأبناء والعناية بها ومنعهم من أولئك الآباء ؟ ألا يعلم هذا النوع من الآباء بأن الأبناء وهبهم الله أمانة في عنق الآباء وسيسألهم الله يوم يبعث الجميع للحساب عن هذه الأمانة ؟ لماذا يذهب هذا النوع من الآباء في تنشئة أبناءهم تنشئة يملؤها العقد النفسية والكراهية والحقد بسبب الحرمان العاطفي والمادي الذي يتعرضون له من اقرب الناس لهم "آباءهم" والذي أول من يقطف ثمار هذه العقد النفسية هو الأب نفسه عند حاجته إلى أبناءه بوصوله إلى سن الشيخوخة والهرم والعجز إلا يعلموا بأن المرء كما يدين يدان.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد