محمد أمين الداهية
إن النظافة تعتبر تقييماً عاماً للمجتمع أو البيئة التي يعيش فيها الإنسان ومن الأشياء المهمة التي تنقل صورة عن أي مجتمع وفي أي مكان نظافة المدن والتي تعتبر صورة عامة للمدينة تعتبر عن مدى اهتمام المسؤول الأول عن هذه المدينة وبلادنا والحمد لله وبفضل الله تعالى ثم بجهود المخلصين من أبناء الوطن قد حظيت بنقلة نوعية في مجال نظافة المدن بمختلف شوارعها الرئيسية والفرعية، فعمال النظافة يؤدون واجبهم على أكمل وجه وأيضاً سيارات النظافة تعمل وتؤدي واجبها بصورة حسنة ودون أي تقصير، ويرجع الفضل في هذا الانضباط الذي نلمسه ونجده في عمال النظافة أولاً إلى تقدير هؤلاء العمال لعملهم وواجبهم، وأيضاً إلى الجهود التي تُبذَل من أجل تسيير العمل في مجال النظافة حسب الخطة المعدة لكل مدينة، ورغم هذا الإنجاز الذي نعيشه إلا أن هناك مواطنين قد ربما أن هذه التحضر وهذه الخدمة التي تقدم لهم لم تتناسب مع بيئتهم وثقافتهم، فنجد فيهم من التخلف ما لا يتوقع أحد أن يجده في القرن الواحد والعشرين، فنلاحظ الكثير من المواطنين يزعجهم التعامل مع سيارات النظافة التي تمر من جميع الشوارع ومن إمام كل البيوت، فنجدهم قد اتخذوا من بعض الأماكن وفي وسط الحي مركزاً لرمي نفاياتهم متجاهلين بذلك المنظر المقزز الذي يعود على الحي وأيضاً الأضرار التي قد تنجم بسبب التلوث البيئي الذي ينتجه بعض الجهلة من المتخلفين سلوكياً وحضارياً، إضافة إلى ذلك أعباء العمل الذي يتحملها عامل النظافة بسبب ما يجمعه هؤلاء المتخلفين مما يضطر عامل النظافة إلى أداء واجبه وإزالة كل ما جمعه بعض الأغبياء من نفايات تعود عليهم وعلى أسرهم بالضرر الصحي الذي غالباً ما يجعل مثل هؤلاء الأغبياء يتكبدون خسارات مالية فادحة وهم يقاومون بعض الأمراض التي جلبوها لأنفسهم بسبب حماقاتهم وسوء تصرفهم تجاه ما ينفعهم ويضرهم، ما الذي سيخسره هؤلاء الناس لو احتفظوا بنفاياتهم في أكياس خاصة أو سلات حتى تأتي سيارة النظافة أو عامل النظافة الذي سيقوم بواجبه ويرفع تلك النفايات إلى مكانها المحددة؟، يجب على كل إنسان مسؤول عن نفسه والآخرين أن يدرك حجم المشكلة التي قد يتعرض لها هو والآخرون بسبب هذا التقاعس واللامبالاة في مجال النظافة، وأيضاً يجب على وسائل الإعلام أن تمارس دورها التوعوي بأهمية النظافة وأهمية عامل النظافة الذي لا بد أن يلقى اهتماماً ملحوظاً وشكراً من قبل جميع المواطنين؛ لأنه يؤدي واجبه بكل ثقة وإخلاص، فمثل هؤلاء من عمال النظافة الشرفاء الذين يقومون بدورهم الهام في خدمة هذا الوطن ومواطنيه بجب أن يكون لهم من الاحترام والتقدير ما يجعلهم يشعرون بدورهم الهام الذي لا غنى لأي مجتمع عن مثل هؤلاء الشرفاء الذين يبذلون جهوداً جبارة في سبيل إظهار هذا الوطن الغالي في أجمل مظهر وأروع صورة، فلهم الشكر من أعماق القلوب، ونتمنى من إخواننا المواطنين في جميع محافظات الجمهورية أن يكونوا يدَعونٍ لهؤلاء الشرفاء من عمال النظافة، وألاّ يجعلوا من أحيائهم مراكز تجمعٍ للنفايات حفاظاً على صحتهم وبيئتهم من التلوث والوباء.