طه العامري
ameritaha gmail. com
في هذه الحلقة من "حكاية رحلة سفر" سوف أعود إلى السبب الأساسي للحكاية والرحلة وهو اللقاء التشاوري للهيئة الإدارية لجمعية الأغابرة والأعروق الاجتماعية الخيرية، والذي انعقد في منزل الأستاذ الفاضل/ محمد عبده سعيد أنعم النائب عن الدائرة "42" مديرية حيفان تعز، ورئيس جمعية الأغابرة والأعروق الاجتماعية الخيرية، وقد تم اللقاء في قرية "قرض" الأعروق، ومن القضايا التي تم تداولها بعمق وحماس: قضايا الأمية، الفقر، التنمية الاجتماعية، الطرق، التعليم، كفالة اليتيم، ويحسب للأستاذ النائب ورئيس الجمعية أنه صاحب الفضل الكبير في بقاء الجمعية ورسالتها الاجتماعية الخيرية، إذ ومن خلال معطيات الحوار والنقاش خلال اللقاء تكشفت الكثير من الحقائق التي ربما يجهلها الكثيرون من أبناء المنطقة الذين يتحدثون في بعض المواقف عن دور قاصر للجمعية وعن وعن. . وكل هذا القول الذي يُتَداول من قبل البعض من السهل توضيحه خاصة وهناك شبه غياب عن الجمعية من قبل الكثيرين من المحسوبين على المنطقة والمستفيدين من الجمعية وخدماتها، وأعترف أنني واحد من هؤلاء الغائبين ولا أستطيع أنأبرر لنفسي هذا، لكن يكفي أنني أشعر بالخجل من نفسي لسلبية مواقفي وهذا يكفي وهو ما لم يفعله البعض من المكابرين. . !!
القضايا التي نوقشت خلال اللقاء جميعها قضايا جادة، وهي تمثل مطلباً لكل أبناء المنطقة ومطلباً ملحاً، ومن الأهمية تحقيق مثل تلك المطالب لرفع المعاناة عن كاهل الكثير من الأسر خاصة الأسر الفقيرة والمعدمة.
في اللقاء لفت نظري موقف الأخ الأستاذ/ محمد عبده سعيد رئيس الجمعية الذي تحدث بإسهاب عن العمل الخيري وضرورته وأهميته والشروط الواجب توافرها في كل من يرغب في أن يخوض في هذا المعترك، إذ أكد رئيس الجمعية لكل الحضور بقوله: "إن العمل الخيري لا ينجح إلا بقناعة وإيمان كل فرد بهذا العمل" فيما حدد ثلاثة شروط للقضاء على الأمية في المنطقة هي: حصر الأولاد والفتيات في كل قرية ممن بلغوا سن الدراسة والتعليم، متابعة كل من يتم تسجيلهم في المدارس حتى لا يتسرب هؤلاء الطلاب من صفوف الدراسة، حصر كبار السن ممن يعانون من الأمية في كل قرية، ويضيف على هذا ضرورة وأهمية تعليم القرآن الكريم وخاصة للنساء، معتبراً أن التعليم يجب أن يكون إلزامياً لكل أبناء المنطقة حتى الصف التاسع من التعليم الأساسي، مضيفاً بالقول: لو أن هناك تفاهماً ونوايا صادقة وجادة ومخلصة وحماساً لاستطاعت الجمعية أن تحقق الكثير من الأهداف التي تسعى لتحقيقها خاصة في مجال التنمية الاجتماعية ومكافحة الفقر والبطالة في المنطقة، هذا رغم النجاح الكبير الذي قطعته الجمعية في كثير من المجالات التي يمكن القول أن أهمها ما يتصل بكفالة اليتيم، لكن من يصدق هنا أن "90%" من كافلي الأيتام في منطقتنا هم أسرة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم طيب الله ثراه.
لقد تحدث الأستاذ رئيس الجمعية بقدر عن المرارة من مواقف بعض الميسورين في المنطقة الذين لم يكترثوا حتى لحال الناس، ولا لظروف الحال الاجتماعي والمعيشي والخدماتي في المنطقة التي تجد التحدي الأكبر في غياب تكافل وتكاتف أبنائها، ولولا الأستاذ/ محمد عبده سعيد وكل أعضاء أسرة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم ومجموعته لما كانت الجمعية، ولما نالت المنطقة من المشاريع التنموية ما يجعلها تواجه متطلبات الراهن وتحدياته، ولما التفت أحد لعاطل أو يتيم أو محتاج، مرة أخرى نجدد التحية لمجموعة الخير والعطاء وللأستاذ النائب رئيس الجمعية ولكل الشرفاء العاملين معه، وتحية خاصة للأستاذ/ سعيد عبدالرزاق نائب رئيس الجمعية، وللأستاذ/ عبدالسلام محمد عبدالله أمين عام الجمعية، وللأستاذ/ عبدالرب عوهج الذي يعمل بصمت وتفانٍ وبضمير نقي وصادق، والشكر موصول لكل مناضل من أجل الخير وفي سبيل زرع بسمة على شفاه الحيارى والأيتام والمحتاجين، ولمن يجسدون بسلوكهم ومواقفهم قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليم نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وإلى حكاية أخرى غداً.