شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني :
Shukri_alzoatree @yahoo. com
في نهاية التسعينات ظهر في الاسواق العالمية وفي السوق اليمني ابتكار جديد سمي بمشروب الطاقة وصنع تحت أسماء ماركات ومسميات كثيرة ولشركات منتجة عديدة إذ قد وصل عدد الأسماء التجارية وعلاماتها لهذا المنتج والمتواجد بالسوق اليمني ويسوق للاستهلاك حتى يومنا هذا إلى ما يفوق أثني عشر صنفاً لشركات أجنبية منتجة لمشروبات الطاقة تسوق وتباع وتستهلك في السوق اليمني وبكميات كبيرة سنويا وحدث ويحدث تسابق وتنافس شرس على المستهلك اليمني بين الشركات اليمنية المحلية التي تسوق مشروبات الطاقة إذ أنها تجد ربح ومكسباً كبيراً تحصل عليه من وراء تسويق وبيع مشروبات الطاقة و هي حاليا تتهافت ويوميا لكسب مستهلكين وفتح أسواق استهلاكية جديدة لما تسوقه من مشروبات الطاقة مستخدمة كل الوسائل المتاحة أمامها ابتداء بإنزال الإعلانات وانتهاء بتقديم مغريات دعائية كالجوائز وغيرها لجذب المستهلكين مع انه في السنوات الخمس الماضية أجريت العديد من الدراسات والبحوث من قبل جهات ذات اختصاص صحي في كثير من الدول ووصلت نتائج تلك الدراسات والبحوث بإقرارها بوجود أضرار لمشروبات الطاقة فمثل كشفت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية في دراسات قامت بها والتي استمرت نحو تسعة أشهر مع مندوبين من وزارة التجارة والصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية ومتخصصين في التغذية أن هناك تأثيرات جانبية خاصة عند الإفراط بتناول هذه المشروبات بشكل يومي وقد علق استشارو الأطفال ورئيس قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى شهاب الدين التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض والدكتور فهد بن صالح العريفي بالقول ( إن مشروبات الطاقة المتداولة خاصة بين فئة المراهقين والتي يعتقدون أنها تمدهم بالطاقة لها أضرار لا تحمد عقباها خاصة عند تناولها بشكل متكرر خلال 24 ساعة ) وأفادوا بقولهما (من خلال عملنا في أقسام الطوارئ تأتي حالات كثيرة من الأطفال والمراهقين بأعراض تتعلق بارتفاع مادة الكافيين والتي تزيد عن معدل ما هو موجود في المرطبات و تصل إلى 20 ضعفاً في بعض تلك المشروبات ومن الأعراض الناتجة عن ارتفاع معدل مادة الكافيين في الدم عند هؤلاء الأطفال والمراهقين تتمثل في ازدياد دقات القلب التي تصل إلى 150 دقة في الدقيقة وارتفاع في ضغط الدم وزيادة تدفق الدم للعضلات وتقليل كمية الدم إلى الجلد وهذا ما نلاحظه من شحوب في الوجه في حالات التسمم إذ تحتوي هذه المشروبات على مادة الكافيين وبنسبة كبيرة جداً (32ملجم) لكل (100مل) لمشروب الطاقة (أي 80 ملجم في العلبة) ويأتي ضرر مادة الكافيين : إذ هي مادة مخدرة تسبب نوعاً من الإدمان والذي لا يعرفه الكثيرون أن تلك المشروبات تسبب القلق بعد فترة من تناولها بسبب الكمية الكبيرة من مادة الكافيين فبعد فترة من الزمن يستهلك الجسم مادة الكافيين فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه فيؤدي ذلك إلى حالة من القلق وتلك حالات مشابهة لتأثير المخدرات لو تزداد الكمية لأدت بالتأكيد إلى عدم انتظام ضربات القلب ومشاكل عدم النوم وبعض الأعراض النفسية (الانسحابية) وأكدت الدراسات الطبية بأن هذه المشروبات تساهم في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الدم والأرق وآلام الصداع والقلق ونزيف الأنف والنوبات المرضية ومشاكل تسوس الأسنان وتقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة. ومن أكثر المشاكل التي تسببها تلك المشروبات أيضاً أنها بسبب مادة الكافيين تؤدي إلى زيادة التبول لأن الجسم يعامل مادة الكافيين كمادة سامة فيتخلص منها في وسط مائي فيطرد كمية من الماء يحتاجها أصلاً ولكن التخلص من مادة الكافيين أهم لدى الجسم فيؤدي ذلك إلى الجفاف وكانت السلطات السويدية قد حذرت رسمياً من تعاطي مشروبات الطاقة مع الكحول بعد وفاة امرأة سويدية متأثرة بنضوب الماء من جسمها الصيف الماضي. كما ان الشركات الأجنبية المنتجة تضيف إلي مشروبات الطاقة عناصر ومواد أخرى لتعطي الجسم طاقة ونشاط ولتكون منشطة بدنياً وذهنيا مثل مادة (الجلوكوز ) حيث تحتوي على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص (الجلوكوز) مما يعطي طاقة عالية للجسم فحسب المدون على معظم تلك العلب فإنها تحتوي على الطاقة (45سعراً حرارياً ) لكل (100مل) (أي 112- 120كيلو سعر لكل علبة 250مل) وهذا ما أعطى مشروبات الطاقة الرواج الكبير لدى الكثير من الشباب والمراهقين ومؤخراً أوضحت البحوث العلمية التي أجريت بأن مشروبات الطاقة تزيد من درجة النرفزة والغضب وفقدان الصبر لدى الشباب والأطفال ممن يتعاطون المشروب وأعمارهم أقل من سن خمسة عشر سنة ويشربون مشروبات الطاقة ست مرات خلال كل شهر كحد أدنى حيث أنها تؤثر فيهم مما تجعلهم يحملون صفات عدوانية وشراسة في التعامل مع الآخرين والميل إلى العراك مع الغير وأوضحت الدراسات التي أجريت لكثير من الأسر التي يتعاطى أبناؤها ويشربون بشكل دائم مشروبات الطاقة حيث وجدت بان هذه الأسر تشكوا من أبناءها لكثرة المشاكل الصادرة عنهم ومع الآخرين ويشكون من أن أبناءهم أصبحوا كثيري المشاغبة وإحداث الفوضى ويحملون طبائع عدوانية تجاه الآخرين كما أوضحت الدراسات بأن مشروبات الطاقة تؤثر على صحة النساء الحوامل وعلى صحة الأطفال من هم تحت سن الخامسة عشر وعلى مرضى السكر وهذا لا تخفيه الشركات المنتجة إذ أنها توضح وتعترف بذلك بكتابة التحذيرات على ظهر العلب من باب التحذيرات لإخلاء مسؤوليتها كما أن الدراسات وضحت بان مشروبات الطاقة تزيد من الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى تزايد القلق بسبب السهر وقلة النوم الذي يتعرض المتعاطون لمشروبات الطاقة وتحدثه مادة الكافيين كونها منبه وتؤدي إلى الأرق وفقدان القدرة على النوم في ساعات مبكرة وقد تنبهت دول عدة لهذه الأعراض والمشاكل الناجمة عن تعاطي مشروبات الطاقة مثل كندا واستراليا والنرويج والدنمارك وماليزيا وتايلاند وفرنسا فسعت إلى منع بيعها في المحلات العامة بالأسواق وفقط تصرح بيعها في الصيدليات الطبية.
