سراج الدين اليماني
مسؤول التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد وباحث في شؤون الإرهاب.
إن الناظر في أحوال شبابنا اليوم يجدهم في تقليد أعمى للغرب والشرق وقد نهوا عن ذلك، فإن كثيراً من الشباب اليوم لسوء فهمهم لدين الله وما يريده لهم أعداء الإسلام فإنهم ينظرون للأعداء من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم، في أوروبا والأميريكتين نظر المعجب ونظر المنبهر من هذه الحضارة لأنه مغلوب على أمره وفي نفسه وروحه وفي كيانه حتى يفتخر بعضهم في المجالس أنه سافر إلى أميركا، إلى لندن، وإلى باريس، وأنه عاش هناك، وأنه صادق كذا وكذا من الكفار وأخذ من طباعهم الخنزيرية، وأنها صادق كذا وكذا من الخليعات وهذا والله ليس بشرف وإنما الجري وراء حضارة الغرب، فإنه لا يحل السفر إلى بلاد الكفر إلا للعلاج الذي لا يوجد في بلاد المسلمين وفي هذه الأيام الكل يعرف مدى منافسة دول الإسلام في تطوير العلاج للأمراض التي ما كان لها علاج إلا في دول الكفر، فكلنا يعلم مدى تطور الطب في سوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية ومصر وغيرها من بلاد الإسلام، وكذلك قالوا بالسفر من أجل دراسة لا توجد إلا عندهم، أو لدعوة ينشر فيها دين الإسلام، فهل ذهب الكثير من شبابنا هؤلاء من أجل هذه الأغراض من أجل دعوة الكفار للدخول في دين الإسلام إن شبابنا ذهبوا ليخرجوا من دين الله ويدخلوا في دين البابوات والحخامات والنجاسات وغيرها.
ويدافع عنه وينشره بين أوساط مجتمعه إذا رجع إليهم لعلهم يعتنقوه والذين يذهبون إلى بلاد الكفر يصبحون عبيداً لهم إلا من رحم الله وقليل ما هم، فهم يعملون في أعمال غير مشروعة والمشروعة منها يأبى أن يعملها هذا الشاب في بيته وفي مجتمعه لأنه يشعر بنقص، فيعمل في مطعم يغسل الأطباق والصحون والمواعي لكنه لا يستنكف هذا العمل هناك، فإنه يعمله وكأنه ربة بيت، بل أن بعض الشباب ما يريد أن يعمل على محطة بترول هنا لكنه إذا ذهب إلى هناك فالأمر عادي وإلى غير ذلك من الأعمال.
فهؤلاء الشباب هل نشروا الأخلاق والقيم؟ لقد ذهب الكثير منهم هناك فأصبحوا أذل وأحقر من أبناء تلك الأمم، يأتي الزنجي المنبوذ هناك من الأميركيين ويطلب من المسلم مالاً فإن أعطاه تركه وشأنه ويعاوده في أحيان أخر، وإن لم يعطه أخذ قارورة الخمر وكسرها ثم غرزها في بطن ذلك الشاب المسكين الطموح فأرداه قتيلاً فأخذ ما يشاء من مكان عمله وذهب ولا من منكر أو حتى مستغرب لأن دم المسلم يذهب هدراً، وكذلك فإن هؤلاء الشباب لم يذهبوا للعلاج وإنما ذهبوا للبقاء والعمل عبيد عند العبيد أصلاً، فأي خزي وعار وذلة يمنى بها هؤلاء الثلة من الشباب وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولكنهم أساءوا في حق الإسلام والمسلمين الأعزة الأقوياء أصحاب المنعة والغلبة والحضارة الحقيقية، وروجوا لأبناء القردة والخنازير ليدخلوا البلاد من أجل أن يفسدوا أخلاقنا وقيمنا ومجتمعنا وقد حصل لهم ذلك، ومجتمعنا مكتوف الأيدي لا يستطيع أن يحرك ساكناً أمام هذا المد العدواني العابث بالدين والحرية والأخلاق والقيم، فإنها تدمر على أيدي أبناء القردة والخنازير وهذا كما قال المولى "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، وقال في حق الكفار "يخربون بيوتهم بأيديهم وبأيدي المؤمنين"، فأصبحت على أبناء المسلمين "يخربون بيوتهم بأيديهم وبأيدي المجرمين"، فهؤلاء الشباب ذهبوا للسياحة وشرب الخمور وتناول العقاقير والمخدرات والزنا مع البغايا وجاءوا لنا بأفكار الغرب كلها وقلدوهم حتى في لبس الثياب وقصات الشعر، وإليك بعض النماذج من بعض الصحف: تقول مطبوعة بالخط العريض موضة حديثة: شعر الشباب يتحول إلى لوحات فنية، وفي التحقيق يقول أحد الحلاقين: غالبية الشباب العربي يميلون إلى نوعين من التسريحات هي الفرنسية والكلاسيك، يقول: كما لاحظت حالياً بدأ يتوجه الشباب نحو أنواع متعددة من تسريحة "فريسات شي" إلى أن قال: والشباب إلى السابعة عشر والسابعة والعشرين عاماً هم الأكثر تركيزاً على تطبيق نوعية معينة من القصات، ومنهم من يأتي بقصاصة ورق من مجلة، وكثير من يطلبون قصة دون التنبيه إلى ملائمتها مع شكل الوجه.
وفي مطبوعة أخرى بالخط العريض: شباب متجول وقصات غربية في الشوارع، وفي التحقيق: انتشرت في أوساط الشباب ظاهرة التراخي والميوعة وعدم القدرة على التحمل وأداء الكثير من الأعمال إضافة إلى لبس الملابس التي لا تتمشى مع العادات والتقاليد وعمل بعض قصات الشعر في محاولة لتقليد الآخرين.
وكتبت إحدى الصحف بالخط العريض المال والتقليد يخلق العجائب شباب الفراغ يتجه لتربية الكلاب، سعر الجرومن هذه الفصيلة يتراوح ما بين أربع مائة إلى خمسة آلاف ريال، وتقدم محلات بيع الحيوانات خدمات فندقية للكلاب والقطط، هؤلاء هم أصحاب حقوق الإنسان، ويزداد الإقبال عليها وقت أعياد الميلاد، سلوكيات شاذة عن مجتمعات المسلمين نراها في الآونة الأخيرة هنا وهناك، نعم لقد تأثر كثير من المسلمين وخاصة الشباب والفتيات وفي غفلة ربما من الآباء والأمهات، وربما الجهل أو التجاهل العجيب للنصوص الواردة في خطر التشبه والتقليد لأعداء الله، تأثروا بركام هذه الموجة العاتية، تأثروا بمظاهر الحضارة الآثمة والمدنية الزائفة، فبدأت مظاهر الانحلال والتفسخ والضلال تظهر على كثير من المجتمعات الإسلامية هنا وهناك، وهذا من غياب الأمن ومن غياب التربية ومن غياب الرقابة الذاتية، ومن إفرازات الفضائيات ومن فرق البريك دنس والهبيز والبيجيز وفرق الرقص والمجون ومغنيين الفيديو كليب والخلاعة والفجور.
هكذا أصبح حال شبابنا اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله.