;

صلاح الدين الأيوبي.. وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس ..الحلقة السادسة عشرة 1236

2008-09-10 03:33:07

المؤلف/ علي محمد الصلابي

7- بلك بن بهرام بن أرتق:

بلك بن بهرام صاحب قلعة "خرتبرت" استلم راية الجهاد بعد عمه "إيلغازي - صاحب ماردين" كان خصماً عنيداً للصليبيين، وكان يتطلع للقضاء لا في منطقة الجزيرة فقط بل وفي بلاد الشام وقد استهل أعماله العسكرية أثناء مرض عمه نجم الدين إيلغازي في رجب سنة "516ه/م" بحصار الرها، لذا رأى الصليبيون الذين بالرها أنه لا بد من الاستعانة بجوسلين صاحب الأطماع الكثيرة وخصم المسلمين العنيد، الذين كان وقتذاك مع بلدوين ملك بيت المقدس بالبيرة مستغلين في ذلك تفرق عساكر بلك بن بهرام بن أرتق عقب عودته من الرها، إلا أن بلك بن بهرام استطاع أن ينصب لجوسلين ومن معه من الصليبيين كميناً عند سروج بأرض موحلة ومشبعة بمياه الأمطار، فلم تتمكن خيولهم من الإسراع بسبب هذا الوحل، في الوقت الذي سلط عليهم بلك ورجاله الذين لا يتجاوز عددهم أربعمائة فارس وابلاً من السهام فلم يفلت إلا القليل، وأسر جوسلين وابن خالته حققه بلك بن بهرام على الصليبيين ضياع قوة الصليبيين من كل ناحية، وحاول بكل بن بهرام بن أرتق أن يحل من جوسلين ومن معه من الصليبيين الذين وقعوا في الأسر على تنازل منهم على الرها، مقابل إطلاق سراحهم ولكنهم رفضوا قائلين: نحن والبلاد كالجمال، متى عقر جمل حول رحله إلى آخر والذي بأيدينا قد صار بيد غيرنا.

عندما حمل بلك بن بهرام أسراه إلى قلعة خرتبرت ووكل بهم من يحرسهم وتوجه سنة"517ه/1123م" إلى حسن كركر التابع لإمارة الرها بقصد الاستيلاء عليه، وأدرك بلدوين ملك بيت المقدس الذي أصبح وصياً على الرها مضافاً إلى وصايته على أنطاكية أن من واجبه التحرك لتخليص جوسلين من الأسر ومنع كركر من السقوط بيد بلك بن بهرام، وإفهام المسلمين بأن قوة الصليبيين لا زالت قوية باطشة، وخرج بلدوين على رأس جيشه حتى وصل عند الضفة الشرقية لنهر سنجه أحد روافد الفرات تجاه معسكر بلك بن بهرام الذي كان قد رفع الحصار عن كركر، وعاد لمواجهة لدوين الثاني ملك بيت المقدس، ودار القتال بين الطرفين في التاسع عشر من شهر صفر سنة"517ه/1123م"، انهزم الصليبيون بالرغم من قلة قوات المسلمين، ولم تقف أهمية الوقعة عند حد انتصار بلك بن بهرام بل تعدته إلى أن بلدوين ملك بيت المقدس قد وقع في أسر بلك في بن بهرام بالإضافة إلى استيلائه على حصن كركر، وحمل بلك أيره الجديد إلى خرتبرت وضمه إلى جوسلين ومن معه من زعماء الصليبيين وفرسانهم.

وهكذا خلت إمارات الصليبيين، الرها، وإنطاكية، ومملكة بيت المقدس من زعمائها الذابين عنها، مما أدى إلى اضطراب وضع الصليبيين في الجزيرة وبلاد الشام ولكن القوى الإسلامية في بلاد الشام لم تستطع وقتذاك أن تهتبل هذه الفرصة والانقضاض على إماراتهم والقضاء على شأفة الصليبيين.

* محاصرة الصليببين لحلب:

أما بلك بن بهرام بن أرتق فإنه بعد أن جمع أسراه في قلعة خرتبرت توجه إلى حران للاستيلاء عليها في ربيع الأول من سنة "517ه/1123م" بهدف التقوي بها، فتم له ذلك وكان بلك بن بهرام يطمع في الاستيلاء على حلب من سليمان بن عبد الجبار عقب استيلائه على حران لأنه كان يدرك أهمية حلب الاستراتيجية، وأنه لن يحقق آية نتيجة حاسمة على الصليبيين ما لم يضم حلب إلى إمارته كي تكون له قاعدة في بلاد الشام يستطيع من خلالها التحرك في ميدان فسيح، وليتفرغ لقتال الصليبيين، لذلك فرض بلك بن بهرام على حلب الحصار حتى اضطر من بها إلى تسليمها إليه في صباح يوم الثلاثاء في غرة جمادي الأولى سنة "517ه/1123م"، إلا أن بلك بن بهرام لم يستطع المضي قدماً في جهاد الصليبيين بالشام حيث وصله نبأ تمكن جوسلين من الفرار من الأسر بمعونة جماعة من الأرمن الذين كان بلك بن بهرام قد أحسن إليهم بخرتبوت، فعاد على وجه السرعة إلى خرتبرت في رجب من نفس السنة "517ه/1123م"، واستطاع إعادة الأمن بها ونقل الأسرى المتبقين فيها إلى حران بعد معاقبة الأرمن الذين كانوا بها، وأما جوسلين صاحب الرها الذي هرب من الأسر فقد استطاع تكوين جيش من صليبي بيت المقدس وأنطاكية، واتجه به صوب حلب وضيق على من بها من المسلمين، ولم يكتف بهذا، بل أقدم على نبش قبور الموتى من المسلمين في البلاد المحيطة بها وظل محاصراً لها حتى شهر رمضان من السنة نفسها "517ه/1123م"، ولما لم يستطع النيل منها عاد إلى تل باشر، على أن حلب لم تسلم من حصار الصليبيين بعد عودة جوسلين إلى تل باشر، بل تعرضت لحصار آخر من صليبي أنطاكية، أدى إلى قطع الصلة بينها وبين غيرها من البلاد الإسلامية في الشام، تلك البلاد التي كانت تزودها بالمؤن.

وجد بلك بن بهرام بن أرتق أنه لا بد من الاستعانة بآقسنقر البرسقي صاحب الموصل وبظهير الدين طغتكين صاحب دمشق لرفع الظلم عن أهل حلب ولإنزال ضربة بالصليبيين يستطيع بعدها بلك بن بهرام العودة إلى حلب وإقرار الأوضاع بها، فوصل إليه سنة "517ه/1123م" كل من صاحب الموصل آقسنقر البرسقي وصاحب دمشق طغتكين على رأس قواتهما يعبر بهم الفرات ونزلوا على عزاز، ولكن الصليبيين الذين كانوا قد تجمعوا بها تمكنوا من طرد المسلمين، فعاد كل منهم إلى بلده، ودخل بلك بن بهرام حلب في سنة "518ه/1124م" وتخلص من بعض المناوئين له وقضى على فوضى قطاع الطرق، وتزوج بإحدى بنات رضوان بن تتش لتوثيق صلته بالسلاجقة، واتخذ من حلب عاصمة له نم بلاد الشام، وقاعدة انطلاق لتوجيه الضربات ضد الصليبيين، ولم يكتف بهذا بل نقل إليها أسراه من حران واعتقلهم في قلعة حلب ويبدو أن ما قام به بلك بن بهرام من نقل أسراه إلى حلب إنما كان من أجل الاطمئنان عليهم من أية محاولة لإنقاذهم أثناء بعده عنهم، والدليل على ذلك أنه حين جهز فرقة عسكرية في صفر من سنة "518ه/1124م" لقتال الصليبيين بعزاز لم يخرج معهم خوفاً من أن يغدر به بعض سكان حلب المعارضين له ويطلقوا سراح أسراه.

* مقتل بلك بن بهرام: لم يمهل الأجل بلك بن بهرام، وبينما كان يحاصر الفرنجة عند قلعة منبج وافته المنية بسهم طائش أصابه فقتله لا يدري من رماه، واضطرب عسكره وتفرقوا، وبمقتله فقد المسلمون فيه رجلاً عظيماً أثبتت أعماله أنه زعيم وقائد حاول جمع كلمة المسلمين في الشام والجزيرة ضد الصليبيين، ويمكن القول أنه بمقتل بلك بن بهرام سنة "518ه/1124ه" انهت مرحلة قيادة الأراتقة لحركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، على الرغم من أن حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي فقد استطاع الاستيلاء على حلب عقب مقتل بلك بن بهرام، إلا أن حلب لم تتمتع في أيامه بأوضاع مستقرة، بل فسدت أحوالها وضعف أمر المسلمين بها، حيث ألهاه الصبا واللعب عن التشمير والجد والنظر في أمور الملك، ولم يقف حسام الدين عند هذا الحد من الخمول وعدم المبالاة بجهاد الصليبيين، بل قبل وساطة أبي العساكر سلطان بن منقذ صاحب شيزر في إطلاق سراح بلدوين ملك بيت المقدس، الذي كان في أسر بلك بن بهرام، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حماس الصليبيين في النيل من المسلمين، وهذا بالطبع كان له أثر كبير في تصدي الصليبيين بصلابة لحركة بعث فكرة الجهاد الإسلامي في المرحلة التالية التي قادها كل من آقسنقر البرسقي صاحب الموصل وظهير الدين صاحب دمشق.

8- جهاد أمير الموصل آقسنقر البرسقي لإنقاذ حلب:

أ- حلب تتصدى للصليبيين:

تعرضت حلب لضغط الصليبيين وهجماتهم مراراً عديدة بدأت مع فجر الغزو الصليبي لبلاد الجزيرة والشام، وكان أبرزها وأخطرها ولا ريب حصار عام "518ه"، وقد أدرك هؤلاء الغزاة الأهمية البالغة لهذه المدينة وما كانت تتمتع به من مركز إستراتيجي حيوي من النواحي البشرية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وخطوط المواصلات، فهي تقع في مركز وسط حصين بين إمارتين صليبيتين، هما: الرها شرقاً في الجزيرة الفراتية، وأنطاكية غرباً على البحر المتوسط في نفس الوقت الذي يمكنها الاتصال بالقوى الإسلامية التركمانية المنتشرة في الجزيرة والفرات والأناضول وشمالي الشام، مما يعد أساساً حيوياً لاستمرار حركة الجهاد وتحقيق أهداف حاسمة ضد الصليبيين، وفي المقابل فإن إسقاط حلب وضمها إلى الكيان الصليبي سوف يؤمن المواصلات بين الرها وإنطاكية، ويجعل إقامة وحدة سياسية وعسكرية بينهما، كانت ستلعب ولا شك دوراً خطيراً لصالح الغزاة.

وإذا أدرك الحلبيون عدم جدوى بقاء حلب على هذه الأوضاع القلقة، وضرورة تسليمها لأمير قوي، لذلك أرسلوا إلى إيلغازي الأرتقي حاكم ديار بكر يطلبون منه القدوم لتسليمها إياه، فتقدم هذا إلى حلب عام "511ه"، وتولى مقاليد الأمور فيها، وفرض سيطرته على المواقع التابعة لها، ولكن انشغال الرجل بأمور ولايته في ديار بكر كان يضطره في كثير من الأحيان إلى الغياب عن حلب وإدارة ظهره لمشاكلها، وكان الصليبيون يستغلون ذلك ويشددون هجماتهم على حلب والمناطق المحيطة بها، حتى إذا توفي الرجل في رمضان عام "516ه" سعى الصليبيون لاستغلال فرصة انقسام إمارته بين أبنائه وانعزال حلب عن القوى المقاتلة في ديار بكر لتحقيق انتصارات سريعة في شمال الشام، ولكن ظهور ابن أخيه بلك ابن بهرام وتوليه قيادة حركة الجهاد ضد الغزاة قطع الطريق على هؤلاء، وأنقذ حلب من خطر محقق، غير أن مقتل بلك بعد سنتين من توليه الحكم وانتقال إمارته إلى ابن عمه حسام الدين تمرتاش الذي تميز بالضعف والانهزامية، فتح الطريق ثانية أمام الصليبيين لكي يشددوا النكير على حلب ويحققوا حلمهم بالسيطرة عليها، ويصف المؤرخ ابن العديم كيف تدهورت الأوضاع في حلب إثر تولي تمرتاش الحكم، ويقول: فأما تمرتاش فإنه لما ملك حلب، ألهاه الصبا واللعب عن التشمير والجد والنظر في أمور الملك، ففسدت الأحوال وضعف أمر المسلمين بذلك، وقد بدأ تمرتاش ولايته بإطلاق سراح بلدوين الثاني ملك بيت المقدس الذي كان بلك قد أسره في إحدى معاركه ضد الغزاة، وذلك لقاء مبلغ تافه من المال، وقد أطلقه تمرتاش من معتقله وأحضره إلى مجلسه؛ فأكلا وتشاربا وخلع عليه تمرتاش قباءً ملكياً وأعيد إليه الحصان الذي كان قد أخذه منه بلك يوم أسره، ولم يلبث تمرتاش بعدها أن انسحب إلى ولايته في ديار بكر لكي يتبع سياسة انعزالية فلا يرمي بسهم ضد الغزاة، وبهذا أتيحت لهؤلاء الفرصة كرة أخرى لتضييق الخناق على حلب والسعي لتحقيق هدفهم الذي عجزا عنه في السنين السابقة، وهكذا شهدت حلب في عام "518ه" حصاراً من أخطر ما تعرضت له في تاريخ الحروب الصليبية الطويل.

ب- خيانة دبيس بن صدقة المزيدي أمير الحلة:

بدأت المحاولة لإسقاط حلب بخيانة تقدم بها أحد الأمراء العرب: دبيس بن صدقة المزيدي أمير الحلة الواقعة جنوبي بغداد، والهارب من وجه الخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية بسبب استفزازه المستمر لهما وتآمره عليهما، قال للصليبيين بأن له أنصاراً في حلب، وأنهم متى رأوه على رؤوس المهاجمين سلموا إليه البلد، ومما قاله للصليبيين: إن أهلها شيعة وهم يميلون إلي لأجل المذهب، فمتى رأوني سلموا البلد إلي، وبذل لهم على مساعدته بذولاً كثيرة، ووعد بلدوين أمير أنطاكية وجوسلين أمير الرها بأنه سيقدم لهما الكثير لقاء مساعهدتهما له، وقال لهما: إنني أكون في حلب نائباً عنكم مطيعاً لكم، وتمكن أخيراً من التوصل مع الصليبيين إلى اتفاق تكون حلب بموجبه له، أما الأموال فتكون لهم، فضلاً عن بعض المواقع القريبة من حلب، وتقدم بلدوين على رأس قواته ونزل على نهر قويق قريباً من حلب ، وأفسد المناطق الزراعية المحيطة به، ثم رحل إلى حلب فنزل عليها في أواخر شعبان" 518ه"، وتقدم جوسلين أمير الرها بصحبة دبيس بن صدقة - وكان دبيس شيعياً كآبانه - صوب ناحية

أخرى من أعمال حلب، وقاما بتدمير مزروعاتها، وقدرت الخسائر بما يقرب من مائة ألف دينار، ومن ثم رحل ونزل مع بلدوين على حلب، واجتمع بهم هناك " خونة" آخرون من أجل تطمين مصالحهم واقتسام الغنائم في حالة سقوط حلب: سلطان شاه بن رضوان السلجوقي، عيسى بن سالم بن مالك العقيلي، ياغي سيان بن عبد الجبار الأرتقي. . وفرضوا جمعياً الحصار على حلب من شتى جهاتها.

ووطنوا أنفسهم على المقام الطويل، وأنهم لا يغادرونها حتى يملكوها، وبنوا البيوت لأجل البرد والحر، فضلاًَ عن ثلاثمائة من الخيام بينما لم يكن في حلب يومها سوى خمسمائة فارس.

صلاح الدين الأيوبي مؤلَّف جديد يضيء شمعة أخرى في الموسوعة التاريخية التي نسعى لإخراجها، وهو امتداد لما سبقه من كتب درست الحروب الصليبية، ويتناول الدكتور/ علي محمد الصلابي في هذا الكتاب صراع المشاريع: المشروع الصليبي، والمشروع الإسلامي، ولخص الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية، والرصيد الخلقي لصلاح الدين وصفاته، وتوسعه في إنشاء المدارس، ومكانة العلماء والفقهاء عنده ، ثم أفرد المؤلف فصلاً كاملاً لمعركة حطين وفتح بيت المقدس، وأسباب الانتصار في تلك المعركة الفاصلة والحاسمة، ثم الحملة الصليبية الثالثة وردة فعل الغرب الأوروبي من تحرير بيت المقدس والتعبئة الشاملة التي حدثت، وأخيراً وفاة صلاح الدين وتأثر الناس بوفاته حتى المؤرخون الأوروبيون أشادوا بعدله وبقوته وتسامحه واعتبروه أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية قاطبة، وستظل سيرته تمد أبناء المسلمين بالعزائم الصلاحية التي تعيد إلى الحياة روعة الأيام الجميلة الماضية وبهاءها.

ونظراً لأهمية هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات تهم القارىء الكريم ونزولاً عند رغبته تعمل أخبار اليوم عن نشره كاملاً في حلقات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد