شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني Shukri_alzoatree @yahoocom
أماه أتوسل إليك ألا تخرجيني من رحمك.. أماه استبقيني بين أحشاءك.. أماه إني اسمع إخوتي من الجوع بكاء يئنون، ومن البرد ينتفضون رعشاً .. أماه إني أرى أخواني في العراق يقتلون، وفي فلسطين يجوعون وينهبون كرامة وأرضاً، وفي لبنان دمية يلعب بهم اللاعبون، وفي الخليج يستعبدون ويميعون وفي مصر يسجنون ويعذبون، وفي السودان يطعنون، وفي سوريا يحجزون، وفي المغرب أوتار عزف يغنى بهم لأوروبا ليلهون، وفي الصومال أخوة يتقاتلون، وفي أفغانستان الصرعى كل يوم يقعون، وفي أفريقيا فقر ومجاعة وأنين، وفي أوروبا ملوثات بيئة و قسوة قلوب وفي أمريكا استغلال الأقوياء.. أماه العالم من حولك يعج بالمآسي ويطفح بالعذاب وتتفشى فيه الأمراض القاتلة، وأصبحت فيروسات وهي اضعف خلق الله هي الأقوى، ويستخدمها الأمريكان لأسلحة الدمار، ويفرخون الكثير من جراثيم الوباء ليخيفوا بها الشعوب، وليحكموا كل (أم وأب) وأماتوا الحياة عند البشر، والفرح عند الصغار، فأذاقوا الموت للأحياء .. أماه استحلفك بالله ألا تخرجيني فالماسي ستحيط بي، والأحزان تنتظرني.. أماه إن لم تريد بقائي في رحمك فأعيديني إلى صلب أبي إن استطعتي.. أبتاه إمرها بالاستجابة لتوسلي … أبتاه لا تكذب علي بمستقبل زاهر، إني اسمع وارى ما حولكما فياليتكما ترحماني بإسقاطي قبل اكتمال نموي.. أماه إن اصررتي على اكتمال نموي واخراجي من رحمك فلن اخرج وسأغرس اضافري وأناملي في جداره، وسأطبق فكاي وشفتاي على حبلي السري وابتلعه، وسأرفض الخروج حتى أموت وستموتين معي، فياليتك وياليت أبي ترحمان نفسكما من عذاب دنياكما وتذهبان إلى برزخ بشرف واجر شهادة لأجل دين ووطن وجيل قادم غيري وغيركما فلا تأملا خيراً بحكام باعوا امة وأرضها بتاج وكرسي وشقر من النساء ونبيذ خمر معتقاً.