محمد أمين الداهية
دائماً يحتاج النشئ والشباب إلى من يقف إلى جانبهم ويشجعهم ويغرس الثقة بأنفسهم مما يجعلهم يبدعون ويكونون شباباً صالحين يخدمون وطنهم ويقدمون له ما يساعده على النهوض والرقي، فعلاً إن الوطن في أمس الحاجة إلى شباب سلاحهم العلم والمعرفة كي ينفعوا أنفسهم ومن بعدهم من الأجيال القادمة، إن الشباب اليوم يحظون بكل المميزات والتسهيلات التي تجعلهم يحصلون على كل ما يحتاجونه من سبق العلم والمعرفة كالكتب والوسائل الإعلامية الاتصالية الأخرى سواءً المرئية أو المقروءة أو المسموعة أو غير ذلك من الوسائل الاتصالية الإلكترونية التي قد وصلت إلى جميع أنحاء الجمهورية، فالمجال مفتوح ومهيئ لكل من يريد أن يكون إنساناً صالحاً ونافعاً لمجتمعه وبلده، ولكن ورغم هذا التميز الذي يحظى به الشباب إلا أنهم يحتاجون إلى من يوجههم ويأخذ بأيديهم ويساعدهم على الاختيار الصحيح والسليم لما يريدون تعلمه؛ لأن أوضاعنا هذه الأيام تستدعي الحيطة والحذر في كل ما نقدم عليه وخاصة من الأمور الدينية؛ لأن البعض من الناس يستغلون بعض الجهل الموجود في بعض المناطق والأسر ويحاولون غرس أفكارٍ هدامة وباطلة بين هؤلاء الناس الذين قد وقعوا فريسة لهؤلاء الذين ينادون إلى القتل والخراب والخروج عن ولي الأمر، وكل ذلك ينسبونه إلى الدين، علماً أن الدين والإسلام بريء من مثل هذه الدعوات الباطلة براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام. إن الإسلام هو دين الرحمة والإخاء، دين المحبة، دين الصدق والسلام، ورسالة الإسلام سامية وهدفها نبيل، لا كما يقوم به البعض من أعمال إجرامية وإرهابية تستهدف المسلمين والآمنين، هذه الأعمال لا تمت للإسلام بصلة، فديننا الإسلامي ويدعونا ويأمرنا إلى المحبة والإخاء ويحذرنا من سفك دماء المسلمين والآمنين، فالدين الإسلامي يعلمنا أن كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، ويعلمنا أيضاً "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً خيرٌ عند الله من إراقة دم امرء مسلم"، هذا هو الإسلام، وهذا هو الدين الحنيف الذي جاء به سيد البشرية حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يجب علينا أن نقدس ديننا وأن نراعي الله ونتقيه في تعاملنا مع بعضنا، وأن نحاول جاهدين أن نسعى إلى معرفة الخير من الشر والحق من الباطل، وأيضاً أن نسخر أنفسنا إذا كنا نملك أن نقدم للآخرين ما ينفعهم وينقذهم من أن يقعوا فريسة لأفكار باطلة تدعوا إلى التناحر وتكريس ثقافة الكراهية للمسلمين، إن شبابنا اليوم في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويرشدهم إلى طريق السواء، فالمشكلة وما يدعو للعجب أن بعض الشباب من المثقفين والمتعلمين رغم ما يتحلون به من علم ومعرفة إلا أنهم يقعون ضحية لأفكار لو كان هناك عقل رشيد لما وقعوا ضحية لها ولكن هذه هي حكمة الله في مثل هؤلاء الشباب ومن واجب كل مسلم أن لا ينتظر حتى يقع أخوه أو جده أو صديقه فريسة لدعاة الضلال، فليعمل كلٌ بما يقدر عليه، والهداية من الله.