محمد أمين الداهية
الإدمان مصطلح يعني التمسك بشيء أو عادة يصعب الإقلاع عنها أو تركها، وأكثر ما يستخدم هذا المصطلح في الأشياء السيئة والعادات المنبوذة التي لا يقبلها الأسوياء في أي مجتمع، كإدمان المخدرات والخمور والحشيش وما إلى ذلك من الأشياء الأخرى التي لا تجلب إلا الضرر لصاحبها سواء في الدنيا أم في الآخرة، إن الإدمان تجربة مريرة قد يتعرض لها أي شاب يقع في شباك الانحراف والمنحرفين، والمدمن إنسان يحتاج إلى المساندة من الأسوتية والمجتمع كي يستطيع أن يخرج من هذا المأزق الخطير الذي وقع فيه ليبدأ حياة جديدة قد صقلتها تجربة عابئة مليئة بأبشع المآسي التي يتعرض لها أي مدمن أعياه إدمانه، وجعل من حياته جحيماً.
تشير الإحصائيات إلى أن مئات الآلاف يقعون ضحية للإدمان الذي غالباً ما يحطم حياتهم وحياة من حولهم، فالإدمان وباءٌ سرعان ما يمتلك المدمن ويجعله أسيراً له، فيقع الشخص المدمن في شر تصرفاته وأفعاله ويبذل أغلى وأعز ما يملك للحصول على ما أدمن عليه، وهذه الحالة موجودة في الكثير من ضحايا الإدمان عندما يتخلى عنهم من أوقعوهم في هذا الوباء الخبيث الذي يقود إلى ارتكاب مختلف الجرائم؛ لأن المدمن عندما يتعاطى جرعات هذا القاتل المدمر فمن غير شعور أو إدراك يجد نفسه القوي القادر على ارتكاب أي جريمة مهما كانت ودون أي خوف أو تردد، فكم من مدمنين أوصلهم إدمانهم حبل المشنقة جراء حماقات ارتكبوها بسبب جرعات تعاطوها، فكانت النتيجة ندم وحسرة لا ينفع مفعولها، هناك من قد وقعوا فريسة للإدمان، وآخرون ما زالوا في مرحلة الابتداء، وغيرهم من الشباب على مشارف جرف هار، ومع الاستمرار وبصحبة رفقاء السوء قد ينجرون ويقعون في الهاوية التي ربما لا نهاية لها، إذا لم يكن هناك من يرحم نفسه ويقدر من حوله من محبيه، فالفئة الأولى وهم المدمنون فنقول لهم لا شيء مستحيل ما دام هناك ثقة بالنفس وإصرار يقود نحو الخروج من هذا المأزق مهما كلف الأمر، ومهما بلغت التحديات، ومن يملك الإصرار سيعرف كيف يصل إلى الطريقة الصحيحة التي تسمح له بإنقاذ حياته، وسيخطط جيداً وسيبحث عن الشيء الذين سيساعده ويأخذ بيده إلى بر الأمان، أما الفئة الثانية الذي ما زالوا في مرحلة الابتداء فننصحهم أن ينجوا بأنفسهم، وألا يجعلوا من حياتهم مأساة وليخوضوا تجربة تحد لمواجهة ما أقدموا عليه، فبإصرارهم وعزيمتهم ومجاهدتهم لأنفسهم سيتمكنون حتماً من هزيمة هذا الوباء القاتل، وسيكتبون لأنفسهم عمراً جديداً وحياة سيدركون أهميتها وقيمتها، وأما الفئة الثالثة الذين يكادون أن يقعوا في الهاوية عليهم أن يرحموا أنفسهم، فلن يرحمهم أحد، وليجعلوا من مآسي الآخرين عظة وعبرة لهم، والصداقة التي تقود إلى الجحيم لا يحتاج إليها أحد، وأخيراً لن نستطيع أن نطرح موضوع الإدمان بشكل كاف ولكن المهم هو الهدف من الموضوع، وكيف يمكن أن نحمي وننقذ أنفسنا والآخرين من هذا الداء القاتل، ونتمنى من وزارة الصحة وكل من لهم علاقة أن يكثفوا الاهتمام تجاه قضية الإدمان وذلك من خلال توفير كل ما يمكن أن يساعد كل من وقعوا ضحية هذا المرض الخبيث الذي نجده ضئيل، والحمد لله في بلادنا مقارنة بالدول الأخرى.