محمد أمين الداهية
نحن الآن في ثاني أيام شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران والعتق من النار، وبحلول هذا الضيف العزيز نبارك لأمتنا العربية والإسلامية ونسأل الله عز وجل أن يكون هذا الشهر الكريم فاتحة خير لتوحد الأمة العربية والإسلامية والسير نحو هدف واحد وهو الوقوف قلباً وقالباً مع إخواننا العرب من المسلمين في أنحاء العالم ومساندتهم في قضاياهم التي تكاد أن تغيب عنا بسبب ما ألحقه الأعداء بنا من فرقة وشتات واختلاف على مستوى عقيدتنا وديننا الحنيف، عزيزي القارئ إن الحب الحقيقي يكون في جريان مستمر وتدفق متزايد نحو الحب العميق الذي يصل إلى ذروته، حتى وإن كنا في شهر رمضان، فهذا الشهر المبارك يزيدنا تماسكاً وترابطاً وتواصلاً، وأجمل ما فيه أن يجمعنا على الطاعات وعلى ذكر الله عز وجل ويتيح لنا الفرصة أن نعيش أجواءً ربانية فيها من الشعور ما يجعلنا نحس بإخواننا المظلومين والمضطهدين في فلسطين والعراق وغير ذلك من البلدان العربية والشعوب الإسلامية، فالحمد لله تعالى، فإذا كان شهر رمضان قد حل علينا ونحن في أمن وأمان فيجب أن لا ننسى ما يمر به إخواننا من ظلم شديد سواءً من قبل المحتلين الغاصبين أم من ظلم بعضهم لبعض، فمن واجبنا أن نستغل هذه الأيام الفضيلة وأن لا ننسى إخواننا أبداً من صالح دعائنا في كل وقت وحين من أيام شهر الرحمة والغفران، فلنشعر بالنعمة التي نحن فيها ولنراعي ونشعر بضيق إخواننا في أوطانهم وشعوبهم، ولنحاول أن نوحد صفنا مهما كان الأمر ومهما بلغت الصعاب والتحديات، فنحن في أمس الحاجة إلى أن نستعيد عزتنا وكرامتنا، وهيبة العرب والمسلمين نحتاج إلى وحدة عربية تزلزل وترعد كل أعداء الإسلام والمسلمين وكل الغاصبين الذين يرتكبون المنكرات في الشعوب العربية والعرب في لهو وصخب بعيدون كل البعد عن الإنسانية وما تشتمل عليه من عزه وشهامة، نحتاج إلى قوة تجعل منا أبطالاً أشداء ونعيد ما قاله الخليفة الراشد هارون الرشيد عندما بعث برسالة إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه والسلام، الله الله ما أقوى هذه الكلمات وما أجمل تلك العزة التي جعلت من العرب والمسلمين يعانقون النجوم سمواً وفخراً، وكل ذلك ما هو إلا بفضل وحدة المسلمين وتماسكهم، فيا ترى متى سيتحقق هذا الحلم العظيم؟ وهل يا ترى هناك فرصة سانحة للم الشمل العربي والإسلامي؟ لا أظن ذلك، ولن يتحقق ذلك إلا إذا نبذنا تلك الفرقة وذلك الشتات الذي حل بنا وقدمنا بعض التنازلات التي تخدم الإسلام وأمته ولكن يبدو ذلك مستحيلاً في ظل الفرق المستحدثة والمذاهب المتنافرة والعقول الصماء التي لا تعرف إلا التعصب الأعمى حتى وإن كان ذلك على حساب ديننا الحنيف وأمتنا الإسلامية.<