محمد أمين الداهية
مواكبة العصر شيء ضروري ولا بد منه؛ لأن المواكبة تعني المسايرة والتأقلم مع كل ما هو جديد ومستحدث من ناحية التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، أي التأقلم مع كل ما يدعو للتطور والنهوض ، ونحن مع كل ما هو جيد وفي صالح الإنسان إلا التقدم والتطور الأعمى الذي ما أنزل الله به من سلطان، وهنا للأسف قد وجد في مجتمعات المسلمين فنلاحظ على البعض تصرفات غريبة غير لائقة بإنسان مسلم وعندما يتعرض للنقد فسرعان ما يتفجر غضباً وجهلاً ويردد العبارة المألوفة "مواكبة العصر" فأي مواكبة هذه تجعلك تخرج وتتخلى عن عاداتتنا الاجتماعية الرائعة ومبادئ ديننا الحنيف، إنه لغريب جداً أن تجد شخصاً يبدو عليه العقل والنضوج وتلاحظ حركاته وتصرفاته بدءاً من مظهره وحتى جوهره الذي يحاول إظهاره للناس فيها من التشبه بأبطال الأفلام الأجنبية ما يجعله شخصاً شاذاً وغير مقبول في نظر أغلبية أفراد المجتمع من يكونون هؤلاء الأجانب أبطال الجنس والمجون حتى يقتدي بهم بعض الأمراض من الذين يعانون نقصاً ملفتاً في شخصيتهم فيظنون أنهم بتشبههم بهؤلاء الأجانب أبطال الدراما والأفلام والتي طالما تسعى لمحاربة ديينا وعقيدتنا ومبادئنا، يظنون أنهم مقبولين في مجتمعات الإسلام فيها راسخ رسوخ الجبال ومبادئ العروبة لا زالت قوية وموجودة عند الغالبية من أفراد المجتمعات العربية والإسلامية، إن مواكبة العصر والتقدم التكنولوجي والتحضر لا يدعو الإنسان إلى التخلي عن عاداته ومبادئه حتى وإن ظهر ذلك التخلي من بعض المجتمعات، فهذا لا يعني أن نحذو حذوهم، أي تحضر هذا يجعل من الرجل يغير من مظهره وجوهره ويكون أقرب للنساء في الشكل والمعنى، فترى شكله مزرياً ولباسه يخجل أي رجل حر أن ينظر إلى ذلك المنظر وذلك الشكل الذي يغطي جسمه به، ناهيك عن أسلوب الكلام والتصرفات التي من العيب بل من العار أن تكون تلك التصرفات من رجل خصه الله بالرجولة وميزه عن غيره من المخلوقات، أسفي على شباب المسلمين إذا كانوا يواكبون العصر بهذا الشكل المزري، مواكبة العصر هي أن تكون إنسان فيك من المرح والرزانة والعلم والمعرفة والعقل ما يجعلك أن تعطي لكل شيء حقه، نواكب العصر ولكن لا نتخلى عن مبادئنا الإسلامية وعاداتنا الحميدة التي تدعو إلى الرجولة، وتقدس ما معنى أن تكون رجلاً، فالمواكبة هي مخالطة الآخرين ومعاملتهم كما نحب أن نعامل، وأن لا نتنازل عن شخصيتنا ونقتدي بشخصيات لا نقبل أن يكونوا عبيداً عندنا، وأيضاً أن نفخر بأنفسنا كعرب منبع الحضارات وأصل الكرم والشهامة ونصيحة لمن يواكبون العصر بالتقليد والتخلي عن قيم ومبادئ الإسلام الحنيف نقول لهم: حافظوا على أنفسكم وواكبوا العصر بالعلم والمعرفة وما توقعون به أنفسكم والآخرين، فأوطانكم تعاني وتشكوا الكثير من هذا المرض المتمثل في المواكبة وتحتاج إلى شباب ناضج يقدس العلم والمعرفة.