;

المنافقون أصحاب الأقنعة والوجوه المتعددة 1505

2008-08-10 04:27:41

حسن بن حسيون

دائماً ما يتكاثر هؤلاء وبأعداد كبيرة في كل مرفق من مرافق الدولة وفي القطاع الخاص في حالة عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويلعبون أدواراً أساسية في ذلك من خلال تجاربهم الخاصة والطويلة في الدعاية والتحريض، ولا يحلو لهم العيش إلا في ظل هذه الأوضاع، وعندما يسأل المرء نفسه عن أسباب ذلك يصل إلى استنتاجات وأسباب كثيرة من أهمها على سبيل المثال: أن مثل هؤلاء يعانون من تدني المستويات التعليمية والثقافية والتربوية والشعور بالدونيه أو تغطية مثل هذه الظواهر وغيرها من الظواهر المرضية بمثل هذه العادات السيئة بالإساءة للناس والدخول في أعراضهم الشخصية، وغالباً ما تنشر بين من فقدوا مصلحة معينة أو منصب وجاه ونفوذ وهو غير كفؤ لذلك، وهو يدرك جيداً أن ذلك قد حصل في غفلة من الزمن وفي الوقت الضائع، ويعتقد بأن من خلال ذلك يستطيع استرداد ما فقده من مناصب وامتيازات، مع العلم إنه لا يستطيع الإفصاح عن ذلك وما يعانيه شخصياً حتى لا يصدقه الناس، فهو بذلك يمارس هواياته وبث سمومه بين أوساط المواطنين بالتضليل والدعاية والتحريض وإشعال نار الفتنة والانقسامات والتعصب القبلي، المناطقي والمذهبي، العدو الأساسي لمثل هؤلاء هو النظام القائم والوطن الذي يعيشون في كنفه الذين يأخذون منه كل شيء ولا يقدمون مقابل ذلك أي شيء عدى ما هو أسوء.

وعندما تسأل نفسك مرة أخرى: ماذا يريد هؤلاء من وراء كل ذلك؟ وما هو البديل؟ بالتأكيد لن تتوصل إلى أي نتيجة أو ردود مقنعة وصائبة عدى بعض الاستنتاجات التي سبق ذكرها، وإن هؤلاء مصابون بحالات نفسية مرضية تتصدرها حالات جنون العظمة والسلطة التي كانوا يمارسونها في يوم من الأيام وضاعت عليهم فجأة بين ليلة وضحاها، يحنون إلى عودتها بالأوهام والسراب والتهيؤات وانفصام الشخصية.

وحتى أكون صريحاً تجاه هؤلاء المنافقين أصحاب الأقنعة المخفية والمستعارة والوجوه المتعددة والأمراض السيكولوجية فإنني أختصر ذلك بالحديث عمن كانوا يحكمون الجنوب قبل الوحدة والحرب بالحديد والثار وخاصة في الجهاز الحزبي وقيادات المؤسسات العسكرية والأمنية، فعندما تجلس مع أي عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وتتحدث معهم ما بعد 1994م وحتى اليوم فكأنك تتحدث مع أناس لا زالوا يمارسون السلطة والتسلط ولم يصبحوا في الشارع كغيرهم من المواطنين العاديين، فهذا هو جنون العظمة والسلطة بعينه، وقد أعجبني أحد الكتاب الذي كتب قبل فترة قصيرة وشبه هؤلاء بركاب القطار الذي لا يتوقف عند محطة له، ركاباً يقضون وقتهم ذهاباً وإياباً دون توقف وفي خط دائري "Circle Line" بعد أن أخذوا كل ما يحتاجونه من مياه ومواد غذائية وغير ذلك، وإذا كان ذلك ينطبق على الجهاز الحزبي فإنه أيضاً ينطبق على بعض القيادات العسكرية والأمنية، ومن أغرب الأمور والعادات السيئة التي تأتي على ألسنة هؤلاء الناكرين للجميل والذين أكرمهم النظام الحالي وأعاد لهم حقوقهم وترتيب أوضاعهم الوظيفية وما قدم لهم من اهتمام وامتيازات لم يكونوا يحلمون بها في يوم من الأيام أو يتوقعون، بل كانوا يتوقعون أسوء من ذلك كالانتقام والتعامل القاسي ومعهم مثلاً، فإذا بغالبية هؤلاء يكشفون عن حقيقتهم وعن معدنهم يكشفون عن وجوههم التي ظلت تختفي من خلف الأقنعة الخفية بعد صمت طويل من خلال ممارسة أحقر وأبشع أنواع النفاق في علاقاتهم اليومية، ففي مواقع العمل تراهم يمجدون النظام وكل سياساته وبالرئيس علي عبدالله صالح، وفي مواقع أخرى المواقع التآمرية والمشبوهة ينزعون تلك الأقنعة ليرتدوا بديلاً عنها يصبون نار وجام غضبهم على النظام وعلى الرئيس علي عبدالله صالح والإفصاح فيما بينهم بكل ما تخفيه صدورهم من أحقاد وكراهية ومن دعاية وتحريض وزرع الفتن والخلافات يصل البعض منهم عند الكلام إلى حالة من الهستريا وعدم التوازن، لا شيء سوى إظهار أنفسهم مع من يجتمعون أو يلتفون ويثقون بهم بأنهم من أشد الجنوبيون تعصباً للقضية الجنوبية وثقافة الانفصال ولغة الانفصال إنهم بذلك يمارسون قمة النفاق، انفصاليون ووحديون في الوقت نفسه منعهم مثل الملكيون أثناء الحرب الأهلية بعد 1962م جمهوريون صباحاً، ملكيون ليلاً، إنني لا أخفيكم سراً إن البعض من هؤلاء المنافقين قد أوصلهم الرئيس إلى أعلى المناصب والرتب المدنية والعسكرية وأغدق عليهم بالهدايا والامتيازات المادية والمعنوية ومع ذلك فقد تنكروا لكل ما قدم لهم وللأيدي الرحيمة والقلوب التي عطفت عليهم في وقت كانوا يعيشون حالة من الخوف والبؤس وعدم الاستقرار، وقد صدق الشاعر الذي قال:

إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

إنني وبهذه المناسبة مناسبة قدوم شهر رمضان الكريم أتوجه إلى من تطرقت لهم في هذه المقالة آنفاً والذين لا أعفيهم من إنهم يرتكبون جزءاً كبيراً تجاه ما حدث مؤخراً في المحافظات الجنوبية وسقط بسببه القتلى والجرحى الأبرياء وأدعوهم إلى العودة إلى تحكيم عقولهم والعمل على تضافر الجهود، جهود جميع القوى السياسية في الساحة اليمنية وهما هير الشعب وفي المقدمة أحزاب المعارضة اليمنية من أجل خدمة وتطور وأمن واستقرار اليمن واليمنيين، ولن يتم ذلك إلا من خلال تضافر وتضامن ووحدة ووعي اليمنيين الغيورين، والابتعاد عن كل ما يعيق من خلافات ومكايدات سياسية لن ينتج عنها سوى الفرقة والخلافات والنزاعات المدمرة، فلا يوجد ما يمكن أن نختلف عليه، ولن يأتي من الخارج من يعمل على تنمية وتطور وازدهار اليمن واليمنيين، علينا أن نتذكر تجارب ودور الماضي القريب وتداعياته المأساوية التي خسر بسببها الشعب اليمني الكثير والكثير، وإنا على ثقة تامة بأن الرئيس/ علي عبدالله صالح قد عقد العزم على السير على طريق الإصلاح الكامل والشامل وتنمية برنامجه الانتخابي ظهرت العديد من مؤشراته على الأرض والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد