عبد الوارث النجري
لأجل ذلك قدم شعبنا اليمني آلاف الشهداء في نضالهم وتضحياتهم حتى قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر مروراً بملحمة السبعين يوماً وحصار صنعاء وحتى اليوم "نظام الحكم جمهوري" لذا فإن النظام يعني الجمهورية، لا الرئيس أو الحزب أو رئيس الحكومة وغيرهم، فالنظام يعني نظام الحكم الجمهوري، وهكذا يقصده أعداء الوطن والجمهورية والوحدة في تصريحاتهم ومقالاتهم وخطبهم عبر وسائل الإعلام وفي مختلف المحافل السياسية، فالنظام لا يعني شخص علي عبدالله صالح أو الحزب الحاكم أو رئيس الحكومة، بل إن لفظ "النظام" يعني النظام الجمهوري، ومن خلال ذلك نجد أن القوى الظلامية والإمامية اليوم عند حديثها حول السلطة أو سلبيات الحزب الحاكم أو سلبيات الحكومة إن وجدت وحول كل شاردة أو واردة في هذه البلاد تتعمد إلى وصف من الحديث حوله وكنيته ب "النظام"، وهذا ليس من باب اللبس أو عدم الإدراك، بل هناك تعتمد لحشر لفظ النظام في حديثهم وتصريحاتهم وكتاباتهم؛ لأن الرئيس أو الحزب الحاكم أو الحكومة هم بالفعل من يمثلون النظام الجمهوري للبلاد الذي جاءت به ثورتا سبتمبر وأكتوبر ودماء الشهداء الأحرار بعد أن قضت على نظام ما قبل الثورة اليمنية "النظام الإمامي الكهنوتي البائد"، لذا فإن ما تشهده اليوم البلاد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من تمرد وعصيان ومؤامرات ومظاهرات وأعمال تخريبية وتفجيرات وغيرها ما هو إلا عبارة عن صراع بين تلك القوى الوطنية الصادقة في حماية النظام الحاكم في البلاد "النظام الجمهوري" وبين تلك القوى الإمامية والظلامية والعميلة والمرتهنة سواء في الداخل أو الخارج والمعادية للنظام "الجمهوري" وذلك بلا شك تقف وراءه قوى خارجية عدائية ترسم مخططاتها التي هي جزء من مخطط خارجي يسعى للسيطرة على خيرات ودول المنطقة بعد إثارة الحروب والفتن الداخلية للدولة الواحدة المذهبية منها والمناطقية والسلالية وغيرها، وحتى يتحقق لها ذلك شرعت تلك القوى العدوانية التي تستهدف المنطقة للضغط على الأنظمة الحاكمة وابتزازها تارة باسم الديمقراطية وأخرى باسم الإرهاب، وثالثة باسم حقوق الإنسان والحريات وغيرها، وأول ما قامت به تلك الدول العدوانية الناقمة على الإسلام والمسلمين والطامعة في ثروات وخيرات البلدان العربية هو فرض الديمقراطية على الأنظمة العربية ومن ثم إدخال الحقد والعداوة والضغينة بين الأحزاب على مستوى كل دولة ودعم كل حزب وكل طرف ضد الأخر، تلك الدول العدوانية هي أول راع للإرهاب ومن أوجده داخل الأراضي العربية والإسلامية، وهي نفسها من يضغط على الأنظمة العربية لمحاربته، هي نفسها من ينتهك الحقوق والحريات داخل الأراضي العربية والإسلامية في العراق وفلسطين وأفغانستان وفي كل بقاع الأرض، وحتى داخل أراضيها، وهي نفسها من ينتقد الدول العربية وتدعو حكوماتها وأنظمتها لاحترام الحقوق والحريات وتمارس عليها كافة أنواع الابتزاز السياسي وتسلط عليها أيضاً كل المنظمات الدولية لتفرض عليها تقديم والمزيد من التنازلات من عام إلى آخر على حساب القيم والمبادئ والتعاليم الإسلامية وكافة الثوابت الوطنية وكل ما له علاقة بالوطن والدين، هي نفسها تلك الدول والقوى العدوانية من تقدم لنا الفتات من المساعدات والقروض، وهي في نفس الوقت من يفرض على شعوبنا الحصار والغلاء والجوع والدمار، لذا فإن القوى المعادية اليوم ل"النظام" الجمهوري في بلادنا ما هي إلا إحدى الوسائل التي تستخدمها القوى الخارجية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية التي تستهدف الأرض والعرض والعقيدة مقابل الفتات من الدعم الذي يقدم لعملائهم في الداخل ليس باسم الحكومات الرسمية في بلدان تلك القوى العدوانية، بل باسم الجمعيات والمنظمات والمؤسسات المدنية "المخابراتية" التي تتخذ من الخارج مقراً لها وبدأت تسعى لفتح فروع لها في بلداننا، تلك المنظمات التي هي في الظاهر تتحدث بأن نشاطها يتعلق بالحقوق والحريات والديمقراطية والرعاية ومحاربة التمييز العنصري وغيرها، وفي الباطن ليست سوى فروع من أجهزة المخابرات الخارجية المتآمرة على دول وشعوب المنطقة، وهذا مضمون ما تشهده البلاد منذ عدة سنوات ويزداد ظهوراً على الساحة الوطنية من عام لآخر، ولو تم الربط بين ما حدث ويحدث في مديريات محافظة صعدة، وما تشهده المحافظات الجنوبية ما هو إلا مخطط واحد يستهدف أهم الثوابت الوطنية "النظام" الجمهوري و"الوحدة" الوطنية يرافقه في ذلك خطاب إعلامي متميز ظهر بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية، اعتمدت عليه الكثير من المنظمات المدنية المخابراتية الخارجية في إعداد تقاريرها "اللوجستية" حول اليمن وما يجري على الساحة اليمنية.