;

في منارات محاضـــرة للوجيـــه : القمح مورداً اقتصادياً .. وأمناً غذائياً ..الحلقة الرابعة 978

2008-08-27 02:42:30

تغطية : إياد البحيري

لمعرفة ماهية الأزمة ينبغي معرفة مدلول الأزمة بشكل عام، والأزمة في زراعة القمح موضوع دراستنا على وجه التحديد، ولكي يتضح كل ذلك فإنه يتطلب تقسيم هذا المطلب إلى فرعين :

الفرع الأول :بعنوان مفهوم الأزمة وأنواعها وقد تم تقسيمه إلى غصنين

الفرع الثاني : بعنوان نبذة عن زراعه القمح وأهميته الاقتصادية وتم تقسيمه إلى غصنين. .

أسباب مرجعها إلى إهمال السياسة الاقتصادية لزراعة القمح

يُجمع الكثير من العلماء والباحثين الاكاديمين في مجالات علوم عديدة ، منها علم السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع. . . . على أهمية السياسة الاقتصادية في الدفع نحو التقدم وإنحصار الأزمات مثل زراعة الحبوب والقمح. . . . الخ. وقد كان لهذا الإجماع ثمرة أبحاث علمية أكاديمية وإحصائية كثيرة أثبتت تلك العلاقة المتبادلة بين الأمور الاقتصادية الناجحة في المجتمعات ، سواء من حيث حجمه أو نوعه "، ومن بين الأسباب التي أدت إلى إحداث أزمات لأمة الإسلام كأزمة الأمن الغذائي في الزمن المعاصر وهو الاقتصاد المهترء وعدم وجود سياسة إقتصادية، لكثير من الدول العربية والإسلامية رغم وجود جميع المقومات الاقتصادية للأمة الإسلامية كالنفط ووفرة المياة والكوادر البشرية الرخيصة ومساحة الأرض الشاسعة. حيث كما هو معروف أن العالم الإسلامي قد جمع خيرات كثيرة، و يتمثل ذلك في النواحي الآتية :

1- يقع العالم الإسلامي في أفضل المواقع الجغرافية على أهم ممرات البحار والأنهار والمضائق وطرق المواصلات العالمية القديمة والحديثة. وبذلك نجد أن التجارة العالمية لا غنى لها عن أسواق العالم الإسلامي لتسويق منتجاتها.

2- يتميز العالم الإسلامي بالكثافة السكانية والعمالة، ومن ثم لو استغلت هذه الثروة لتحولت إلى طاقة منتجة مثمرة وخاصة في النواحي الزراعية.

3- تعتبر مساحة العالم الإسلامي شاسعة واسعة. حوالي 90% منها صالح للزراعة والتنمية والتي يمكن أن تغني العالم بالموارد الزراعية.

4- مكن الله للعالم الإسلامي الكثير من الثروات حتى أصبح يوصف أنه يعوم على بحيرات من النفط (الذهب الأسود) ناهيك عن الماس والذهب. . . . الخ.

5- وهب الله للعالم الإسلامي الشريعة الإسلامية المنهج الصالح لكل زمان ومكان، تستمد منها قوانينها وشريعتها وأحكامها، مستغنية عن كل القوانين الوضعية.

وبناء عليه ورغم كل تلك المقومات الاقتصادية المتواجدة في العالم الإسلامي. فلماذا هو فقير؟ "رغم أن البلاد الإسلامية جمعت أصنافا كثيرة من خيرات الدنيا ". الجواب يعود إلى أن هناك قوى خارجية سيطرت على القائمين على أنظمة الحكم في العالم الإسلامي بوسائل مختلفة مباشرة وغير مباشرة، حتى تركت هذه السيطرة آثاراً سيئة على المنهج الديني ، وخلق التناحر، والروح الفردية، والأنانية. حيث كل والي يتصرف بثروة الأمة كتصرف المالك في ما يملك. بل يصل بالحاكم الحالي أن يغير من شرع الله ليحل غضب الله عليه ، وعلية إذا أردنا حل المشاكل الاقتصادي يجب تبني برامج ودراسات تنبع جذورها من الأهداف القيمية للمجتمع ومن ثقافته الدينية

يترتب على ذلك ظروف اقتصادية صعبة في أغلب بلدان العالم العربي والإسلامي ، أسهمت في حدوث الأزمات المتداعية في هذا البلد و ذلك كظاهرة الفقر ، والحرمان الاقتصادي ، وعدم تطبيق مبدأ المساواة.

إهمال الجوانب الثقافية والتباعد الجغرافي

أولاً : أسباب ثقافية :

لقد كان للكتاب والعلماء في العصور الأولى للإسلام الدور الكبير في نشر الثقافة العربية والإسلامية. حيث نبغوا في كثير من العلوم مثل الفلسفة واللغة والشعر و الأدب و الطب والكيمياء والفلك وعلم الزراعة. . . .

أما الثقافة في زمننا المعاصر فقد جَرّت على العالم الإسلامي ويلات. حيث استفاد منها أعداء الأمة الإسلامية ، الذين ينشرون الفساد والتبرج والانحلال وذلك عبر الوسائل الثقافية. . وروّجت تلك الأفكار محليا عبر الندوات والمسارح والصحف والمجلات التي كانت تنشر الفضائح ، وما يحصل في البيوتات من فضائح. فتمزق شمل الأسرة. وتنادي بالأفكار الهدامة الملحدة، وتتبنا نشر أفكار النظريات الدار ونية، وجاءوا بأفكار تحارب الإسلام مدعومين من الصهيونية العالمية. فكانت هذه الافكار التي روج لها المثقفون من أهم الأزمات التي دكت صرح العالم الإسلامي عبر الإعلام وعبر القنوات الفضائية العربية والغربية. وركزوا كثير على أهم عناصر الحياة ألا وهي المرأة حيث يراهنون من خلالها على حقوق الإنسان لغرض إعطائها حقوقها وإصلاح حالها كما يزعمون وهم بذلك يفسدونها ولا يصلحون فتركت الامة الزراعة وذهبت إلى إستيراد الحبوب وبدلاً من إن يشجع أولئك الكتاب الأمة إلى النهوض بالزراعة افرغت عقولهم من الكرامة والتوجة إلى إثارة الجنس والرذيلة.

ثانياً : أسباب الأزمة التي مرجعها إلى الجوانب الجغرافية :

بالإضافة إلى ما سبق ذكره من أسباب عديدة أسهمت في إحداث الأزمات المعاصرة لأمة الإسلام. فإن اتساع الموقع الجغرافي للعالم الإسلامي أدى إلى ندرة توافر الإمكانيات اللازمة لإقامة نقاط اتصالات ومراقبات بين أجزاء العالم الإسلامي ببعضه بعض ناهيك عن عنصرية كل نظام عربي تجاه القطر المجاور له، كما أن الأنظمة المختلفة في العالم الإسلامي والعلاقات التي تحكم هذه الأنظمة قد جعلت العالم الإسلامي متباعداً ، بفرض قوانين الجنسية المخالفة لشرع الله على الرغم من وجود الوسائل الإعلامية التي جعلت العالم بأسره قرية صغيرة إلا أن بعض دول العالم العربي العميل لأمريكا، ساعدت أعداء الأمة بث السموم ، ووسعوا دائرة الخلافات بين المسلمين. فأصبحت بعض الحدود شبه مغلقة بين الدول العربية والإسلامية لتبعيتها لأمريكا، وأن وجد تواصل ولقاءات فلا يحقق النتائج المرجوة فحرم الرعاة من التنقل من أرض ألي أرض وتركت زراعة (القمح والحبوب).

وبذلك حقق التباعد بين الأقطار الإسلامية عزلة وفرقة سببت له الأزمات. ناهيك عن المشاكل التي أحدثها الاستعمار بين أقطار العالم الإسلامي حول الحدود المصطنعة قبل رحيله وهذه آفة الأزمات التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية

المجيدة في واقعها المعاصر فبدلاً من التبادل التجاري وخاصة في المنتجات الزراعية اقفلت الحدود وغلقت الابواب في وجوه العباد.

اهمال القوة العسكرية وتعطيل شعيرة المقاومة لردع المحتل

منذ سقوط الخلافة العثمانية والعالم الإسلامي يعيش في ذل وهوان. تسلط عليه أعداء الإسلام من كل حدب وصوب ، وأخذوا يقطعون أوصال هذه الأمة حتى خضعت كثير من أراضي الأمة الإسلامية للمستعمر وحكمهم. فذل المسلمون في عقر دارهم. وما كان ذلك ليحدث لو أن هذه الأمة امتثلت لأوامر الله وأخذت تقاوم وتجاهد في سبيل الله". ولقد حاول الاستعمار أن يعطي مفهوماً فلسفياً قوامه: أن الأوربيين باعتبارهم أكثر تقدماً من الأمم المستعمرة! فإن الحضارة تكل إليهم أمانة إنسانية هي تمدين هذه الأمة ". بالإضافة إلى أن ولاة الأمر المسلمين المعاصرين قد أهملوا البناء العسكري سواءً في 'إعداد القوة أو توفير القوت الذي يؤدي إلى إرهاب العدو، ولم يؤهلوا الجيوش التأهيل العقائدي والجهادي ، كل ذلك جعل أعداء الأمة الإسلامية يسيطرون ويستعمرون بلاد المسلمين في زمننا المعاصر، مستخدمين أساليب متنوعة ومختلفة، منها :

تحريف مفاهيم الإسلام ، وخلق دعوات لا تحمل لواء الإسلام ، وتتنكر لأهم مقوماته. وهو (الجهاد) الذي هو ذروة سنام الإسلام. قال رسول الله صلى عليه وسلم : (لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر و تبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم. . . . . ).

محاولات طعن الإسلام والحملة على مقوماته واتهامه بأنه مصدر تأخر المسلمين وضعفهم.

ومن ثم فإن ترك المقاومة والصمود في سبيل الله كان أهم أسباب الأزمات المتداعية في حياة الأمة التي حكمت مشارق الأرض ومغاربها. إن ضعف الوازع الديني لدى ولاة الأمر في العالم الإسلامي هو الذي جعل ولاة الأمر يخافون من أعدائهم ، ويترددون عن إقامة فريضة الجهاد ، مما أدى إلى تعطيل هذه الفريضة، فسلط الله على هذه الأمة من يسومها سوء العذاب ، حتى تعود إلى ما كانت عليه من منهج قويم ودين قوي كفل للأمة العزة والشرف. قال تعالى : (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ. . . الآية). وقال تعالى : (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).

والآيات القرآنية في الجهاد وفرضيته كثيرة في كتاب الله. تربوا على قرابة مائة وعشرين آية صريحة على المقاومة في سبيل الله، فهل يعي ولاة الأمر في الأمة الإسلامية إلى ما تنص إليه هذه الآيات للقيام بواجبهم والمقاومة في سبيل الله لدرء كيد (اليهود والنصارى).

أي أنه وجب على أمة الإسلام في واقعنا وزماننا المعاصران تجاهد في سبيل الله ، لتحرر نفسها وأفرادها من التأثيرات الفاسدة والاستعمار وهيمنة دول الاستكبار الاجنبي، وتخلص الناس من احتلال أعدائها لديارالمسلمين، وبصفتى باحثا أفهم من قوله تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) أن لا منحة من الله لدخول الجنة إلا بالمقاومة والجهاد وتحديث النفس به.

وعلى الرغم مما سبق ذكره بشأن مخاطر ترك الجهاد في سبيل الله إلا أنه يمكن أن نؤكد على النتائج الآتية على ترك شعيرةالمقاومة :

- يعتبر ترك الجهاد والمقاومة من أكبر الموبقات، وقد وعد الله المخلفين والقاعدين بأشد العقوبات وأعد لهم في الدنيا خزياً وفي الآخرة عذاباً اليماً، واعتبروا القعود والفرار كبيرة من أعظم الكبائر. وأكبر خزي هو ترك الجهاد في واقعنا المعاصر بعد سلب كل من فلسطين ، وأفغانستان والعراق وما بعد ذلك.

- سوء العاقبة في الدارين :

يترتب على تعطيل الجهاد سوء العاقبة في الدنيا ويسبب الذل والهوان وضياع الديار وأزمات الجوع ، وتسلط أعداء الله على البلاد ، وهتك الأعراض. كما حدث في العراق ، وفي الآخرة عذاب النار الذي أعده الله للعصاة الذين يخالفون أوامره بتركهم الجهاد في سبيله بعد نزول العدو بأرض المسلمين.

- التشبث بالدنيا والوهن :

إذا أهملت الأمة الجهاد فإنه يرجع إلى تعلقها بالدنيا وزخرفها، وحبها و الراحة والترف والنعيم ونسيان الآخرة.

- تعطيل قوة الأمة العسكرية :

في ترك الجهاد في سبيل الله تعطيل لقوة الأمة العسكرية المتمثلة في بناء الجيوش والاعتماد على النفس في توفير القوت، وهذا ما نراه اليوم واقعاً في حياة الأمة الإسلامية. فمن مبادئ الماسونية العالمية أن تسيطر على الشعوب والحكام وتمنع تكوين القوة العسكرية وإعداد الجيوش لتحقيق رسالتها في الأرض.

- طمع المحتل في ثروة الأمة والتبعية الاقتصادية له.

إن ترك المقاومة للعدو والمحتل يُمكنه من السيطرة والطمع في أرض أمة الإسلام، ويفرض التبعية الاقتصادية له، وبترك المقاومة جاهدنا العدو وسلب منا فلسطين والعراق وأفغانستان، وفرض علينا تبعيته الاقتصادية التي تحرم علينا زراعة قوتنا، شعاره (زراعة القمح مقابل السلام).

 

 

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد