محمد أمين الداهية
الثأر عملية غير إنسانية وغير قانونية يقوم بها الفرد نتيجة دوافع ومحفزات قد يكون سببها الانتقام لقضية ما إما قتل أو أي شيء آخر، كالشرف أو المشاكل القبلية التي تستهدف أي شخص ينتمي للقبيلة المعادية سواءً كان المطلوب أو الشخص القاتل أم أي شخص آخر ينتمي لقبيلة هذا القاتل، إن الثأر وباء يجب استئصاله وإزالته من المجتمع بأي طريقة كانت هناك تحركات من قبل الدولة وكذا بعض المنظمات الاجتماعية للحد من هذه الظاهرة وفعلاً قد حققت تقدماً رائعاً من خلال الأنشطة والبرامج والحملات الدعائية والتوعية حيث وقد قدمت تلك الحملات نموذجاً متميزاً ساعد على التخفيف بشكل جيد من هذه الظاهرة السيئة التي نتمنى أن تنتهي تماماً من مجتمعنا الحكيم الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة والإيمان، وأساس الحكمة مراعاة الله في خلقه، وأن لا نجعل من الغضب أداة تقودنا نحو الفتك بالآخرين وسفك دماء حرمها الله من فوق سبع سماوات بمجرد لحظة غضب ولدت بعض الانفعالات حتى يصل الأمر إلى أن يقوم الشخص الغضبان بالقضاء على حياة الشخص المغضوب عليه، وهذا ما نجده في مجتمعنا ومن هذا المنطلق نبدأ ظاهرة الثأر الأحمق الذي لا يفرق أبداً بين القاتل أو أقربائه أو من ينتمون إلى قبيلته من الناحية النفسية يعتبر قتل الإنسان لأخيه الإنسان بمثابة الإجراء الذي يتوهم القاتل أن سيريحه مما يعتمل في جنباته من غيظ ولكنه حل الموهوم. . الشبيه بالظامئ عندما يشرب من ماء البحر المالح فلا يرتوي كما أن عملية قتل الشخص الغريم تزيد المشكلة تعقيداً إذ ينقطع التواصل بين الطرفين للأخذ والعطاء وحل المشكلة تعقيداً إذ ينقطع التواصل نفسياً واجتماعياً بآخرين فتنشأ مرحلة جديدة خطيرة من مراحل الغضب والغيظ بين حزمتين اجتماعيتين- شكل منهما القاتل والمقتول ممثلة للجماعة التي ينفي اليها ولا يمكن أن ينسلخ عنها حتى بعد موته ، وكأن القتل قد أصاب كل فرد من أفراد تلك الجماعات المتنازعة، أن ديننا الإسلامي قد جاء ليعلم الناس التعايش الحقيقي ورسالة الإسلام قد وصلت وشملت أرجاء المعمورة بفضل الله سبحانه وتعالى وتأييده لحبيبنا وبنينا محمد صلى الله عليه وسلم، اليس الإسلام هو من دعى إلى حرمة دماء الناس والمسلمين اليس هو القائل على لسان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه"، وكذلك لأن تهد الكعبة حجراً حجراً خير من إراقة دم امرئٍ مسلم، لماذا وجد القضاء وما هو دوره، لماذا لا نحكم عقولنا قبل قلوبنا في اتخاذ ما سنقدم عليه وبالذات عند القيام بالثأر، لقد وجد القضاء ليكفي الناس شر القتال وظلم بعضنا لبعض ولكن في وقتنا الحاضر نتمنى من القضاء أن تكون له رؤية ثاقبة قضايا الناس وبديهة متميزة لفصل تلك القضايا كي يرتاح الناس من الإعياء الذي أثقل كاهلهم نتيجة مرور سنين على بعض القضايا دون الخروج بأي نتيجة أو تقدم، وأروع ما قيل في الأثر أحلى وأعذب وسائل الثأر في كل وقت وكل مكان "لا تغلب الشر بالشر بل اغلب الشر بالخير".