عبدالباسط الشميري
Abast66 @ maktoob.com
لعل أكثر ما يميز مجتمعاتنا الإسلامية هي القوة الأخلاقية التي أسسها ديننا الإسلامي والتي تحث على التكافل الاجتماعي والتراحم، نرى الجمعيات الخيرية المنتشرة هنا وهناك في بلادنا وبعض البلدان العربية وكذلك المؤسسات الأهلية التي تقوم بمهمات عظيمة وجليلة لخدمة المجتمع وحماية الفقراء ومساعدة المحتاجين هذا وأن كنا حقيقة نعتب على بعض الحكومات العربية التي تقف في وجه العمل الطوعي الخيري وتحت حجج ومبررات مكافحة ما يسمى بالإرهاب وهي مبررات وحجج كيدية الهدف منها تقليص وتحجيم العمل الخيري الإسلامي لا أقل ولا أكثر، وللأمانة فإنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م تم محاصرة وإيقاف أنشطة عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية على مستوى العالم عموماً والعالم العربي على وجه الخصوص ونحن هنا لسنا بصدد إصدار أحكام البراءة أو صكوك الغفران لهذه الجمعية أو تلك، لكن علينا أن نتصف بالثبات على أقل تقدير في مواقفنا، الثبات والاتساق يأتيان من ثبات القيم والعقيدة التي تأتي من القلب وتعبر عن هويتنا وعن شخصيتنا وحقيقة لن يحترمنا أحد بمن فيهم أولئك الذين يفرضون أو يسنون القوانين التي تحرم علينا العمل الخيري وتحت مزاعم محاربة ما يسمى بالإرهاب في الوقت الذي تنتشر جمعيات غربية وصهيونية في مختلف بقاع المعمورة بل ما يؤسف له حقاً أن نرى الجمعيات اليهودية القادمة من تل أبيب تقوم بتقديم الغذاء والكساء لبعض الصوماليين داخل الأراضي الصومالية فيما لا نرى ولا نسمع عن جمعيات عربية وإسلامية تقوم بأداء واجبها الإنساني أو الأخوي أو القومي في هذا البلد الشقيق، هذا بالرغم من أننا لا نشك مجرد الشك في أن المسعى الحقيقي لتلك الجمعيات هو التجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية عن القرن الأفريقي ودول المنطقة العربية ومنها اليمن والخليج ولا يساورنا أدنى شك أيضاً في أن بعض القوى الدولية التي لها تواجد في هذه البقعة تقوم بتقديم كافة التسهيلات اللوجستية لتلك الفرق الصهيونية العاملة في القرن الأفريقي وتلك الأخرى القادمة من دول لا تبعد عنا كثيراً وتلتقي أهدافها مع الأهداف الصهيو أميركية، بل أن مراميها أحياناً تتجاوز حدود العقل والمنطق، لكن وبعيداً عن كل التأويلات هل لنا كعرب وأشقاء أن نعيد رسم سياساتنا بحسب حاجاتنا ومصالح شعوبنا؟ هل لنا أن نعيد الاعتبار لكلمة "أشقاء"، أننا نتحدث عن حاجات أساسية لبناء المجتمعات أو لإعادة الثقة ببعضنا البعض، فالجسد العربي المنهك بحاجة ماسة لمأوى ومأكل وملبس وأمن، أما القلب فحاجته تتحقق من خلال الحب والقرب والاحترام والحنان وحق الجوار، والشراكة التي لا تدخل في حسابات الربح والخسائر.
أما حاجات العقل فنعتقد إنها تكون من خلال التفكير وحل المشكلات وتنمية المهارات، أما حاجات الروح فمن خلال العبادة والتأمل والمعاني السامية التي نضفيها على حياتنا وأظن أننا أكثر ما نحتاج إليه وفي هذا التوقيت بالذات لهو تنمية الروح بالقيم الإسلامية التي صاغها سيد البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن أبعد ما نكون منها في هذه المرحلة التاريخية الحساسة والعصيبة في تاريخ ومسار أمتنا الحضاري!.<