كروان عبد الهادي الشرجبي
مما لا شك فيه أن اليمن كانت وما زالت هي بلد التنمية والاستثمار والتجارة، ولا أبالغ حين أقول هذا!!!
فمن المعروف أن اليمن بلد يتميز بموقعه الاستراتيجي المتميز ولا أحد يستطيع أن يخفي
حقيقة أن اليمن متميز في موقعه ومناخه وموارده الطبيعية وتاريخه عن الكثير من بلدان العالم.
ويكفي أن أشير إلى أهم هذه المميزات وهي التي يتمتع بل وينفرد بها اليمن.
اليمن يربط بين قارتين آسيا وأفريقيا، ويربط بين بحرين الأحمر والعربي، ويتمتع بثروة مناخية متميزة من حيث التعدد المناخي.
وهذه الإمكانيات تؤهله للوصول والحصول على المستوى الإنتاجي الذي يجعله الأكثر قدرة على تصدير كافة المنتجات الزراعية وإنشاء الثروة الحيوانية.
ولا يمكن لكل ذي فهم أن ينسى بأن اليمن بلد الحضارات والتاريخ، بلد الإنسان الذي وصل وخرج للعالم عن طريق التجارة، وقبل أن يسمى التاريخ نظم قوانين التجارة وتبنى الحضارات، ولم يكتفي الإنسان اليمني بالتعامل مع العالم تجارياً بل أن الإنسان اليمني كان قد ترك تأثيره الثقافي والاجتماعي، وكان له الدور في نشر الإسلام في كثير من البلدان الآسيوية والأفريقية، وما زالت آثارهم تتحدث عن إرادة الإنسان اليمني وإمكانياته وقدراته الإبداعية إلى يومنا هذا ومن لا يفهم هذا عليه أن يفهم!!! ولن يفهم ما لم يقرأ ويتفهم عن هويتنا التاريخية وخصائص ومميزات هذا البلد وعلى حكومتنا الرشيدة أن تدرك الآتي:
1- من أجل توظيف إستراتيجية موقعنا المتميز فإن الأمر يتطلب توسيع معرفتنا ممن حولنا وبحيث تصل إمكانية معرفتنا إلى مستوى المعرفة القادرة على قراءة واقع واحتياجات كل من حولنا وصولاً لمعرفة حاجة الأبعد وعلى أساس ذلك سيكون بمقدورنا توظيف ثرواتنا الطبيعية وتنظيم وتطوير الإنتاج لمواردنا وفقاً للأساس الذي يكفل التصدير وفقاً لحاجة الآخر.
ثم لماذا لا نعمل على الاستفادة من مياه البحر وذلك من خلال تنظيم وترشيد سياحة التحلية لمياه البحر وذلك من أجل إنشاء ثروة مائية تكفل لنا إنشاء مشاريع زراعية تحت شعار مكافحة التصحر واستصلاح الأرض من أجل القضاء على الفقر!!!
ثم هل يعقل أن نستقبل الألفية الثالثة وما زال أبناء اليمن يتعاملون مع البحر كمصدر لاصطياد السمك؟
متى نأخذ في اعتبارنا أهمية الاستفادة من الثروات البحرية والمادية والعلمية .. متى.؟
أخيراً على حكومتنا الرشيدة أن تعمل على إنشاء معاهد علمية وفنية ومهنية متخصصة في مختلف المجالات الإنتاجية والخدمية وهذا ما تفرضه الضرورة الوطنية ويدركه كل من في قلبه حب لهذا الوطن.