سراج الدين اليماني
مسؤول التوجيه بوزارة الأوقاف والإرشاد وباحث في شؤون الإرهاب.
أمة الإسلام خير أمة، جاهدت في سبيل الله فانتصرت، وغلبت فَرَحِمْت، وحكمت فعدلت، وساست فأطلقت الحرية من عقالها، وفجرت ينابيع المعارف بعد نضوبها، واسأل التاريخ فإنها قد اسَتْودَعَتهُْ من مآثرها الغر ما بصر بضوئه الأعمى، وازدهر في الأرض ازدهار الكواكب في كبد السماء، فماذا فعل المسلمون عندما انتصروا على خصومهم؟ ماذا قال - عليه الصلاة السلام - عندما انتصر على قريش وفتح مكة؟ ألم يصفح عنهم وينسى ما فعلوه به.
وماذا فعل المسلمون عندما انتصروا على كسرى وقيصر؟ هل خانوا العهود؟ وهل انتهكوا الأعراض؟ وهل قتلوا الشيوخ والأطفال والنساء؟ ماذا فعل صلاح الدين الأيوبي عندما انتصر على الصليبيين؟ ألم ينعم على قائدهم بالعفو؟ ألم يعالجه ويطلق سراحه؟
وفي وقتنا الحاضر ماذا فعل الرئيس الصالح/ علي بن عبدالله صالح حفظه الله تعالى - في حرب صيف 1994م؟ ألم يعفوا عن قادة الانفصال إبان الحرب وهم في مصر وعمان ودبي وقصر ولندن وغيرها؟ وكذلك فإنهم رجعوا إلى وطنهم بأمان وكأن شيئاً لم يحدث مع أن البعض ما زال رافضاً دخول البلاد لأسباب في نفسه.
ألم يعفو عن المنشق والخارج عن الشرع والقانون وانتهاك حرمات البلاد إمام الرافضة وزعيمهم بدر الدين الحوثي وهو من بقايا أصبهان وروافض إيران الذين هم أشد على المسلمين من اليهود والنصارى الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، قتل الأبرياء هو وعصابته المتلونة المأفونة، وخرجوا على الناس العزل، وقاموا بالتآمر على الرئيس وهو يعفو عنهم يعطيهم الفرصة تلوَ الأخرى لإعادة النظر في تحسين أوضاعهم من أجل خدمة البلاد؟ فهذه المواقف وأمثالها كثيرة في التاريخ تاريخ هذه الأمة؟ كما كان لها أبلغ الأثر في محبة الناس للإسلام والمسلمين - والدخول فيه ومع أهله عن قناعة تامة ويقين - أفغير المسلمون يقوم بمثل ذلك؟ هل الغرب يقدم لنا مثل هذه النماذج؟ الجواب ما تراه لا ما تسمعه، فمن أين خرج هتلر، وموسبلين، ولينين وستالين ومجرموا الصرب وبوش والخميني؟ أليست أوروبا وأميركا هي التي أخرجت هؤلاء الطواغيت أعداء الله وأعداء الإنسانية الشياطين الذين قتلوا الملايين من البشر، والذين لاقت البشرية منهم الويلات إثر الويلات؟ ألا يُعَدُّ أولئك هم طلائع حضارة أوروبا؟ ثم من الذين صنع القنابل النووية والجرثومية والذرية، وأسلحة الدمار الشامل؟ ومن الذي لوث الهواء بالعوادم، والأنهار بالمبيدات؟ ومن الذي يدعم اليهود أحفاد القردة والخنازير وهم في قمة الإرهاب والتسلط والظلم؟ أما آن لأمتنا أن تصحو من سباتها، وأن لا تنظر إلى الغرب بعين عوراء متغافلة عن ظلمه وإفلاسه الروحي؟ هذه هي حال كثير من أفراد أمتنا وللأسف، ولو صرف النظر عن ناحيتهم، وترك حبلهم على غاربهم لهبطوا بكثير من شبابنا في خسار يهتز له قلب عدوهم شماتة وفرحاً، والنفوس التي تتزحزح عن الإيمان قيد شعرة تبتعد عن مراقي الفلاح سبعين خريفاً، فلا بد إذاً أن نتنبه لدعاياهم وننفق ساعات في التنبيه على أغلاطهم، لعلهم ينصاعون إلى رشدهم، ,ان تحذر الأمة عاقبة هؤلاء الذين يبدوا أنهم لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة، ولأننا أمرنا بنصب العداء لمؤامراتهم في كل الميادين التي من شأنها تغير على عقيدة المسلمين الراسخين من أجل إتلافها ووضعها جانباً بل وفي الحضيض، فلنكن خير خلف لخير سلف.