المؤلف/ علي محمد الصلابي
- الثروات الضخمة والموارد الكبيرة التي حوتها منطقة الجزيرة بسبب توفر مصادر المياه، وخصوبة الأرض وسعة الرقعة الزراعية وكثرة المراعي اللازمة للخيل والماشية، الأمر الذي مكنها من مد المجاهدين بمصدر لا ينفذ من المؤن والعتاد، هذا فضلاً عن الحصانة الطبيعية التي تمتعت بها كبرى مدن وقلاع الجزيرة التي انطلقت منها حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين مثل: الموصل وآمد وماردين وحصن كيفا وغيرها، إذ أن تلك المدن التي امتازت بحصانة جغرافية فريدة جعلت اقتحامها عنوة أمراً بالغ الصعوبة، وبالتالي أصبحت في مأمن من الهجمات الصليبية المضادة ، ولا يستبعد أن يكون قد اختمر في نفوس زعماء حركة الجهاد الإسلامي ما يمثله وجود إمارة الرها الصليبية في منطقة الجزيرة من خطورة بالغة على مركزهم بالإضافة إلى خوفهم من تقدم الصليبيين جنوباً للقضاء على الخلاقة العباسية في بغداد. ومن هنا فلا غرو أن تنبعث فكرة الجهاد الإسلامي في منطقة الجزيرة بقصد انتزاع الرها من أيدي الصليبيين.
1- جهاد قوام الدولة كربوقا صاحب الموصل:
وقد اتخذت فكرة المقاومة الإسلامية مظهرها العملي منذ سنة "491ه/109م" حيث قام قوام الدولة كربوقا صاحب الموصل بجمع ما استطاع جمعه من العساكر بقصد منع أنطاكية من السقوط بيد الصليبيين، ولكن كربوقا لم يلبث أن توقف في الطريق حيث حاصر الرها لمدة ثلاثة أسابيع فأعطى بذلك فرصة كبيرة للصليبيين جدوا فيها لفتح أنطاكية، وقد تم لهم ذلك، ولو أن كربوقا أنفذ إلى أنطاكية مباشرة لسلمه ياغي سيان مدينة أنطاكية، وتغيرت ظروف المحاصرين، ولكن كربوقا رفع الحصار عن الرها حين سمع بسقوط أنطاكية بيد الصليبيين، وعبر الفرات إلى الشام وأقام بمرج دابق حيث اجتمع هناك دقاق بن تتش صاحب دمشق وظهير الدين طغتكين أتابك دقاق، وجناح الدولة حسين صاحب حمص، وأرسلان تاشي صاحب سنجار، وسقمان بن أرتق صاحب بيت المقدس، وغيرهم من الأمراء ممن ليس مثلهم في القدوة والكفاية على حد قول ابن الأثير. وانضم الأمراء جميعاً تحت قيادة كربوقا وساربهم صوب أنطاكية في سنة "491ه/1097م" التي كانت قلعتها لا تزال في أيدي المسلمين، فاقتربوا منها وشددوا عليها الحصار حتى تغير موقف الصليبيين وساءت حالتهم، إذ وجدوا أنفسهم محاصرين من الداخل والخارج، فتعرضوا لأزمة قاسية بسبب قلة الغذاء مما اضطرهم إلى أكل الجيف وأوراق الشجر، ودفع ذلك الصليبيين إلى إرسال وفد إلى كربوقا يطلبون منه الأمان ليخرجوا من أنطاكية ، غير أن كربوقا رفض طلبهم وقال لهم: لا تخرجون إلا بالسيف، وهذا ما دفع أحد رجال الدين المسيحيين واسمه: بطرس "بورشلميو" إلى اختلاق قصة الحرية المقدسة التي أدت إلى رفع معنويات الصليبيين والتفافهم حول زعمائهم، فقويت نفوسهم على الاندفاع تجاه المسلمين والخروج من الباب جماعات متفرقة حتى تكامل خروجهم فزحفوا على المسلمين وهم في غاية من القوة والكثرة فكسروا المسلمين وفرقوا جموعهم، وهكذا فشل كربوقا في قيادة التحالف الإسلامي الذي أراد من ورائه منع سقوط أنطاكية في أيدي الصليبيين سنة "491ه/1097م"، وقد ذكر المؤرخون أسباب فشل كربوقا في منع سقوط أنطاكية في أيدي الصليبيين في الوقت الذي كان فيه الصليبيون قد وصلوا إلى درجة من الضعف والتدهور داخل أنطاكية، ومن أهم هذه الأسباب:
- ما ذكره مؤرخ أعمال الفرنجة من أن كربوقا صاحب الموصل قد أضاع ثلاثة أسابيع في حصار الرها مما مكن الصليبين من الاستيلاء على أنطاكية، والاحتياط بما عسى أن يطرأ لهم من هجوم مباغت سواء من المسلمين الذين كانوا داخل قلعة أنطاكية، أو من إخوانهم في بلاد الشام وغيرها.
- عدم وجود تجانس بين قوات كربوقا التي تكونت من العرب والترك وغيرهم، ثم ما قام به رضوان صاحب دمشق من بث روح الشقاق بين العرب والترك.
- عدم وجود خطة عسكرية واضحة أمام كربوقا، ولعل أبرز ما يوضح ذلك هو عدم رغبة كربوقا في السماح لرجاله بتوجيه الضربة القاضية للصليبيين وهم يخرجون جماعات متفرقة من أنطاكية. وهذا يعود إلى أن كربوقا كان يخشى على ما يبدو من أنه إذا فعل ذلك فسوف لا يقضي إلا على مقدمة الصليبيين.
- سوء معاملة كربوقا لمن معه من الأمراء، كانت سبباً من أسباب هزيمته وفشله، فقد شرع بنوع من الاستعلاء عليهم: ظناً منه أنهم يقيمون معه على هذا الحال، مما أدى إلى استيائهم من تصرفاته.
- ارتفاع الروح المعنوية عند الصليبيين بعد اختلاق قصة الحرية المقدسة، بالإضافة إلى ما قام به زعماء الصليبيين قبل وصول كربوقا إلى أنطاكية من مراسلة دقاق صاحب دمشق وإخباره أن مطامعهم لا تتعدى الاستيلاء على ما كان بيد الإمبراطور البيزنطي في شمال الشام، ولا يمنع هذا من القول بأن محاولة كربوقا منع أنطاكية من السقوط بيد الصليبيين كانت نقطة انطلاق في بعث فكرة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، وكشفت للصليبيين عن مدى قوة المسلمين في حال اتحادهم، كما أنها رسمت الطريق الصحيح لمن أتى بعده من زعماء المسلمين الذين أخذوا على عواتقهم حمل لواء الجهاد الإسلامي ليكملوا المسيرة من بعده، وتتمثل هذه الحقيقة إذا علمنا أن عماد الدين زنكي قد عاش في كنف كربوقا بعد موت والده على أن كربوقا صاحب الموصل قد وافته منيته عند مدينة خوى بأذربيجان سنة "495ه/ 1102م" أثناء النزاع بين السلطات بركياروق بن ملكشاه وأخوه محمد بن ملكشاه، فخلت الموصل من أحد الزعماء الذين لم يشغلهم النزاع القائم بين السلاجقة عن مواصلة العمل على بعث فكرة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين.
2- جهاد جكرمش صاحب الموصل وسقمان بن أرتق صاحب ماردين وديار بكر:
جعلت وفاة أتابك الموصل كربوقا الموقف مائعاً وأدت إلى إثارة الحرب الأهلية. ذلك أن كربوقا أوصى بالولاية من بعده إلى سنقرجه، وهو أحد أمرائه، وأمر الأتراك بطاعته، لكن نازعه موسى التركماني نائبه في حصن كيفا، بعد أن استدعاه أعيان الموصل، واستطاع أن يقتل منافسه بحكم الموصل بوصفه نائباً عن السطان بركياروق، واستغل شمس الدولة جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، فرصة الاضطرابات، ليتدخل في النزاعات الداخلية فزحف إلى نصيبين واستولى عليها، فهرب موسى إلى الموصل وتحصَّن بها، وهناك حاصره جكرمش مدة طويلة واضطر موسى إلى الاستعانة بسقمان الأرتقي في ديار بكر فعرض عليه إعطاءه حصن كيفا ومنحه عشرة آلاف دينار، مقابل مساعدته، قَِبل سقمان هذا العرض وقدّم له مساعدة عسكرية فاضطر جكرمش إلى فكل الحصار عن الموصل، ولما خرج موسى لاستقبال سقمان، قتله بعض غلمانه في الطريق فتشتَّت جيشه، وعاد سقمان مسرعاً إلى حصن كيفا، فاستولى عليه بينما تقدم جكرمش إلى الموصل ودخلها وسط ترحيب سكانها.
تولى جركمش إمارة الموصل عام "495ه/500ه/1101 - 1106م"، وعقد تحالفاً مع سقمان بن أرتق أمير الأراتقة في ديار بكر، استهدف التصدي لتقدم الصليبيين شرقاً باتجاه قلب الجزيرة، إذ كان للانتصارات السريعة التي أحرزها الصليبيون، واعتزامهم الاستيلاء على حران الواقعة في مفرق الطريق إلى العراق والجزيرة والشام، مستغلين فرصة الصراع بين الأمراء المسلمين، فضلاً عما يعنيه الاستيلاء على حران من قطع الصلة بين المسلمين في بلاد فارس والعراق والجزيرة والشام، وإعطاء الصليبيين فرصة لمهاجمة الموصل، وتأمين الرها، والسيطرة على إقليم الجزيرة، كان لهذه العوامل جميعاً الأثر الحاسم في تناسي كل من جكرمش وسقمان خلافاتهما القديمة، والعمل سوية لإيقاف تقُّدم الصليبيين.
أ - معركة البليخ وانتصار المسلمين على الصليبيين وتسمى: معركة "حران":
أرسل كل من جكرمش وسقمان إلى صاحبه يدعوه إلى الاجتماع لتلافي أمر حران.
ويعلمه أنه قد بذل نفسه لله تعالى وثوابه فأجاب كل منهما صاحبه، واجتمعا على الخابور عند رأس العين، حيث عززا تحالفهما وتوجها على رأس عشرة آلاف فارس من الترك والعرب والأكراد لمنازلة الرها قبل أن يتعرض للهجوم، وعندما سمع بلدوين الثاني أمير الرها نبأ احتشادهم في رأس العين أرسل إلى جوسلين وبوهمند يستنجد بهما، واقترح عليهما أن يحولا وجهة الهجوم بأن يقوما بمحاولة لمنازلة حران، وبعد أن أبقى بلدوين حامية صغيرة في الرها اتخذ طريقه إلى حران على رأس جماعة صغيرة من الفرسان والأرمن، وانحاز إليه بالقرب من حران كل من جوسلين أمير تل باشر وبوهيمند أمير أنطاكية، وابن أخته تانكرد، وبطريرك أنطاكية، وجيش ضم فرسان الصليبيين وأمراءهم وعدداً كبيراً من الأرمن ورجال الدين، بلغ عدده نحو ثلاثة آلاف فارس، ونحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الرجالة، والواقع أن هذا الجيش يمثل القوة الضاربة الكاملة لدى صليبيي شمالي الشام، عدا حاميات الحصون، وعندما احتشد هذا الجيش أمام حران كان جكرمش وحليفه لايزالان يزحفان نحو "الرها".
كاد الصليبيون أن يستولوا على حران، بعد وقت قصير من فرض الحصار عليها، إلا أن الخلاف الذي نشب بين بلدوين بي بور، وبوهيمند، وإصرار كل منهما على رفع رايته على المدينة بعد الاستيلاء عليها، ساعد على صمود حران، وأتاح للمسلمين فرصة التحرك لقتال الصليبيين قبل سقوط هذا الموقع بأيديهم، وتم اللقاء بين الطرفين على نهر البليخ في التاسع من شعبان، حيث أظهر المسلمون الهزيمة، فتبعهم الصليبيون نحواً من فرسخين، فأعاد المسلمون الكرة عليهم، وأبادوا معظم قواتهم، وغنموا مقادير كبيرة من الأموال والممتلكات، وكان بوهيمند أمير إنطاكية وأبن أخته تانكر، قد كمنا خلف إحدى المرتفعات لينقضا على المسلمين من مؤخرتهم حين يشتد القتال، فلما خرجا شاهدا هزيمة رفاقهم ونهب معسكراتهم، فأقاما في أماكنهما إلى الليل، و تسللا هاربين، فتبعهما المسلمون وقتلوا وأسروا من أصحابهما عدداً كبيراً، بينما تمكنا هما من الفرار إلى الرها.
أما بلدوين وجوسلين فقد تم أسرهما. وكان بلدوين قد انهزم مع جماعة من قواده وخاضوا نهر البليخ ، إلا أن الأوحال أعاقت تحركهم السريع، فلحقهم قائد تركماني من أصحاب سقمان وتمكن من أسرهم، حيث حمل بلدوين إلى سيده سقمان.
ب - الخلاف بين جكرمش وسقمان:
وعند ما رأى أصحاب جكرمش أن قوات سقمان قد استولت على حصة الأسد من غنائم الصليبيين قالوا لسيدهم: أي منزلة تكون لنا عند الناس وعند التركمان إذا انصرفوا بالغنائم دوننا؟ وحسنوا له اختطاف بلدوين، فأرسل جكرمش بعض أصحابه، حيث تمكنوا من اختطاف الأمير الصليبي من معسكر سقمان. فلما علم هذا بما حدث، وكان خلال ذلك غائباً عن مقره، شق عليه الأمر، وتهيأ أصحابه للقتال، إلا أنه ما لبث أن ردّهم وقال لهم: لا أؤثر شفاء غيظي بشماتة الأعداء بالمسلمين، ومن ثمّ تقدَّم على رأس قواته، وأخذ سلاح الصليبيين وراياتهم، وألبس أصحابه ملابسهم وأركبهم خيلهم وجعل يأتي حصون إقليم شبختان من ديار بكر، فيخرج الصليبيون منها، ظناً أن أصحابهم قد انتصروا فيجابههم سقمان ويقضي عليهم ويقتحم حصونهم، وتمكن بذلك من وضع يده على عدد من حصون المنطقة، وقفل عائداً إلى مقر إمارته في ديار بكر.
ج- هزيمة جكرمش: قرر جكرمش المضي في القتال بعد عودة حليفه، وقام باقتحام قلاع الصليبيين في إقليم شبختان الممتد إلى شرق الرها، ليحمي مؤخرته، ومن ثم واصل السير إلى الرها نفسها، وإذ أدى تمهل الصليبيين من قبل إلى الإبقاء على حران بأيدي المسلمين، فقد أبقى الرها للمسيحيين ما حدث من تمهل المسلمين، إذ توفر لتانكرد من الوقت ما يكفي لإصلاح وسائل الدفاع، وبذلك استطاع أن يرد أول هجوم قام به جكرمش، ويرجع ذلك إلى حد كبير ما أظهره الأرمن والمحليون من الولاء والبسالة، غير أن ما أحسن به تانكرد من ضغط شديد، حمله على المبادرة بالاستنجاد ببوهيمند، ومع أن هذا كان يواجه مشاكل عديدة، إلا أنه رأى أن يجعل الأسبقية لدرء الخطر عن الرها، فنهض لمساندة ابن أخته، غير أنه عطله ما كان عليه الطرق من أحوال سيئة. واستبدَّ اليأس بتانكرد فأمر رجال الحامية بأن يتخذوا أماكنهم للهجوم قبل بزوغ الفجر، وتحت جنح الظلام انقضَّ رجاله على الأتراك الذي استغرقوا في نومهم مطمئنين، واكتمل الانتصار الصليبي بوصول بوهمند، فهرب جكرمش مذعوراً، وخلف من ورائه معسكره الزاخر بالثروة، فانتقم الفرنج من هزيمة حران، وتم احتفاظهم بالرها.
وكان من بين الأسرى الذي وقعوا في يدي تانكرد: أميرة سلجوقية من عقائل بيت جكرمش الذي بلغ من تقديره لهذه السيدة أنه بادر لافتدائها مقابل مبلغ كبير من المال 15 ألف بيزنت، أو مبادلتها بالكونت بلدوين نفسه، وبلغت بيت المقدس أنباء هذا العرض، فأسرع الملك بلدوي بالكتابة إلى بوهمند بألا يجعل هذه الفرصة تفلت حتى يتم إطلاق سراح بلدوين. غير أن بوهمند وتانكرد احتاجا إلى المال على حين أن عودة بلدوين سوف تخرج تانكرد من وظيفته الحالية - كمسؤول على الرها - ليعود إلى إنطاكية، ولذا ردا على رسالة الملك: أنه ليس من الدبلوماسية في شيء أن يظهرا لهفتهما الشديدة على قبول العرض، على حين أنهما إذا تردّدا في القبول ربما لجأ جكرمش إلى زيادة الفدية.
غير أنه في تلك الأثناء تم اتفاقهما مع جكرمش على قبول عرضه النقدي، وبذا بقي بلدوين في الأسر.
صلاح الدين الأيوبي مؤلَّف جديد يضيء شمعة أخرى في الموسوعة التاريخية التي نسعى لإخراجها، وهو امتداد لما سبقه من كتب درست الحروب الصليبية، ويتناول الدكتور/ علي محمد الصلابي في هذا الكتاب صراع المشاريع: المشروع الصليبي، والمشروع الإسلامي، ولخص الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية، والرصيد الخلقي لصلاح الدين وصفاته، وتوسعه في إنشاء المدارس، ومكانة العلماء والفقهاء عنده ، ثم أفرد المؤلف فصلاً كاملاً لمعركة حطين وفتح بيت المقدس، وأسباب الانتصار في تلك المعركة الفاصلة والحاسمة، ثم الحملة الصليبية الثالثة وردة فعل الغرب الأوروبي من تحرير بيت المقدس والتعبئة الشاملة التي حدثت، وأخيراً وفاة صلاح الدين وتأثر الناس بوفاته حتى المؤرخون الأوروبيون أشادوا بعدله وبقوته وتسامحه واعتبروه أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية قاطبة، وستظل سيرته تمد أبناء المسلمين بالعزائم الصلاحية التي تعيد إلى الحياة روعة الأيام الجميلة الماضية وبهاءها.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات تهم القارىء الكريم ونزولاً عند رغبته تعمل أخبار اليوم عن نشره كاملاً في حلقات.