شكري عبد الغني الزعيتري
كثيرا ما نسمع ببعثات التنصير في بلاد المسلمين حتى انه مؤخراً اكتشف بوجود بعثات تنصير في اليمن إذ سمعنا ما تم في جبلة بالعام الماضي وأيضا سمعنا ما تم في أبين بالشهر الماضي بوجود بعثات تبشير بالدين المسيحي. . . ومحاولات وجهود تبذل من قبل هذه البعثات تهدف بها إلى تنصير يمنيين مسلمين. . . مما استدعاني هذا بان أرى ضرورة للرد على هؤلاء المبشرين للنصرانية وتوضيح للقارئ قضايا تتعلق بالإنجيل المحرف وما عرفته من خلال قراءتي للأناجيل المحرفة وعلى مضمونه بعد تحريفه في نظرنا وبما اخبر الله سبحانه وتعالي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ما هو إلا إنجيل خط بأيدي البشر والله سبحانه وتعالى منزه عن ما ورد في أناجيلهم المحرفة. . إذ قد وجدت العجب أوله أن الإنجيل ليس كتاب واحد وإنما يوجد أربعة أناجيل هي : (إنجيل متى) و (إنجيل مرقس) و(إنجيل لوقاء) و(إنجيل يوحنا ) وهذه الأناجيل الأربعة تعتبر لدى المسيحيين هي المقدسة و التي يؤمنون بها. . و الإنجيل تعريف بأنها : كلمة معربة من اليونانية (ايوانجيليون) التي تعني (البشارة السارة). وكلمة (إنجيل) مشتقّة في الأصل من اللغة اليونانية (إفانجيليون) ومعناها الحرفي (الخبر الطيّب) أو (الخبر السار) أو (البشارة المفرحة). والكلمة العربية لكلمة إنجيل هي (بشارة) وقد سُمي الإنجيل كذلك لأنه عند أتباعه المسحيين يحمل الأخبار السارة عن الخلاص بواسطة المسيح الذي جاء إلى العالم لأجل خلاص الخطاة وفدائهم من الخطية بواسطة موته على الصليب بدلاً عنهم كما أن معنى كلمة ( بشارة) بالعربية تعني (كتاباً رسولياً) يختص بحياة السيد المسيح على الأرض. فالكتاب الذي يؤمن به المسيحيين هو الكتاب المقدس عند المسيحيين بعهديه القديم والجديد. وتعني لدى المسيحيين بالمفهوم الروحي البشارة بمجيء المسيح وتقديم نفسه ذبيحة فداء على الصليب نيابة عن الجنس البشري ثم دفنه في القبر وقيامته في اليوم الثالث كما جاء في كتب النبوات في العهد القديم لديهم وعند المسيحيين الكتب الأربعة الأولى في كتاب العهد الجديد والتي كتبها كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا والتي يؤمن المسيحيين بها وبأن هذه الأربعة كتبت بإلهام الروح القدس وليست من تأليف بشري كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموتاوس 16:3 ما يلي ((كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ)). ويجمع المسيحيين على صحة ونقاوة وصدق نصوص الإنجيل على لسان البشيرين الأربعة مع أن في بعض منها تشابه في سرد الرواية والتعليم مع البشائر الأخرى إلا أن كل واحد من البشائر تغطي جهة من حياة وتعاليم المسيح فإنجيل متى يغطي حياة المسيح كابن داوود وإنجيل مرقس يغطي حياة المسيح كالخادم وإنجيل لوقا يغطي حياة المسيح كابن الإنسان وإنجيل يوحنا يغطي حياة المسيح كابن الله. وتؤمن الكنيسة بأن كاتب إنجيل متى هو التلميذ والرسول متى وكاتب إنجيل مرقس هو مرقس الذي كان ابن أخت القديس برنابا وتلميذاً للقديس بولس وأما كاتب إنجيل لوقا فهو لوقا الطبيب وهو أحد تلامذة ومساعدي بولس في رحلاته التبشيرية بينما كتب إنجيل يوحنا التلميذ يوحنا بن زبدي. . . وأمام هذا التعدد للأناجيل الأربعة : إنجيل متي وإنجيل مرقس وإنجيل لوقاء وإنجيل يوحنا وجدت العديد من الأسئلة التي احتاجت إلى الإجابة ونقتطف لك عزيزي القارئ هذه بعض الإجابات التي جاءت على لسان احد القساوسة المسيحيين :
س1 : ما هو الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون. . . ؟
ج1 : يقول (بابا المسيحيين ) :الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون هو الكتاب المقدس عند المسيحيين و الذي ترتكز عليه تعاليم الديانة المسيحية. وهو يحتوي على مجموع الكتب الموحى بها من الله. . والمتعلقة بخلق الله للعالم وتاريخ تعامل الله مع البشر وفدائه للخطاة ومجموع النبوات عما حدث وسيحدث في العالم منذ خلقه حتى المنتهى. كما يحتوي على الشرائع الإلهية والتعاليم الروحية والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب كل البشر في كل الأزمنة كما يري (البابا والمسيحيين ) ويضم الكتاب المقدس عند المسيحيين بين دفتيه جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر وتاريخ وقصص وحِكَم وأدب وتعليم وإنذار وفلسفة وأمثال. ويُعتبر الكتاب المقدس عند المسيحيين مصدر الإيمان المسيحي وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية والخبز اليومي للمؤمنين والتعاليم الروحية التي تنبِّر على محبة الله للإنسان ومحبة الإنسان لله ولأخيه الإنسان وتعامله معه في الحياة اليومية. ويُقسم الكتاب المقدس إلى قسمين مجموع أسفار هما 66 سفراً بحسب الطبعة الإنجيلية : ( أ ) - العهد القديم: وهو مجموع ما كُتب من أسفار قبل مجيء المسيح وعدد أسفاره 39 سفراً. (ب)- العهد الجديد: وهو مجموع ما كُتب من أسفار بعد مجيء المسيح وعدد أسفاره 27 سفراً. ويُشار عادة إلى كتاب العهد الجديد أي ما كُتب بعد المسيح بأنه (إنجيل الله) (رومية 1:1 و1تسالونيكي 2:2 و9 و1تيموثاوس 1 :11) أو (إنجيل المسيح) (مرقس 1:1 ورومية 1 :6ورومية 15 :19و1كورنثوس 9 :12وغلاطية 1 :7). كما أن هناك تسميات أخرى وردت في الكتاب المقدس عند المسيحيين منها : (إنجيل نعمة الله) (أعمال 20 :24) و(إنجيل السلام) (أفسس 6 :15). و(إنجيل الملكوت أو بشارة الملكوت) (متى 4 :23).
س2 : إذن طالما أن الإنجيل المقدس عند المسيحيين و الذي يُعتبر الكتاب المقدس لديهم هو كتاب واحد : فلماذا نرى عند المسيحيين عدّة أناجيل مثل إنجيل متى و إنجيل مرقس و إنجيل لوقا و إنجيل يوحنا. . . ؟
ج2 : يقول (بابا المسيحيين ) : أن هناك أربعة أناجيل كُتبت أو بالأحرى أربعة أسفار في العهد الجديد من الكتاب المقدس تسمى البشائر الأربع أو الأناجيل الأربعة تحمل إليهم الأخبار السارة عن الخلاص بالمسيح. وقد كتب هذه الأسفار المطوّبون أصحاب الأناجيل الأربعة وهم: متى و مرقس و لوقا ويوحنا وهم من رسل المسيح. وهذه البشائر أو الأناجيل حملت أسماء كاتبيها ومن أجل ذلك يُشار إليها بإنجيل متى وإنجيل مرقس و إنجيل لوقا و إنجيل يوحنا.
س3 : هل تختلف هذه الأناجيل بمحتوياتها كما تختلف بأسمائها. . . ؟
ج3 : يقول (بابا المسيحيين ): كلا فهذه الأناجيل أي البشائر المفرحة كتبها أربعة بشيرين كلٌّ بلغته الخاصة وبطريقته الخاصة كما أُوحي إليه من الله. وهي كلها تشترك في موضوع واحد وهي أنها تتناول حياة المسيح وأقواله وتحمل رسالة موحدة هي رسالة الخلاص بالمسيح.
س4: لماذا سُميت هذه الأناجيل بالبشائر السارة وما هي تلك البشائر السارة. . ؟
ج4: يقول (بابا المسيحيين ) : سُميّت الأناجيل بالبشائر السارة لأنها تحتوي على بشائر سارة وأخبار مفرّحة وهي أن الله أرسل يسوع المسيح ليكون مخلّصاً للعالم من الخطية ومات عنهم (أي عن الخطاة) على الصليب لكي يرثوا هم الحياة الأبدية إن آمنوا به. وهكذا عندما نذكر الأناجيل الأربعة فإننا نعني الجزء الأول من العهد الجديد من الكتاب المقدس الذي يرد تماماً بعد العهد القديم. وهذه الأناجيل الأربعة هي عبارة عن إنجيل واحد يستعرض حياة المسيح وتعاليمه السامية التي تؤهل الإنسان الخاطئ على التوبة والحياة الأبدية. ومع أنه يُشار إلى العهد الجديد بكامله من الكتاب المقدس بأنه الإنجيل إلا أن لفظة (إنجيل) أو (بشارة) تُطلق بصورة خاصة على الأسفار الأربعة الأولى في العهد الجديد المعروفة: ب (إنجيل متى) و (إنجيل مرقس) و (إنجيل لوقا) و(إنجيل يوحنا). هذه هي الأناجيل الأربعة وقد سُميّت بهذه الأسماء نسبة إلى كاتبيها.
وأن الأناجيل الأربعة هذه تحتوي على شهادات صادقة عن حياة السيد المسيح وتعاليمه. ولكل من الأناجيل الأربعة خاصته المميزة له التي تفرّد بها بسبب غرض الكاتب في كتابه والأشخاص الذين كتب إليهم.
(أ) - لقد كتب البشير متّى من وُجهة نظر العقيدة اليهودية بالنسبة للمسيح أي المسيا المنتظر الذي تنبّأ عن مجيئه أنبياء العهد القديم قبل أن يولد بمئات السنين لذلك فهو يقدّم لنا المسيح على أنه المسيّا الملك الذي تمت بمجيئه نبوات العهد القديم.
(ب) - أما مرقس فقد كتب للأمم (أي لغير اليهود) وربما كان يقصد الرومانيين منهم بشكل خاص. وهو يقدّم لنا فوق كل شيء قوة المسيح للخلاص كما تظهر في معجزاته.
(ت) - ولوقا الذي عرف أنه كان طبيباً فقد كتب للمثقفين من اليونان بأسلوب أكثر روعة مما كتب غيره من كتبة الأناجيل ويظهر لنا تأثر الرسول بولس في إبراز نعمة المسيح التي تشمل الساقطين والمنبوذين والفقراء والمساكين بعطفه.
(ت) - بينما قصد يوحنا أن يُظهر يسوع بأنه (الكلمة)أي كلمة الله المتجسد الذي كان من البدء والذي به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان.
عزيزي القاري وأمام هذا الحوار يمكننا التحليل وبما يلي :
(1) اعتراف البابا بان هذه الأسفار قد كتبها المطوّبون أصحاب الأناجيل الأربعة وهم: متى و مرقس و لوقا ويوحنا وهم من رسل المسيح فيكيف للرسول عيسي ابن مريم عليه السلام ان يتخذ له رسلا
(2) اعتراف البابا بان هذه الأسفار قد كتبها المطوّبون أصحاب الأناجيل الأربعة وهم: متى و مرقس و لوقا ويوحنا وهذه البشائر أو الأناجيل حملت أسماء كاتبيها. فكيف لكتاب سماوي ان يحمل عنوانه اسم بشر
(3) اعتراف البابا بان هذه الأناجيل أي البشائر المفرحة كتبها أربعة بشيرين كلٌّ بلغته الخاصة وبطريقته الخاصة كما أُوحي إليه من الله. وهي كلها تشترك في موضوع واحد وهي أنها تتناول حياة المسيح وأقواله وتحمل رسالة موحدة هي رسالة الخلاص بالمسيح فكيف تكون هذه الأناجيل سماوية وتتحدث وتشترك في الحديث عن حياة المسيح وأقواله وتحمل رسالة موحدة هي رسالة الخلاص بالمسيح ويؤمنون بأنه أوحي إلي كل كاتب لإنجيل فكيف أوحي الله على هؤلاء البشريين ليتحدثوا عن عيسى عليه السلام ولم يوحي إليهم ليتحدثوا عن عبادة الله وحدانيته وعدم الإشراك به ونهيهم عن اتخاذهم عيسي اله و نهيهم عن ادعاءهم بأن عيسى عليه السلام ابن الله تنزه الله سبحانه عما يقولون.
وفي الأخير كيف يمكن أن يكون كتاب الله الإنجيل المقدس والمنزل على النبي عيسى ابن مريم عليه السلام وقبل التحريف واحد ويشتق منه أربعة أناجيل إلا بالتحريف والإضافة والشطب والحذف وإدخال ما هو مسايرا للهوى ومتفقا مع الرغبات والشهوات لدى المحرفين ولهذا ظهر الإنجيل الواحد بأربعة أناجيل محرفة وكلها يؤمن بها المسحين. . . .