;

هل الوطن في يوم عيده فقط؟ 1184

2008-08-27 02:39:02

سراج الدين اليماني

مسؤول شؤون التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد وباحث في شؤون الإرهاب.  

لكل دولة أيام تعتز وتحتفل بها، فأيام الاستقلال الوطني تتخذها الدول ذكرى وفرصة واحتفالاً للانعتاق من نيران الاستعمار ووجوده.

فأحببت الحديث عن العيد الوطني للجمهورية اليمنية لهدف التأكيد على أن الاحتفال بالوطن لا يقتصر على يوم، بل كل أيامنا للوطن وإن كان يوم الوحدة والتأسيس له عمقه وبعده التاريخي والسياسي والاجتماعي في عقلية الشعب اليمني، وهنا أبعث برسائل ثلاث إلى كل مواطن علها تنفع وهي كالآتي:

الرسالة الأولى: بالإشارة إلى ملمح وسبق تاريخي للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك أن حكمة الفاروق رضي الله عنه جعلته يؤرخ للمسلمين "بيوم الهجرة" الذي انطلقت منه دولة الإسلام، وكم كان لهذا اليوم في التاريخ من معنى لكل مدرك ومنصف!!

والوطن قيادة وشعباً يحتفي بأيام الثورة الاستقلال والوحدة التي سطر ملحمتها بتوفيق الله الأخ المناضل والقائد الجسور ابن اليمن البار/ علي عبدالله صالح - حفظه الله تعالى -، وفي تقديري أن هذا الاحتفاء يجب ألا يتوقف عند فعالية أو مقالة أو مطبوعة أو أهازيج، وإنما يجب أن يستشعر هذا اليوم بأنه يوم تاريخي عظيم ومحبوب توحدت فيه البلاد وانعتقت من مشكلات في الفرقة والتمزق اللتين ارهقتا كاهل أبناء الشعب، ومن هنا نحن نستمد هذا الحب من الاعتزاز بالهوية الإسلامية التي نحملها، وإن أكرمنا الله بأن نكون من مواطني يمن الإيمان والحكمة من جعل له ركناً ركيناً في حرم الله وبيته.

وعليه أيضاً أن نربي أبناءنا وطلابنا على عظيم الجهد والجهاد الذي قام به ورجالات هذه البلد المخلصين في الانتصار للمظلوم وبذل كل غالٍ ونفيس من أجل نصرة الدين والوطن.

الرسالة الثانية: أود فيها الحديث عن القيادة الآن لهذا الوطن المعطاء والزاخر بالخير والبذل والعطاء، وإن كنت اعترف ابتداءاً بأنه من الصعوبة بمكان أن نجري مسحاً على كل المنجزات والمعطيات الحضارية التي يقودها ربان السفينة الوالد/ علي عبدالله صالح - حفظه الله تعالى - سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجة ولكني أؤكد أن من حق أبناء اليمن تذكر جهده في تحقيق المنجزات وبتحقيقها تحقق السلم والأمن والرخاء المعيشي لنا، كما أن دوره ينعكس بالتأكيد على راحة الوطن والمواطنين، ولعلي هنا أجمل ما فصلته في كتابي "علي عبدالله صالح ومدى توافق حكمه مع حكم السلف الأول" بما تمتاز به شخصية الأخ الرئيس - حفظه الله تعالى - بأمرين أعتقد بأن قلائل من الحكام امتازوا بهما:

الأول: أنه حقق معادلة صعبة جداً هي جمعه بين الحكم والحب معاً، والحكم دائماً ما يرتبط بالسلطة والصرامة والمهابة، لكن علي القائد جمع بين الحكم الحكيم والحب من الشعب الأمين.

الثاني: أن الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح - حفظه الله تعالى - خرج وأخرج السياسة من لغة التلاوم إلى لغة الفعل.

فكم من إصلاحات تمت في حكمه، وكم من مصالحات دولية قامت تحت حكمة قيادته، وكم من مبادرات خرجت من لسانه وخطتها بنانه لإصلاح الأوضاع في الداخل والخارج، هذا فضلاً عن منجزاته في الاقتصاد والتعليم ومعالجة الفقر والتأسيس الاجتماعي للغة الحوار الوطني.

الرسالة الثالثة: وأمام هذا الكيان العظيم وهذا الإرث المشترك الذي يجمعنا ونعتز به كيف يمكننا أن ننهض بواجبات مواطنتنا تجاه وطننا؟، بل وكيف نضمن استمرار هذه العملية؟، أشير ابتداءً إلى ما يؤكد عليه علماء الاجتماع أن النهوض بواجبات المواطنة يتم من خلال ضمان حياة مشتركة، وهنا يحذر علماء الاجتماع من تآكل المعتقدات المشتركة والأهداف العامة والقيم الأصيلة، وإلى هذا يشير عالم الاجتماع الأميركي "جون هاورد" إلى أن عدداً من المفردات النبيلة وما تشتمل عليه من مفاهيم قد اختفت من فوق التراب الأميركي مثل كلمات التواضع والاحترام والأمانة والاستقامة والفضيلة والنخوة وعكسها مثل العار والعيب من الاستخدام الحالي، إذ لا تدخل هذه في المناقشات أو وضع القرارات هذا ما دعاني إلى القول هل أصبح الأميركيون منهمكين في شؤونهم الخاصة ولا يحركهم سوى المزيد من الحقوق والمكتسبات أكثر مما تحركهم الدعوة للواجب الوطني.

إننا اليوم وأمام التحديات المتعددة أحوج ما نكون إلى بث الروح المشتركة وخلق مواطنة جادة من خلال الحفاظ على قيمنا الأصيلة والتأكيد عليها في إعلامنا وتربيتنا وتعليمنا وإعمال أو إدماج الفرد في المشاركات الاجتماعية؛ لأن ذلك وغيره سوف يساعد على تضامن الناس وتكاتفهم وعدم البرود الاجتماعي تجاه ما يستحق وطنهم، وبما أننا نحمل مسؤولية التعليم فإنني أؤكد على أهمية التداخل بين البعد الاجتماعي الوطني والبعد التعليمي، فالهدف النهائي للعملية التربوية والتعليمية ليس مجرد إعداد الطالب للمناقشة في عالم الثقافة أو حتى الوظيفة، بل يجب أن يهتم وأن يمتد التعليم ليشمل الإسهامات المختلفة من تغيير الحياة إلى الأفضل وغرس أدوات التفكير وطرق كل ما من شأنه توحيد المجتمع وتماسكه وتجانسه، وتعزيز المواطنة والنهوض بها، لا بد لنا من مراجعة بعض المصطلحات والمفاهيم التي تزرع الفرقة بين أوساطنا وتخليص تراثنا منها كاحتقار جماعة لأخرى أو استصغار بلد لبلد أو تفضيل جهة على أخرى، فكلنا أبناء وطن واحد أدام الله عزه وأمنه وتنميته تحت حكم الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح حفظه الله تعالى، وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد