عبدالباسط الشميري
غريب وعجيب حال هذا العالم الجديد الذي تتزعمه واشنطن، يبحثون عن التعايش والسلم والحوار وإطلاق الحريات ويدعون إلى حرية المعتقد والمساواة أو هكذا يبدوا الطرح عبر وسائل الإعلام، لكن وبغض النظر عن كل الأطروحات نعود فنتسأل كيف يمكن أن نطالب بإشاعة قيم الحب والمساواة والتسامح والحوار في جو مشحون بالصراعات والدم يسيل ويراق في الشوارع كالذي نرى عليه الصومال اليوم - مذابح - مجازر - قرصنة - عمليات عسكرية متعددة الأوجه والأغراض، سواء تلك التي تقوم بها القوات الأثيوبية المحتلة أو المناوئة لها من فصائل صومالية تقاوم الاحتلال، ثم ما الذي ينتظر العالم من شعب بلا حكومة؟ شعب يعيش حالة فراغ ومنذ سنوات؟ هل نتوقع أن مثل هذا الشعب المظلوم والمقهور والجائع أن لا يتئوه، أن لا يئن، أن لا يتحولوا إلى قراصنة ومجرمين، إن قرابة ثلاثة ملايين إنسان وبحسب إحصائيات دولية يحتاجون للغذاء والدواء والكساء، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فما يحدث في غزة من حصار وتجويع أيضاً ألا يرقى إلى مستوى الاهتمام العربي قبل الدولي، إننا كأمة إسلامية مطالبون بمد يد العون لإخواننا في غزة وفي الصومال، إن الجوع كافر فهل تبعات ذلك "أم على قلوب أقفالها" لسنا بصدد الحديث عن مسببات تلك الجرائم ومن يمارسها لكن نحن نتحدث عن دورنا القومي والأخوي والإنساني، ألسنا أمة واحدة؟
الناس في رمضان
ما نراه من سلوكيات يمارسها البعض في رمضان لا تمت للإسلام ولا للأخلاق ولا للعادات والتقاليد بصلة، لكن هي عادة غير حضارية تنتشر في مجتمعنا عموماً وفي صنعاء خصوصاً، فالاشتباك بالأيدي يبدأ من أتفه الأسباب والسباب والصراخ والعجالة خصوصاً عندما يقترب من المغرب والذي يفترض في مثل هذا الشهر الفضيل أن تسود الروحانية والهدوء والدعاء الذي أمرنا به صلى الله عليه وسلم وهي شعيرة أصبحت غائبة عنا، فقد روى أهل السنن وابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو ويقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد" فقال: "والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
ففضل الدعاء عظيم لا يماثله شيء إلا الحج أو الجهاد، لذلك ليس من الإسلام ولا من عاداتنا وتقاليدنا مثل تلك الأفعال التي نراها في بعض الشوارع من استعجال وأصوات لا تليق أن يتفوه بها إنسان مسلم، هذا ونسأل الله العافية والسلامة من كل إثم ومنكر.
تقارير الفساد والفاسدين!
تصفد شياطين الجن في رمضان، لكن شيطان الإنس فيهم البركة فهم يقومون بالواجب وزيادة أو كما هو المثل بالأمس القريب وأنا أتابع أحد المشاهد في إحدى الإدارات الصغيرة التابعة لأحد المكاتب الخدمية، والحقيقة أن مدير الإدارة مشهود له بالكفاءة والنزاهة، فحين تسلم الإدارة قبل عامين لم يكاد إيراد هذه الإدارة يتجاوز ال "ثلاثة ملايين ريال" كونها إدارة خدمية، وبعد تسلم هذا الرجل للإدارة ارتفع إيرادها إلى ما يقارب "12" مليون ريال في خلال بضعة أشهر، وبدلاً من أن تصل إلى الرجل شهادة شكر وتقدير من الوزارة التي يتبعها إذ يفاجأ الرجل برسالة أو مذكرة مفادها أنه كان يفترض أن يصل إيراد إدارتكم إلى ثلاثة عشر مليون ريال، وأنه وأنه وأنه إلخ، فصعق الرجل من قول كهذا ورفع يده إلى السماء قائلاً: "حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وكوني كنت حاضراً المشهد فلم أزد سوى أحسنت يا رجل ودعوت له بالتوفيق، وبالفعل إن الفساد مراتب ودرجات وشياطين الجن صفدوا في رمضان، لكن شيطان الإنس من يصفدهم. . اللهم صفد شياطين الإنس وجمد الدماء في عروقهم كما صفدت شياطين الجن اللهم آمين.