سراج الدين اليماني
مسؤول التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد وباحث في شؤون الإرهاب
أخي القارئ الكريم في كثير من مقالاتي أتوجه بها إلى الشباب حلم المستقبل وعماد الأمة لا أريد من ذلك شيئاً بقدر ما أريد لهم النصح، فإني أنصح لهم بعدم التقليد لأمتي الغضب من اليهود والنصارى، فإن أمتي الغضب والضلال من اليهود والنصارى ليعلمون تمام العلم بأنهم لن يحصلوا على تحقيق مطامعهم الخبيثة في الاستيلاء والسيطرة على بلاد العالم الإسلامي إلا بالقضاء على كل وازع ديني عند الشعوب المسلمة، ومن أجل هذا نزلوا بكل ثقلهم على العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة، فنشروا فيه الإلحاد والفساد، وأحدثوا فيه خواءً روحياً، واشغلوا الناس عن مصدر عزتهم وقوتهم بشتى أصناف اللهو والمغريات الخسيسة الدنيئة، وتمكنوا من اختطاف الشباب وتشكيكهم بدينهم، فصرفوهم عنه إلى ما يريدونه ويبتغونه في هذا الشباب الذي انصاع وانخرط إلى سلكهم الإفسادي المدروس والمخطط له من عشرات السنين، وللأسف الشديد فقد نجح شذاذ الآفاق وأفراخهم من قلب الحقائق حتى استولوا بها على الشباب المأمل فيه رفعة هذه الأمة، لكن لا يخلوا عصر من شباب ذو أفكار ناجحة ومستنيرة ويهمهم رفعة هذه الأمة ومضيها إلى الأمام بدون تخاذل أو توان أو نكوص على الأعقاب إلى الخلف السيء، وكذلك فإن أمتي الغضب من اليهود والنصارى قد نوعوا لشبابنا من الجنسين الباطل ووزعوه لهم بشتى الزخارف والألوان، حتى استطاعوا بمكرهم الخبيث من الاستيلاء على عقول شباب في جعلها تدين بدياناتهم، والكل يعرف ما عليه المنصرين من منظمات ودول وجماعات تعمل في أوساط العالم العربي والإسلامي، بل وصلت إلى العمق الذي كانت ترجوه، ولجهل الشباب بدينهم أصبح البعض منهم من أجل حفنة من الدولارات يدوس على دستوره برجله ليفارق به هذه الملة إلى ملة اليهود أو النصارى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا العمل الذي نجحت فيه مخططاتهم المدروسة منذ عهود من الزمان سهل عليهم احتلال بلادهم ومقدساتهم وتشريدهم بلا قاهر ولا رادع، يساندهم في هذا الغدر والخيانة والإجرام ساسة طواغيت العالم النصراني الصليبي وتلامذتهم من المحسوبين علينا.
وها نحن اليوم نرى أن اليهود عليهم لعنات الله قد تفاقم شرهم، وعمت فتنتهم وأضرارهم على الشباب وتمادوا في استخفاف العرب والمسلمين لدرجة أننا نشاهد جموع المسلمين ذات الأعداد الهائلة، وعلى الرغم مما تملكه من ينابيع الثروات الضخمة والقوة الضاربة لتنقاد مذللة خاضعة لمن يتاجرون باسم السلام الظاهر، والذي يحمل في باطنه لأمتنا المسلمة مزيداً من المذلة والهوان، والسبب في كل هذا الواقع المر المؤلم، أن أدمغة طغاة الناس قد عشش فيها الضعف المعنوي، والانهزام النفسي الناجم من قحط القلوب وافتقارها لوحي الله وهديه الذي لا ينفع معه أي قوة أو سلاح.
فجعلوا الشباب يبحثون عن الموضة العصرية ويواكبونها ويسعون في طلبها، والبعض منهم لا يستطيع مواكبة هذه الفوضى العرضية إلا باللجوء إلى ما يغضب الرب من سرقة وبيع الحشيش والمخدرات ومن ثم يسكر ويلهو ويزني ويترك ما هو أهم، ألا وهو الهم لبناء هذه الأمة ورفعتها وتقدمها وحضارتها ورقيها فيبقى همه الاستكثار والجمع من الحلال أو الحرام.
فهذه شابة تغازل ما يقارب الثلاثين وتتزوجهم كلهم لعدة شهور تمضيها مع أحدهم وتتركه بدون ورقة طلاق وتذهب لآخر لكن بعد ماذا؟ بعد أن تتعرف عليه تماماً ثم تقوم بسرقته مما يملك وتجرده منها، وهكذا تنتقل للآخر وعبر شبكة الانترنت، وشباب ضاع وراء المخدرات لا يعرفون ماذا تريد منهم الأمة؟ وماذا يفرض عليهم الواقع تجاه تلك التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية، فأقول: أفيقوا وتنبهوا للخطر المحدق بكم.