الشيخ/سراج الدين اليماني
"ليس لها من دون الله كاشفة"، تناقلت الأنباء في الأيام القريبة الماضية أن إخوان القردة والخنازير من اليهود قد قاموا بوضع حجر الأساس لما يسمى ب "هيكل سليمان" المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، يقدم اليهود على هذا العمل الإجرامي على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي، الذي زاد عدده على المليار المسلم، ودولاً الذي زادت على الخمسين دولة، ولكنهم في مجملهم وللأسف الشديد كما قال - عليه الصلاة والسلام - "أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"، نعم لولا هذه الغثائية التي تجتاح أمتنا الإسلامية لما اجترأ يهود على تدنيس مقدسات المسلمين، ومن قبل على حرق المسجد الأقصى، ومن بعد على قتل المصلين فيه وفي غيره، وإزاء صمت تلك الدول التي كبلها العدو بالديون أرهق كاهلها بالإغراق في الجزئيات والتخلي عن الكليات والثوابت أصبحت من المطويات والمنسيات، يقف شعب فلسطين الأعزل والمكلوم ليجابه بصدره وحجارته اليهود بكل ما يملكون من ترسانة أسلحة متطورة، أسلحة البطش والدمار الشامل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الدفاع عن المسجد الأقصى مسؤولية الشعب الفلسيطيني الأعزل المقهور المحاصر؟! أم هو مسؤولية العالم الإسلامي جميعه؟، حكاماً ومحكومين؟! ثم أين يقع الدفاع عن المسجد الأقصى في "أجندة" تلك الحكومات؟!! ثم ماذا هم قائلون حين يقفون بين يدي ربهم: "وقفوهم إنهم مسؤولون"؟! ثم إلى متى تبقى دولنا الإسلامية تكتفي بالنظر إلى دماء الشعب الفلسطيني؟ وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد!! ولماذا تشغل الأمة وفي هذا الوقت بالذات عن أقدس واجباتها في التصدي ليهود، وجهادهم، ونصرة المسلمين المستضعفين في فلسطين؟! نعم تشغل بالمهرجانات على أنواعها التي ينفق عليها الآلاف بل الملايين، والشعب الفلسطيني، بل أكثر الشعوب الإسلامية تتضور جوعاً، يعتم الإعلام العربي والإسلامي فضلاً عن الغربي الكافر على جرائم يهود بالتريوج للمهرجانات والمباريات فإلى الله المشتكى، فكان الواجب تعبئة الأمة تعبئة صحيحة وتربيتها تربية صحيحة على أيدي كفارها وعقالها ومثقفيها الثقافة الوطنية التي تهتم بتحرير الأوطان من أيادي الغاصبين حتى لا تتكرر مأساة عام 48م وعام 67م وما حصل من هزائم ونكسات ونكبات وتشريد وهتك وتبديد ثم احتلال للأرض، وانتهاك للأرض، هل نتعلم من أخطاء الماضي، فنعلم أن نصر الله لا ينال بذل ومهانة واستكانة؟ بل هو سبب رئيسي في هزيمة ساحقة ماحقة، لا تبقى ولا تذر، والواقع الأليم لا يدعوا إلى التفاؤل إلا أن يشاء الله، "فهل إلى خروج من سبيل".