سراج الدين اليماني
مسؤول التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد وباحث في شؤون الإرهاب.
وبينما أنا أتصفح المواقع الاخبارية وقعت عيناي على المذكرة التي رفعها رئيس المؤتمر بلحج والذي يوجه الاتهام للأخ/ طه سلام محمد مدير عام فرع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في المحافظة، وقد جاءت مذكرة رئيس الفرع للحزب الحاكم بعد أن وجه إليه الاتهام الأخ/ طه سلام وأثبت تورطه في الاستيلاء على الجرارة نوع "كتر بلير" التابعة لمكتب الزراعة والري، فيا سبحان الله هؤلاء يصدق عليهم المثل القائل: "حبتي وإلا الديك"، هذا المثل معناه: أن رجلاً كان يتضور جوعاً ولم يحصل على ما يسد رمقه ويخفف من آلام بطنه، فجأة نظر يمنة ويسرة فإذا به يرى ديكاً سميناً فتاقت نفسه لهذا الديك، لكنه يعلم أن الديك يملكه أحد الناس القاطنين في الحي الذي فيه، ففكر بحيلة للاستيلاء على هذا الديك، فبحث عن بعض الحبوب من الذرة، فوجدها ثم رمى للديك بعضاً منها، فإذا بذلك الديك يلتقظ بمنقاره حبة والرجل يشاهد العملية من البداية، وعندما اطمئن أن الديك قد ابتلع الحبة واستقرت في بطنه أخذ يصيح "حبتي وإلا الديك"، فجاؤوا له بحبوب بالكيلوات والأطنان لكنه أصر على إلا حبته التي في بطن الديك، فسلم الناس له بأن يأخذ الديك، فأصحابنا كنا نقول أنهم سيستوعبون الدرس ويعلنون مكافحة الفساد والفاسدين، أو بمعنى أصح يتوبون مما اقترفته أياديهم من الفساد في حق هذا الشعب المكلوم، لكنهم ازدادوا في غيهم وعنادهم وتوعدهم لكل من يعريهم ويفضحهم، فرأيت مذكرة لرئيس الفرع الدكتور وهو يستهجن فيها رئيس الجهاز ويتهمه بتهمة كيدية ولكن اذكره بقوله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، ويتهمه بمساندة ودعم سلفي متشدد.
فأرجع وأقول هذه فرية بلا مرية ومقولة ليست معقولة ولا مقبولة؛ لأنه أفسد في المحافظة وعندما بينا للناس فساده وعريناه للكل فإذا به يوجه تهماً غير لائقة إلا به وبمن معه؛ لأنه هو المتشدد والذي يدعو للانفصال كما مر في مذكرته التي وجهها للأخ المحافظ والتي نقلتها "أخبار اليوم" في نفس الأسبوع، رجل ليس له في العمل الحزبي المنظم وهو خريج أكاديمية مدرعات كيف يكون منظراً لحزب يريد أن يسع الناس جميعاً، دكتور يدعو للانفصال وإلى المذهبية والمناطقية، ويدعو للرجوع إلى ما قبل الوحدة إلى عهد التشطير كيف يكافأ بأن يقود حزباً في قوام ومكانة المؤتمر الشعبي العام والذي هو أوسع انتشاراً وأكبر قاعدة على مستوى الأحزاب في البلاد وحزب منهجه واسع يسع كل الناس، فلا بد من إعادة النظر في قرار التعيين الذي صدر لهذا المناطقي والعصبي وإعادته إلى مكانه لأنه سيفسد أكثر مما يصلح، وأنصح الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الوالد/ عبدالرحمن الأكوع والمساعد الوالد/ يحيى الراعي وقبلهم الوالد المشير فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح حفظهم الله جميعاً بأن ينزلوا لجنة من صنعاء للاستفتاء وتقصي الحقائق عن عمل هذا الرجل، وأن يتبينوا عن الطريقة التي جعلتهم يصدرون له الأمر، وكيف انطلت عليهم ثم يعيدون النظر في أمرهم الذي سبب نكسة في أوساط أبناء المحافظة والذين يتعشمون الخير في قيادتنا السياسية بأن تداوي لهم ما ألم بهم من جراح واتراح، والتي كبلتهم بالليل والصباح وجعلتهم يتلفظون بآح، فأنا يعرفني الوالد الرئيس بكتاباتي ومقالاتي الوطنية والتي تدل على أنني أحب الوطن حباً لا يدانيه حب، وأنني لا أبالغ أن قلت حب الوطن في قلبي لا يجتمع له "1000" من كبار القياديين في المؤتمر نفسه، وأتحدى وهذه كتاباتي نفع الله بها المحافظة وأبناءها، بل اليمن كلها، وفي كل الصحف والكتب التي أخرجتها في حق الوالد الرئيس والحكومة ومدى تعاملهم مع الواقع، وأنت ماذا فعلت يا رئيس فرع المؤتمر بلحج؟ وأين رصيدك النضالي؟ إلا ما كان مع أبيك أو جدك عليه سحائب الرحمة تنساب واغتررت بذلك وعملت لك كما يقال معبق وحلاله واليوم تتهم الأخ طه بالفساد هزلت وبان من هزالها الكذب، فيا فخامة الوالد نتضرع إليك ونحن نرفع أكف الضراعة إلى الله قبل ذلك ونتوسل بك أن تريحنا من هذا الكابوس المخيف والذي سيدخل المحافظة في نفق مظلم؛ لأنه رجل مغامر، المهم وجد له ما يستعين به على مغامراته فليس عليه إذا غامر وأنتم تنظرون لمغامراته ولا تحجزونه ولا تأطرونه، فإنا والله خصمه وحجيجه أمام الله يوم أن تلتقي الخصوم.
أقول: إن المحافظة تزخر بالكوادر الصالحة والطيبة التي تهمها مصلحة المحافظة كما لماذا لا تتأسى بهم وتنهج نهجهم وتمشي على منوالهم كأمثال الأستاذ والشيخ الوالد/ محسن النقيب والذي كان يوماً من الأيام سلفك في رئاسة الفرع وأحسن الرئاسة في أيامه، وكذلك الأستاذ القدير/ علي حيدرة ماطر الأمين العام للمجلس المحلي، وكذلك الأستاذ القدير الشاب الخلوق/ ياسر عبده يحيى يماني، وكذلك الأستاذة الفاضلة/ عايده عاشور، فهؤلاء لهم بصمات في هذه المحافظة ويحبهم أبناء المحافظة، ولم نسمع عنهم إلا كل خير، لماذا لا يكون هؤلاء قدوتنا جميعاً ونتأسى بهم في الخير وحب الوطن والمحافظة وأبناء المحافظة.