محمد أمين الداهية
إن الكهرباء اليوم قد أصبحت من الضروريات التي يجب توفرها في أي مكان سواءً في الأرياف أو في المدن، وترجع الأهمية الكبرى للكهرباء والطاقة وذلك لأن أي تقدم وتطور تكنولوجي وفي مختلف المجالات يعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء، بمعنى أن للكهرباء دوراً مهماً وبارزاً في التقدم التكنولوجي، فأي مصانع في العالم، وأي منشآت، وأي خدمات صناعية وتكنولوجية يمكن أن تقدم لتخدم الإنسان دون وجود طاقة كهربائية تمد هذه المصانع بما يؤهلها للقيام بأداء دورها الصناعي والتكنولوجي الذي قدم لهذا الإنسان الكثير، وكل ما كان يحلم ويتخيله، فما دامت الكهرباء بهذه الأهمية الكبيرة التي من خلال توفرها استطاعت المجتمعات الصناعية أن تنهض وأن تحكم العالم بما تقدمه من خدمات صناعية وتكنولوجية بصورة تبهر العقول وبشكل دائم ومتواصل في التطور والتحديث، تعتبر هذه المقدمة نقطة من بحر أهمية الكهرباء والطاقة، فمن خلال ما نلمسه ونلاحظه في الدول الأخرى المجاورة وغيرها من اهتمام بالطاقة والكهرباء ومحاولة توفير خدمة الضوء لكل مواطن، نجد أننا مظلومون بعض الشيء من خدمة الكهرباء للمواطنين، صحيح هناك توسع هائل وملحوظ، وانتشار قوي للكهرباء في بلادنا لكن تكمن المشكلة الرئيسية في ضعف المولدات وعجزها عن توفير هذه الخدمة للمواطن كما ينبغي، فمن غير المعقول أن نكون في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعاني من ضعف وعجز في أداء المولدات الكهربائية، يا ترى إلى متى ستستمر مسرحية الانقطاع المتكرر للكهرباء؟ وما هو سبب العجز الذي يقف حائلاً أو عائقاً أمام معالجة هذه المشكلة؟ ولماذا لا تكون هناك جهود مشتركة ووقفة جادة من مختلف الجهات والوزارات إلى جانب وزارة الكهرباء لإعانتها والأخذ بيدها حتى تستطيع أن تنهي هذه المشكلة التي أعيت الوزارة والمواطنين، نحن قادمون على شهر فضيل وأيام مباركة، وما اعتدناه غالباً أن هذا الشهر الكريم يستقبل بطاقة كهربائية ضعيفة وكأنها تعاني هستيريا مزعجة، فكم تحدث من مشاكل للمواطنين بسبب الانقطاع المفاجئ والغير منظم غالباً، نحن نعرف أن هناك استهلاكاً مكثفاً وبالذات في أوقات المساء من رمضان، وأن مولدات الكهرباء لا تملك القدرة على تحمل ذلك الضغط، ولكن ما هو الحل؟ وماذا قدمت وزارة الكهرباء في هذا الإطار من خلال تجاربها السابقة؟ ويا ترى ما هي الخطة المعدة لشهر رمضان من ناحية تنظيم أوقات الانقطاع؟ نتمنى أن تكون هناك خطة تنظيم، وأن تكون وزارة الكهرباء قد استفادت من الأخطاء أو التجارب السابقة، وتفاجئنا بتقدم وإصلاح ملحوظ يستطيع من خلاله المواطنون أن يقضوا في هذا الشهر العظيم أياماً هادئة ومطمئنة، ويدعوا للقائمين في وزارة الكهرباء، بديمومة البقاء وطول العمر.