شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني : Shukri_alzoatree @yahoo. com
في زمان الأمس والزمان الماضي عهد الأجداد كان الرجل إذا جاع أكل خبزاً جافاً فشبع ونام. وفي زمن اليوم إذا جاع إنسان أكل ألذ الطعام وفيه خوف من سقام أو شيء من حرام أو ذل جمع طعام.
في زمان الأمس كان الرجل يشرب الماء من ماجل أو سقاية تتجمع فيها الأمطار فلا ديدان ولا أوجاع. وفي زمن اليوم الإنسان يشرب مياهاً معدنية وتظهر في داخله مزرعة أحجار والآلام من نقص فيتامينات أو معادن أو أملاح.
في زمان الأمس كان الرجل يلبس ثوباً واحداً مرقعاً بكل مكان ويلبسه بكل صباح حتى المساء وليس فيه جمال ولا ألوان ولكن بداخله إنسان يحمل صفات من بعض صفات الرحمان: نور، إيمان ورحمة وإحساس ولين قلب ووجدان وود وصدق كلام. وفي هذا الزمن يلبس الإنسان الأثواب أشكالاً وألواناً وفيها جمال وبداخلها رجل يحمل صفات شيطان ظلم: وقسوة وفتن وخداع وفجور وكذب الكلام وأكل سحت وحرام. وقلة دين وإيمان.
في زمان الأمس كان الرجل يسير على الأقدام فلا مرض ولا موت عضال. وفي هذا الزمن يسير الإنسان وكل تحركاته بسيارات هي أخماس الألوان وأسداس الأشكال وبداخلها الهواء مبرد وأصوات الأغاني من كل البلابل تشدو ولا تهدأ ولا تنام وسياراته لها أربعة أبواب و نوافذ الزجاج لمشاهدة من يسيرون بالأقدام ببعض سخرية واستهزاء. و ظهر لدية الكسل والاتكال والأمر للخدام وللعبيد ممن هم ليسوا ب"عبدان" وتتعب النفس وان تحركت إلى مطبخ أو حمام.
في زمان الأمس كان الرجل ينام و يأمن على بيته وبداخله النسوان (وان فتحت الأبواب ) و يأمن على الدجاج والقراش من الأبقار والأغنام. وفي هذا الزمن ينام الإنسان وهو خائف حتى من الجدران ( وان أغلق الأبواب) ويخاف من جار ومن حراس.
في زمان الأمس كان قلة العسس والجندي مواطن والمواطن في أمان. وفي هذا الزمن كثر العسس
والجندي الحارس طاهش والمواطن مطهوش وأصبح الحامي حرامياً والحرامي يحترمه الإنس والجان.
في زمان الأمس كانت كل العجائز أمهات وكل البنات أخوات للذكور وإن كانوا أقارب أو جيران. وفي هذا الزمن كل البنات عند أهل السوء يُظَن فيهن الظنون إن خرجن بدون لثام و يقال فيهن الإفك والبهتان وعندهم البنات متعة وفراش.
في زمان الأمس كان الرجل يرى نفسه صغيرا أمام غيره من الناس فلا كبر ولا غرور ولا سخرية أو استهزاء وفي هذا الزمن أصبح غني المال يرى نفسه كبيراً ويتكبر حتى على الولدان وان جاءه الفقير المحتاج شتمه اذهب ياكسلان ويا عاطل عن العمل وذي احتيال ويا عبء وعاله على الناس.
و ذو العلم يرى نفسه عالماً والآخرون دونه ذوو جهل وغباء وحين يجلس بين الناس يتباهى وبافتخار مغرورا إن جاءه من يسأل أي سؤال وأصبح يسخر و يستهزئ بالمجنون وان جن من لوعة حرمان وكثرة سؤال لحاجة طعام ولا يترحم له بأنه مصاب ولا يدعى له بالشفاء و كثر من الناس الحاملون لصفات السوء وفاقدي معايير إنسانية الإنسان. وعندهم المال والجاه معيار للاحترام. والحاذق عندهم من جمع بين اليدين كثير الذهب والريال والعقار. وان كان من حرام أو من دماء الرجال. أو من أعراض النساء.
وعندهم من يحملون صفات من صفات الرحمان والإحسان بلهاء وذي هبل، وذي جنون وبهم يُسخَر ويستهزأ عند ضرب الأمثال.
وأصبح ميزان الرجال المال ومظهر ثوب وسيارة فاخرة وحراس. ولا يهم إن كان سارقا للناس أو حرامي مال عام وذي احتيال أو ذي لف ودوران.
آه!! من يعيد لنا بصفات رجال ذاك الزمان ؟! ومن يطرد من بيننا صفات (الشيطان) التي يحملها كثير من انس هذا الزمان ؟