;

كيف ومتى يتكون ويتعمق الشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد؟ 1140

2008-08-18 04:36:13

شكري عبد الغني الزعيتري

نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني : Shukri_alzoatree @yahoo. com

استكمالاً لمقالتنا السابقة والتي نشرت بالعدد السابق رقم "1469" ليوم أمس الأحد وتحت عنوان "فقدان الشعور بالمسؤولية العامة عامل أساسي للتخلف والانحطاط".

فإننا في هذه المقالة سنتحدث عن: كيف ومتى يتكون ويتعمق الشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد "فرداً. . فرداً"؟ ونقول من وجهة نظرنا بأنه يتكون الشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد "فرداً. . فردا" عندما يشعر كل فرد في المجتمع بأنه في وطنه وأنه يمتلك هذا الوطن مع ملكية الجميع له ويتكون هذا الشعور وبعمق عندما يرى الفرد بأن الجميع متساوين في الحقوق والواجبات. . ولا تمييز بين أحد إلا على أساس معايير العمل والعطاء لهذا الوطن والشعب. . "وعندما لا يرى الرد": بين الناس "فلان" وممن هم ذوو السلطة والنفوذ والحكم تلبي كل رغباته ومطالبه فإن ذهب للتوسط لتوظيف أحد معاريفه أو أقاربه فهو مقبول بصرف النظر عن مؤهلاته العلمية والعملية. . . وإن ذهب لعلاج زوجته في مستشفى حكومي عام تسخر له كل الإمكانيات وتحضر بين يديه وبسرعة الطير وحتى يحضر البشر من الممرضات والأطباء والإداريين والتي لم تكن موجودة عندما أسعف المواطن الغلبان زوجته. . ويحظى "فلان" ذي السلطة والنفوذ بالعناية الفائقة والمركزة وإن كان لا يحتاجها. . . وإن دخل أي جهة عامة حكومية سواءً خدمية أو إنتاجية لانجاز معاملة أو طلب خدمة أو تمرير صفقة تجارية فسرعان ما تنجز له، وإن وجدت مخالفات للوائح والأنظمة السارية المعمول بها "فقط على الغلبان" بل يقوم ذوو الاختصاص في الجهة بأنفسهم لإنجاز المعاملة وتحول مهام وظيفتهم إلى مراسلين، فالشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد "فرداً. . فرداً" يتنامي ويتعمق عندما ينام الفرد ليلته بضرر لمجرد خلاف شخصي أو خلاف إداري أو خلاف وظيفي أو خلاف سياسي. . . ويتنامي ويتعمق الشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد عندما يرى الفرد ميزان العدل قائماً وكفتاه لا تميز بين غني وفقير. . وبين ذي سلطة ونفوذ ومواطن غلبان. . وبين شيخ وقبيلي أو رعوي. . . وعندما يرى الفرد بأن خدمات الأمن للجميع سواسية وليس لذوي النفوذ والسلطة ولوجهاء الناس ولمنازلهم والتي على أبوابها الحراس المدججين بالبنادق ليل نهار. . والمواطن الغلبان منزله مفتوح يمكن اقتحامه من قبل سارق أو حتى جار مؤذي. . عندما يرى الفرد بأن خدمات الصحة للجميع وليس لأبناء الوجهاء من الناس ويدرسون في أرقى المدارس بل ويأتون بالمدرسين إلى المنازل. . وأبناء المواطنين "الغلابة" في مدارس حكومية ينقصها الكثير من العدة والعتاد من احتياجات ومستلزمات العلم والتدريس. . . وعندما يرى الفرد بأن خدمات مؤسسة الكهرباء وإضاءتها بالكهرباء للجميع وليس لخيار الناس ممن يتجمعون سكناً في أحياء معينة "الأحياء الراقية برقي وعلو أصحابها" ولا تنطفئ لديهم أبدا. . والمواطنين الغلابة تنطفئ عنهم الكهرباء في اليوم أكثر من مرتين ويومياً. . . وعندما تكون الإضاءة الكاملة للجميع والإطفاء وتوزيع العجز في الطاقة الكهربائية على الجميع. . . ويتنامي ويتعمق الشعور بالمسؤولية العامة لدى الأفراد عندما يرى الموظفون الغلابة في جهاز الدولة بأن المكافئات والسيارات وكافة الامتيازات المالية والوظيفية تمنح للجميع وعلى معايير العمل والإنجاز وليس على معايير شخصية ومزاجية لدى المتنفذين في قطاع الدولة وليس على مبدأ "تشيلني أشلك" وعندما. . . وعندما. . . وعندما. . . هنا يمكن أن نتحدث ونقول بأنه سيوجد وسيتعمق الشعور بالمسؤولية العامة في الضمائر وكنائن النفوس لدى الأفراد "فرداً. . فرداً" والذي يعود على الجميع بالمصلحة العامة للمجتمع والبلد والاقتصاد الوطني وبما أشرنا إليه في مقالتنا الصحفية بالأمس.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد