كروان عبد الهادي الشرجبي
نريده وسيماً وذكياً ومثقفاً وثرياً ووفياً، ولو سئلنا لحظة اختيار رجل حياتنا أو شريك حياتنا عن الصفة التي يمكن أن نضحي بها لقبلنا التنازل عن كل شيء.. إلا عن الوفاء.
وذلك لأن الوفاء نادر والإخلاص أيضاً، فالمرأة تشعر أن إخلاص رجل تحبه هو الطمأنينة التي تنشدها المرأة بل تعتبر عقداً ماسياً يجعلنا نبدو أجمل.
ولكن تاريخ الرجال طاعن في الخيانة، والرجل الوفي نادر الوجود "نتمنى استنساخه"، فبدلاً من استنساخ الحيوانات على العلماء التفكير ملياً في استنساخ رجل وفي بمعنى الكلمة، من منا لا يعرف المقولة الشهيرة الرجال والزمان ... ما فيهم إمان"، أن ما دعاني لتذكر هذه المقولة الشهيرة لأن أي واحدة منا قد تستيقظ يوماً ما لتجد أن زوجها قد أفرع حساباته، وفتح بيتاً آخر مع امرأة أخرى دون أي سبب يذكر سوى أنه قرر ذلك.
أن الرجل يعتبر ذكراً أو هكذا هو تصنيفه من حيث "الجنس" ولكن إذا نظرنا إلى الذكور من الحيوانات سوف نجدها وفية إلى أبعد حد لشركائها، فالكلب يعرف بالوفاء وحتى الحيوانات المتوحشة نجدها مخلصة لإناثها والطيور كذلك.
أما الإنسان فيصعب عليه التمسك بهذه الصفة "الوفاء"، هل هي صعبة إلى هذا الحد، أم ماذا؟
فهل الوفاء ... حماقة إنسانية؟ أم ميزة يتميز بها الإنسان عن الحيوان كتميزه عنه بالعقل والإيمان والنطق.
المشكلة أحياناً أننا نضطر إلى التغاضي عن بعض الأشياء لأننا لا نريد أن نصطدم بواقع مرير.
أن المرأة قد تتغاضى عن كل شيء وتسامح في كل شيء إلا الخيانة وعدم الوفاء.
* * *
تساؤلات
أي جيل هذا القادم، كانت كل أشكال القيم غائبة تماماً عنه مسيطرة عليه، فكرة التحضر الشبابية بمفاهيم ضبابية غير واقعية، تعلي الشكل على حساب المضمون، وتقدم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وتدفع أفراده إلى التمرد على كل شكل للقديم بصفته شكلاً متخلفاً بدائياً تقليدياً؟
أي جيل هو ذاك الذي تسمر أمام البرامج التلفزيونية وتفاعل مع فتيات يتراقصن، وفقد هويته في طوفان من التغريب النفسي والعقلي والثقافي والاجتماعي؟ السؤال الأهم: هل الكارثة الحقيقية في ما نفقده أم هي في ما يكسبه الآخرون؟