شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني : Shukri_alzoatree @yahoo. com
مواطن يمني الجنسية ( أباً وأماً) اسمه محسن وهو موظف بسيط في إحدى شركات القطاع الخاص ومن ذوي الدخل المحدود سعى إلى ترشيد نفقاته الشخصية فلم يكن يتناول القات ومستلزماته اليومية وقلص نفقات اسرته بأن كان يعيش ويقتات مع أفراد أسرته المكونة من زوجة وخمسة أطفال على الضروريات من الغذاء وخلال عشر سنوات عجاف من التقشف عاشها وافراد اسرتة تجمع لديه مبلغ متواضع من المال فعزم على شراء قطعة أرض فسعى باحثاً هنا وهناك حتى وصل إلى بغيته قطعة ارض صغيرة مساحتها أربع لبن وبسعر يقترب من المبلغ الذي بحوزته فاشتراها واتم اجراءات الشراء الرسمية فذهب إلى السجل العقاري وسجلها ودفع الرسوم التي طلبت منه وذهب إلى مصلحة الضرائب ودفع رسوم الضرائب المقررة على البيع والشراء في الارضية حسب القانون فبعد مرور اسبوع من متابعة وانجاز ومعاملة لاتمام شراءه قطعة الارض حصل على بصيرة (صك ) ملكيته للارض ونام في اليوم السابع فرحاً قرير العين وفرح معه أولاده وزوجته بان اصبح لديهم ارض يبنون عليها مسكنهم وبدأ باليوم الثاني وفي اجتماع اسري التشاور للبدء بالمرحلة الثانية من سنين عجاف وتقشف لتوفير وجمع مبلغ للبناء واتفق جميع افراد الاسرة على تنفيذ المرحلة الثانية وكل سيسهم بما يستطيعه مع والدهم فالاولاد تنازلوا عن مصروفهم اليومي للمدرسة وعرضوا بانهم سيحملون معهم الصبوح سندوتشات من البيت وسيسيرون إلى المدرسة يوميا ويعودون مشيا على الاقدام والزوجة عرضت بانها ستقتصد في مصاريف البيت وستكون تخبز يوميا خمسين خبزاً وتبيعها للجيران من الذين يترددون لشراء الخبز منها كا فعلت وساهمت بالمرحلة الأولى ومرت الأيام والسنين ومن سوء حظ (محسن ) وأثناء مرور السنوات الأولى للمرحلة الثانية جاء رجل اسمه (النافذ) لأنه كان رجلاً يمتلك نفوذاً وسلطة واسعة وذو مال وفير وحرس غلاض شداد وسيارت اخماس واسداس الالوان اشترى (النافذ) خمسين لبنة بجوار قطعة الأرض التي اشتراها (محسن) وهي محايدة من جهة الشمال لارض (محسن ) وكانت قطعة الأرض الخمسين اللبنة التي اشتراها (النافذ) تقع على شارعين من الغرب ومن الجنوب وقطعة الأرض التابعة لمحسن محايدة لقطعة ارض (النافذ) من جهة الشمال وتقع ارض محسن على الشارع الشمإلى وهو شارع متميز عن الشارعين الغربي والجنوبي المطلة عليهما ارضية (النافذ)، فكر (النافذ) ذو السلطة الواسعة والمال الناضح ورأى بان ارضيته ستكون اجمل وذي قيمة لو طلت ايضا على الشارع الشمالي ولكي يتحقق له ذلك لابد من ضم ارضية محسن إلى أرضيته وعليه أرسل سائقه واحداً من حراسه للسؤال عن محسن من هو ؟ و لأي أسرة ينتمي ؟ وما هي قبيلته ؟ وما اسم قريته؟ وماذا يعمل؟ واين يعمل ؟ وما هي امتداد علاقاته الاجتماعية ؟ أي طلب تقرير ستخباراتي مفصل عن جاره محسن والهدف لكي يحدد (النافذ) كيفية وطريقة التفاهم مع جاره محسن لأجل ضم قطعة أرضة إلى أرضيه النافذ قام من كلفهم بجمع كافة المعلومات المطلوبة وحملوها إلى النافذ بسرعة كسرعة الطير وكان ضمن تلك المعلومات ان محسن موظف يعمل حارساً في شركة خاصة ومن قرية العشاش وليس له علاقات اجتماعية واسعة وهو شخص ملتزم في خط سيره اليومي فمن البيت إلى العمل إلى البيت إلى المسجد إلى البيت، هذه المعلومات شجعت (النافذ) للتفاوض مع محسن وبقوة فتحت شهية ( النافذ) وتزايد استعجالة لتحقيق رغبته التي تعشعش في فكره نظرياً لاخراجها وتنفيذها على الواقع العملي فارسل سائقه لاحضار محسن اليه فذهب السائق واحضر محسن للمثول امام (النافذ) فمثل محسن امام يدي النافذ وهو في حالة قلق وخوف متسائلاً في نفسه ماذا يريد مني هذا الرجل ؟ وجه ( النافذ) الكلام المباشر والمختصر إلى محسن : كم تشتي زلط وتتنازل عن اللبنتين حقك ؟ صعق محسن من هذا الكلام وأصيب بفاجعة لما سمع من كلمات تدل على القوة والقسوة والاجبار القهري والتساهل في حقوق الغير (كلمات مباشرة ودون مقدمات او ترحاب بالجار تحمل في طياتها الاستصغار والتحقير، كم تشتي زلط ، كلمة تتنازل وليس تبيع، كلمة اللبنتين وليست اربع )) فرد عليه محسن لا انوي البيع واشتريت الارض قبل ست سنوات لابني عليها بيت لاولادي فقال (النافذ) شل الزلط وابني لهم البيت في مكان ثانى فرد محسن انا هنا واشتريت قبل فترة استدعى (النافذ) حارسه (قاهر ) وقال له هات الفلوس التي معك كم باقي منها ؟ فرد عليه (قاهر) يافندم باقي ستمائة وخمسين ألف فقال له (النافذ) هاتها فجاء بها وقال له سلمها لمحسن مقابل تنازله باللبنتين فمد بها قاهر نحو محسن ولم يأخذها محسن وانصرف خارجا من منزل( النافذ) عائدا إلى منزله مشيا بالأقدام ورغم طول المسافة لم يشعر بها لانه كان يفكر وغارق في افكاره ماذا يعمل امام الطاهش (نافذ ) اذا طهش وبسط على أرضه لم يجد حلاً لمواجهته أذا حدث فعلا ما يكرهه محسن، بالطبع (النافذ) لم يمهل محسن اذ باليوم الثاني للحوار كلف (قاهر ) بهدم السور الفاصل بين ارضية محسن وارضيته من جهة الشمال نفذ قاهر منذالصباح الباكر ما امر به وشرع في العمل باحضار العمال وبدأوا عملهم حتى قبل ان يصحوا (النافذ) من نومه يريد ارضاء سيده (النافذ) اذ هو خادما احضر لارضاء سيده وإن كان بفعل افعال الحرام والظلم فلا يهم الخادم (قاهر) هذا الجانب والاهم ارضاء سيده والمهم بان ينجح قاهر في تنفيذ المهمات اذ كان يسميه سيدة (النافذ ) رجل المهمات الصعبة هدم (قاهر ) الجدار الجنوبي لأرض محسن والجدار الشمإلى لارض (نافذ) وواصل الجدران الأخرى مع بعضها وأصبحت القطعتين قطعة ارض واحدة وتم تكليف قاهر بمواصلة استكمال الإجراءات الرسمية وكأن الشراء تم وبصورة صحية الخ بان تم تحرير بصيرة (صك ) ملكية من احد قضاة الدرهم والدينار فحررت بصيرة بيع تحمل اسم البائع الاصلي الذي باع لمحسن والذي كان قد توفى وباسم المشتري (النافذ) وتحمل تاريخ قديم لأكثر من ثمان سنوات لان ذكاء (النافذ ) افطنه بالتاريخ عندما صرح محسن بانه اشترى الأرض قبل ست سنوات عند مثول محسن بين يديه ولما شاهد محسن هذا الاعتداء السافر على أرضيته واغتصابها والبسط عليها من قبل (لنافذ) ذهب إلى قسم الشرطة المختص في بالنطاق الجغرافي وقال له لن نستطيع عمل لك شي اذهب إلى منطقة الامن فذهب وقال له مدير المنطقة اذهب إلى النائب العام فذهب وتم إحالة شكوته إلى وكيل النيابة المختص والذي بدورة احالة الشكوى إلى عضو النيابة فقام عضو النيابة بتحرير استدعى للنافذ وذهبوا لسليمة الاستدعاء وفي اليوم الثاني ارسل خادمة (قاهر ) لاخذ اقواله بدلا عن سيده لان سيده مشغول فذهب ووصل إلى عضو النيابه الذي رحب به واخذ اقواله ولما تم قال لقاهر شكر وسلم على الفندم وبعدها تم التحقيق مع محسن وغضب محسن لمعاملته القاسية وهوصاحب حق مما أدى إلى ارتفاع صوته دون قصد فغضب عضو النيابة وقال له بتطاول علي وتعلي صوتك فوق عتعلمني عملي وامر بحبس محسن تديبا لتطاوله على عضو النيابة وحبس محسن اسبوع لايأدب وبعد خروجه استأنف المشارعة فذهب إلى النائب العام ليشتكي بعضو النيابة ووجده مسافرا ونصحه بعض موظفي النائب العام اختصر المسافة لان النيابة والمحكمة لن تعمل لك شيء وان اصدروا حكم لصالحك هذا ان تم فلن تستطيع تنفيذه واختصر المسافة واذهب اشتكى به إلى عند قائده فقال من هو فقال له (وزير الدفاع والأمن ) فذهب بشكوى إلى وزارة الدفاع ولم يوافقوا على إدخاله وقالوا له سلمها إلى الاستعلامات وارجع للرد بعد ثلاثة أيام فسلمها وبعد ثلاثة أيام فاذا بقاهر يتصل بمحسن قائلا له جي للرد على شكوتك رسالة شكوتك عندى ولن ينفعك احد رحلك من الواء والا عيقعلك خبر ثاني فانصدم محسن وذهب يريد مقابلة وزير لداخلية لايشتكي بانه تلقي تهديدا وحياته معرضة للخطر في حالة استمرار متابعته لاسترداد حقة ولم يستطع مقابلة وزير الداخلية وظل يتردد أسبوعاً كاملاً مابين منزل وزير الداخلية ووزارة الداخلية ونصحه احد من تعرف عليهم عند بوابة وزارة الداخلية وقال له لن ينفع وزير الداخلية امام هذا (النافذ ) ما معك الا ان تسير تعقر ثور عند بوابة الرئاسة وتشتكي لرئيس الجمهورية عاد محسن إلى منزله يفكر ويفكر كيف اوصل لرئيس الجمهورية فلم يجد السبيل للوصول اليه وقال في نفسه ماهو هذا اربع لبن تشتني اوصل إلى رئيس الجمهورية ليردها لي ومن يوصلني له وقال في نفسه : ماهو هذا القول والفصل لمن ؟ يكون اقل مستوى من رئيس الجمهورية.