شكري عبدالغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني : Shukri_alzoatree@yahoo.com
شعوب العالم المتقدمة تعيش حالة من السباق مع غيرها ومع الزمن إذ نرى كل يوم علومهم تتطور واكتشافاتهم العلمية والصناعية تأتي بجديد وتظهر لديهم الاختراعات والابتكارات في كافة وسائل وأدوات الحياة سواء في مجالات الطب أو الصيدلة أو النقل أو الاتصالات.. الخ .
ونحن اليمنيون في اليمن نتسابق مع بعضنا البعض مابين الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الساعة الثالثة عصراً في الشراء لأجود أنواع القات ومن ثم تأتي المرحلة الثانية للسباق مابين الساعة الثالثة عصراً وحتى التاسعة ليلاً بل البعض حتى منتصف الليل للتسابق لتخزين القات ومضغه للوصول إلى المرحلة الثالثة (الكيف و المزاج) أي بانتقال المخزن للقات من الواقع المعاش إلى الخيال وتصورات الأفكار من خلال إطلاق العنان للفكر والتفكير ويطول ما هو خارج الممكن والإمكانيات إذ يصل البعض إلى ما يسمى بأحلام اليقظة والتي كثيراً ما توجد لدى سن المراهقة من الشباب المراهق الذين أعمارهم مابين سن (15 سنة إلى 20 سنة ) هذه أحلام اليقظة والتي تأتي لدى العديد من مخزني ومتناولي القات و يعيشها العديد منهم أثناء تناولهم القات ووقت فراغهم حيث نسمع حوارات من بعضهم إذ منهم من يعيش ساعات يسهل في تفكيره كل شيء حوله من الأعمال ويراها بأنه بسيط انجازها وسيقوم بإنجازها بسهولة ويسر مما يجعله يتباطى في مباشرة العمل لانجازها إذ يرى بان ما يمكن انجازه من أعمال في ثمان ساعات سينجزه في ربع ساعة - هذا طبعاً تحت تأثير القات - وهلم جراً من تشكل هذه القدرات أثناء تناول القات ولكثير من الأعمال والأيام ولدى كثيرين في أوقات التخزين للقات ومنهم من يرى أنه شاعراً ومؤلفاً كبير لا ينافس في تلك الساعات ويضع بين يديه قلماً وورقاً ويبدأ "بهدار" الكلام على الورق ومنهم من يتخيل نفسه لو يصل بأن يكون موظفاً حكوميا كبير وذي نفوذ ( وزيراً ) مثلا سيعمل ويعمل ويبلط البحر حتى يصل بتفكيره انه سيجمع الهواء ويتحكم فيه وآخر يرى نفسه بأنه لو معه قليل من الفلوس أي( المال) ليقلبها ويصلبها وسيربح ويكسب بها الكثير وسيجمع أموال قارون (أحلام اليقظة) وآخرون يذهبون بالتفكير بأن يرون كل الناس من حولهم على خطأ و يخطئون في جوانب حياتية معينة يفكر هو فيها في تلك الساعات أثناء تخزينه للقات وفقط هو الوحيد الصائب لما تدور من الأفكار في عقله حينها فيسير ويتجه في تلك اللحظات إلى انتقاد أهل السياسة في سياستهم وانتقاد أهل السلطة في حكمهم و انتقاد أهل الاقتصاد في علمهم إذ وقد يصل به الحال بأنه أبو المخضرمين وعاقلهم وأبو الحلول للإشكاليات والعقد التي يرى وجودها هو أثناء تناوله القات ولما يدور في تفكيره المطلق للعنان ولا حدود لديه في تلك الساعات للممكن والإمكانيات متجاوزا كل العقبات بمقترحاته للإصلاح التي تتكون في عقله في ساعات القات ولا غيره من مصلح وتسمع بعضهم في تلك الساعات لتناولهم القات يحدث نفسه أنا سأعمل كذا واخترع كذا لو كنت مكان فلان أو علان من الشخصيات المتوافرة لديهم الإمكانيات التي يراها هو فقط الخ وبعد انتهاء ساعات المقيل وتناول القات وعلى تعبير مخزنين تبدءا المرحلة الرابعة الفسخ بقلص (كوب) حليب أو شاي ومن ثم الاسترخاء للعودة إلى الحالة الإنسانية الطبيعية والواقعية فان جئت اثناء هذه المرحلة الرابعة إلى احد أولئك النوع من المخزنين إن كان احدهم يفصح لك بما كان يدور في تفكيره لمحادثته بما كان يفكر فيه أثناء التخزين وتناوله للقات تجده يقول لك يا رجُّال صدقت هدار (يعني كلام فاضي ) وهكذا يتم كل يوم مع أولئك من الناس الذين يطلقون العنان لتفكيرهم فقط وقت تخزينه القات ويظهر منهم الكلام أكثر من العمل ضياع الوقت في التفكير بهراء الأفكار و الكلام وضياع المال في شراء القات مع استثناءات قليلة إذ قد تجد نوعاً آخر من متناولي القات المخزنين ممن تجده يستغل وقته وماله الذي أنفق لشراء القات استغلال جيد على حد تعبير بعضهم بأنه يتم انجاز أعمال مفيدة وهنا نقول هذا ممكن ولكن استثناءات. المهم انك عزيزي القارئ ترانا اليمنيين في حالة تسابق لإضاعة الوقت وإهدار المال يومياً. وربما هذه هي الانجازات الكثيرة والكبيرة التي ينجزها أعظم المخزنين للقات فقد حدثني احد الأصدقاء بنكتة إذ قال : سيأتي يوم ونحن اليمنيين نسود الأرض كاملة ونحكم برها وبحرها . فقلت له كيف هذا ومتى ؟ قال لان شعوب العالم كله ستصعد إلى الفضاء ويسكن المريخ والقمر ولا يبقى احد في الأرض سوانا نحن اليمنيين فقط. فمن سيحكم في الأرض سوى أنفسنا اليمنيين و نحكم برها وبحرها فقلت لنفسي نكتة تحمل الكناية عن تراجع علومنا وتقدمنا عما نحن عليه الآن، والله يستر بان يفلتنا العالم لوحدنا في الأرض " سنحنب" بما نأكل ونشرب ونلبس .