عبدالباسط الشميري
abast66 @ maktoob.com
منذ متى كانت عمليات القرصنة في البر أو في البحر أو في الجو تسير بهذه الوتيرة المتسارعة والعالية جداً في منطقة القرن الأفريقي؟ أو في أية رقعة على البسيطة هناك عمليات قرصنة وخطف واختطاف طائرات وسفن وقوارب تمت في مراحل وأماكن مختلفة من عالمنا، ولا نزال نسمع عن بعض العمليات المحدودة في هذه القارة أو تلك في فترات متقطعة وهي عمليات محدودة جداً ولا تستدعي القلق وكما هو الحال الذي نرى عليه القرن الأفريقي، فمنذ سقوط الحكومة المركزية في الصومال في بداية العقد التسعيني وعمليات القرصنة البحرية والسطو على السفن والقوارب في عرض البحر تثير قلق دول المنطقة خصوصاً والمجتمع الدولي عموماً، بل إن تزايد هذه العمليات قبالة السواحل اليمنية يضيف عبئاً آخر على الحكومة اليمنية التي تحاول جاهدة لمكافحة عمليات تهريب المخدرات والحشيش، هذا بالإضافة إلى عمليات تهريب البشر من الصومال والقرن الأفريقي إلى داخل الأراضي اليمنية ولا أحد يشك مجرد شك في أن منظمات وهيئات تتبع قوى دولية وإقليمية تقوم بتنظيم وتسهيل عمليات التهريب، بل إن هذا ما أكده أحد الباحثين الأفارقة في هذا المجال وفي تصريح لقناة الجزيرة يوم الجمعة في برنامج "الليلة مباشر" قائلاً: إن هناك قوى دولية تقف وراء عمليات القرصنة والتهريب في القرن الأفريقي لكنه لم يسميها، وهنا ينبغي أن تدرك دول المنطقة بأسرها سواء تلك المطلة على الخليج العربي أو المطلة على القرن الأفريقي أنها باتت هدفاً مباشراً لقوى عالمية وإقليمية تسعى لزعزعة أمنها واستقرارها، وسواء كان هذا عبر إغراق شبابها بالمخدرات والحشيش والأفيون القادم من أفغانستان ودول شرق أسيا أو بتجنيد الإرهابيين والقراصنة وتزويدهم بالمال والسلام وإرسالهم عبر البحار والمحيطات وكل الطرق حسب اعتقادنا تؤدي إلى زعزعة أمننا القومي ككل وبدون استثناء.
ومن هنا نحن ندق ناقوس للخطر والخطر الماحق الذي لا منجئ منه إلا بالتنسيق وتبادل المعلومات والتعاون المشترك للوقوف بوجه من يسعى إلى إشعال الحروب والفتن وإقلاق أمن واستقرار دول الجزيرة والخليج بغية إعادة تشكيل الخارطة الجغوسياسية وبما يتماشى والمصالح الصهيو أميركية وحلفائهم التاريخيين في هذه المنطقة الإستراتيجية والحيوية من العالم "وعلى الباغي تدور الدوائر".