سراج الدين اليماني
الظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم معناه وضع الشيء في غير موضعه، والظلم لا تحمد عقباه، فالعاقبة وخيمة والنهاية بسببه أليمة، وقد بين لنا ربنا جلا وعلا عن بعض الأقوام لا أقول الجبابرة منهم فقط، وإنما أقوام قد اتخذوا من أوامر جبابرتهم ودهاتهم وطواغيتهم وكأنها آيات قرآنية منزلة من رب العالمين، بل البعض منهم من بالغ في الأخذ بها حتى أنه قدمها على قول الله رب العالمين، مما أصاب قومه بنكبات ونكسات ووكسات حتى رأى الخراب والدمار وصارت الأرض أمام عينيه في تباب وينظر لها صاحب الذهاب والإياب بأنها أصبحت أرض بور ويعلوها قشرة من تباب، وهذا كله بسبب الظلم الذي حرمه الله على نفسه ومن ثم جعله محرماً على عباده، فالتقطه البعض من عباده واتخذوه من أخير السبل، بل ووصفوا المتلبس به من الأخيار النبل، وما درى هؤلاء أنهم أسخف من الدمل، فهذه المقدمة التي أحببت أن أواسي الشيخ/ عبدالمجيد بن عزيز الزانداني - حفظه الله تعالى - لكي يبقى في نظرنا عزيزاً، وفي نظر الآخرين كذلك لأنه يحمل هم الأمة كلها، و أقول هم أمة، فهو لا يفرق بين المسلم الذي في أميركا ولا المسلم الذي في الهند والسند، ولا المسلم الذي في جبال الجوف أو صحراء الربع الخالي بحضرموت، فالمسلمون كلهم عنده سواسية كأسنان المشط، فإنه يدخل هم الناس في كل أعماله وأقواله وأحواله ويقدمه على نفسه وإخوانه وعياله ويكون همهم مرسوم في خياله، ولا يمشي خطوة إلا وهو قباله ليس كبعض الزعماء الذي رمى بهموم أمته في الزبالة.. لا، فالشيخ وبهذه التركيبة وهذه البنية العجيبة له أفكار غريبة وكلها تصب في صالح الإنسان المسلم في أي مكان، لا فرق أبداً فيما بينهم عنده ولا أحد أحسن من أحد، لكن الناس لم يقدروا اهتمام هذا الشيخ ولم يتعاونوا معه حتى يكون له صولة وجولة، وإنما تنافروا من حوله والبعض قام عليه حتى لا يكون له رجال ودولة، فأرادوا أن يكسروا جناحه وإطراح قوله ويرمون به الحضيض ولا يكون مع الأيام له مقولة مسموعة عند الناس أو مقبولة، وقاموا ضده وشنعوا عليه بأقوال مهولة وبعضها لها وجه ومبالغ فيه والبعض مجهولة.
الشيخ/ عبدالمجيد هو واحد من أبناء اليمن أصاب أم أخطأ، فإن أصاب فمن الله عز وجل وفي صالح اليمن ويفتخر به كل يمني حر وشريف وشجاع، ولا بد من الاقتداء به والأخذ من منهله الذي أصاب فيه، وهذا أمر لا أحد يجهله، وإن أخطأ، فإن الشيطان لا يريد لابن آدم أن يكون أعلى منه أو أحسن منه، يحاول وبكل الطرق والأساليب أن يعكر صفوه وأن يكدر عليه عيشه، وأن يوقعه في الخطأ ولو حتى في الكفر، فلذلك فإن الشيطان أز بعض الناس ودعمهم لوجستياً وسلمهم بعض السهام وقال لهم: صوبوها نحو الشيخ حتى لا يكون له رأي يطاع، وخاض من خاض في الطعن والوقوع في النيات والأعراض، وقال يقول إبليس الذي استبدله بقول الله وبه استعاض حتى أصبح يشار إليه بالأصبع والبنان، إنه تكلم في حق الشيخ ذلك الرجل والإنسان، فهو لا يدري المسكين أنه لدينه وشعبه خان، ولا يعلم أن وقت الحرب على الإسلام على أشده في هذا الزمان، وأن علينا أن نتنبه أنه آن الأوان لكي تتظافر الجهود وتبذل المهج، وأن وقت الدفاع عن الشيخ قد حان.
فيا أخوتاه كفانا ظلماً وجوراً في هذا الجبل الرمز الذي أحبه البعض عن حق وصدق وتجافى وتحامل عليه البعض لتحيزه لبعض الآراء والمواقف وهذا محل اجتهاد والمجتهد له نصيب في اجتهاده.
ويعذر فيما تمسك به عن اجتهاد ودع هذا كله، أنا لا أنكر أنني يوماً من الأيام كنت من شذاذ الأحكام وأطلق لها العنان ولا ألجمها وأخطمها بخطام أو زمام، ووقعت فيه وحكم عليه قد ربما بالفكر، لكن لا ينبغي الاستمرار والتعنت في الخطأ وعدم الاستمرار قد يغفر الله به ما صار من إطلاق الأحكام على الناس، وأيضاً لا أنكر حتى الساعة أن الشيخ لا يخطئ لكن أقول: هل وقت التقريع والتجريح والتوبيخ والتسفيه والتشهير ونحن نعلم أن الشيخ تطاول الأعداء في جنابه وأقحموه في زمرة الإرهابيين من أجل أن يكبحوا جماحه وأن يكبلوه حتى لا يعرف قدره ولا ينذر أمره لا في حينه ولا دهره؛ لأن هذا مبتغى اليهود والنصارى وغالب الكفرة والله غالب على أمره.
فإن الشيخ قد لاقى ظلماً عظيماً دون غيره من الناس في هذه الأيام حتى بعض رفاق دربه ممن أشار عليه بأن يواصل مشواره، فلما رأوا من الشيخ بعض المعارضة لآراهم وأقوالهم سلطوا عليه جهالهم وسفهائهم وعملائهم، دعموهم وبنوا لهم المشاريع وتبنوها حتى لا يذكر الشيخ/ عبدالمجيد بالخير ولا أمره يشهر، وأيضاً من أجل أن يحرم من الثناء الشعبي ومن قادة يقهر، ولكي يتراجع عن مشروعه التنويري وعنه يتقهقر؛ لأن وراء الأكمة صخر وحجر وقلب قاس لا يشبه قلوب البشر لأنه يحمل الحقد الدفين والشر وطمع في شيكل اليهود ومن أميركا بالدولار فتبلد وأجحف واستمر في الظلم المنشور في المواقع والصحف مسطر، وهذا الكلام لا بالهواجس ولا بالمفتر أقول أن هذا قول الكثير من البشر، فلذلك أدعوا الجميع إلى التآخي والتناصر وترك الفرقة والتنابز والتناحر، فعلى ماذا نتناصر ودولنا دويلات يقودها اليهود والنصارى ويحكمونا بالنار والحديد والويلات؟!
يا أخوتاه دعونا نتكاتف ونتناصر في هذه الفترة لكي نرى الثمرة ولو لفترة حتى تمر أمتنا من ضائقتها الحالية، أسألكم بالذي لا يسأل بغيره في هذه الأمور أن تقفوا صفاً واحداً مع الرئيس، ومع الشيخ لأنهما رمزا اليمن، لولاهما بعد الله لصار لليمن ما صار من أغلال وآصار والسلام ختام.