كروان عبد الهادي الشرجبي
ماذا يحدث للرجل حين يقع في شراك حب جديد؟
تتلون عيناه بألوان قزحية، ويصير أكثر صمتاً وحكمة وينسى أن هناك زوجة تستحق أن تعيش مثل هذه التجربة، ولكنه يفضل التجديد، وبدلاً من هذه التي لم تعد تثير لديه شهية الحديث أو النظر أو مجرد التعايش الخالي من الاعتياد والملل.
ويذوب في خضم ملح الحب كأنه أول العشاق وآخرهم على مر التاريخ، وينسى أن التجربة التي قادته إلى الزواج كان لها الطعم والشكل نفسيهما لولا تغير الأمكنة والأشخاص، ويحسب أن هذا التحليق في سماءات مسيجة بالشعر والأغاني ستدوم، وأن لهذا الحب الجديد مذاقاً آخر.
وربما لاحظت زوجته هذا التغيير وذهبت ظنونها نحو شكوك صحيحة، وربما أعطته فرصة الاختلاء بنفسه احتراماً لخصوصيته أو جهلاً بعاداته الجديدة.
وبعد أيام وربما أشهر تتحول التجربة إلى كابوس معتم ويصعب التخلص من تبعاتها كأنه حين وقع في غرام الأخرى كان مغيباً عن الواقع والالتزامات والإنسانية تجاه بشر آخرين، وينتبه أن هذه الأخرى ليست بأفضل من أم الأولاد التي لا تألوا جهداً في اختراع اللاممكن ليرضى، وتخبو جذوة الحب، خاصة إذا ذهبت التجربة نحو منحنى مادي، ويتساقط بعدها كالمطر ندماً على ما أقترفه في حق نفسه ومحفظته والذين أحبهم ذات نهار.
ولكن لماذا يتورط الرجل في مثل هذا التجارب؟.. وتبقى أسئلة معلقة بالاستفهامات التي تعرف إلا القلق ومزيداً من التعاطي بحب وهمي يعطي تشويهاً جديداً للوحة الحب الجميل ذاتها.
