فارس الصليحي
بعد دراسات وبحوث محلية ودولية حول أطول وأكبر مسلسل عالمي على مر التاريخ وصل الباحثون إلى قناعة تامة بأن المسلسل اليمني "طفي لصي" هو أكبر وأول مسلسل على المستوى العالمي حيث تجاوزت حلقاته الألف حلقة من جزئه الأول للمخرج بهران سابقاً وتجاوزت حلقاته الألفين من جزئه الثاني للمخرج السقطري لاحقاً، وربما تجاوزت حلقاته الثلاثة ألف حلقة للجزء الثالث الذي لا ندري من سيكون بطله ومخرجه مستقبلاً.
كثيراً من التساؤلات تتردد في الساحة من قبل الخاصة والعامة عن سبب استمرار هذا المسلسل الذي أصبح كارثة وطنية، وكارثة اقتصادية يتحمل ثمنها الفقراء والمساكين الذين ما إن صدقوا أن حصلوا على جهاز تلفاز أو ثلاجة أو أي جهاز منزلي وسرعان ما يتحول الحال من حقيقة إلى خيال، ومن فرحة إلى حسرة، حال مؤلم وواقع مرير تعجز الكلمات عن وصف تلك المآسي وتلك الكوارث التي يتولد عنها سخط وغضب المئات بل الآلاف من كل الفئات والطبقات ممن كانوا ضحايا لهذا المسلسل المشؤوم، ولم يقتصر الحال على ذلك، بل ربما تزداد دعوات المظلومين في خلال الشهر الكريم إن ظل الوضع على ما هو عليه، بل ربما يصاحب الدعوات لعنات على المتسببين والمخرجين لهذه الحلقات دون احترام للشهر المبارك شهر الذكر والعبادة والاستغفار، والسؤال الذي يفرض نفسه: متى ستصحوا القيادة السياسية؟ ومتى سيتحرك الوازع الديني؟ أم أنهم جعلوا أصابعهم في أذانهم لئلا يسمعو صرخات الضحايا والفقراء والمساكين الذين ما إن يسمعوا بيمن جديد ومستقبل أفضل فتأخذهم البسمة والفرحة للحظات، وفي دقائق وجيزة بمجرد أن يبدأ عرض مسلسل طفي لصي تنقلب السعادة إلى تعاسة، ويدركون حينها أنهم يعيشون في يمن قديم، ومستقبل أجهل، وكلما ناموا وأصبحوا وفتحوا الحوار مع أنفسهم يصلون إلى طريق مسدود ليبحثوا عن حل أمثل وطريقة أخرى يقنعون بها أنفسهم، ترى متى سيتحقق هذا الحلم المتمثل بمستقبل أفضل، أم أن هذا الشعب سيظل يبكي في الأطلال ليوصي وصيته للأجيال القادمة ويحملهم مسؤولية البحث عن عالم تتوفر فيها العبارة المزعومة يمن جديد مستقبل أفضل ويمن زاهر ومستقبل باهر، فإن لم يجدوا فليصلوا على أنفسهم صلاة الميت الغائب، ويؤمنون بالقضاء والقدر خيره وشره، وطالما أنه لا يأس مع العزيمة والإصرار فإننا نطرح هذه القضية الوطنية أمام قيادتنا السياسية ممثلة بالقائد الوحدوي الغيور/ علي عبدالله صالح رئيس العباد والبلاد لعل أن تتحرك فيه النخوة والعروبة ليصدر توجيهاته الصادقة وطعناته الضاربة ضد الواقفين حجرة عثرة في تحقيق مشروعه النضالي والانتخابي، وليصدر حكماً لا استئناف فيه يتضمن أو مضمونه ذهاب مسلسل "طفي لصي" للجحيم مع مخرجيه وحكماً آخر يقضي بتعويض الضحايا ممن فقدوا أجهزتهم ولو الضرورية منها والبقية تقدم صدقة للحكومة مقابل تعهدها بعدم تكرار مثل تلك المصائب والكوارث، والله من وراء القصد.