;

الدواء المغشوش والمزيف كارثة جديدة تهدد عالمنا الثالث فأين المفر؟ 1596

2008-09-13 06:54:51

عبدالباسط الشميري

عادة ما نقرأ أو نسمع عن الدواء المغشوش أو الدواء المهرب أو الدواء منتهي الصلاحية أو المقلد، لكن هل سألنا أنفسنا: كيف يكون الدواء المغشوش أو المهرب؟ ما هي العلامة التي تميزه عن الدواء الأصلي؟ ومن يبيع مثل هذه الأدوية؟ ولماذا يبيعها البعض؟ وهل يعرف أنها تكون قاتلة؟ وما حجم مبيعات الأدوية المغشوشة؟ وهل هناك مصانع تقوم بإنتاج أدوية مزيفة؟ للإجابة على تلك الأسئلة وأسئلة أخرى عديدة تعالوا معنا لنغوص في بعض التقارير الرسمية والتي ليست عبارة عن تخرصات أو كتابات غير موثوقة ، وإنما هي تقارير مؤكدة ودراسات أعِدَّ بعضها في مراكز دراسات عالمية، فعلى سبيل المثال هناك دراسة أميركية حديثة تؤكد أن ظاهرة غش الدواء عالمياً سيصل العام 2010م في حجم مبيعاته إلى "75" مليون دولار أميركي بزيادة قدرها "90%" عن عام 1995م و"75%" عن العام 2007م، هذا وقد قدرت المنظمات الدولية حجم مبيعات الأدوية المزيفة في الأسواق العالمية بما يقارب من "48" مليار دولار من قيمة الدواء في السوق العالمي التي تبلغ "317" مليار دولار حسب آخر إحصائيات أجريت عام 2000م.

كما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن "70%" من الأدوية المغشوشة تضبط في الدول النامية معظمها من مضادات الالتهابات، وأن نسبة هذه الأدوية المغشوشة ترتفع في بعض الدول النامية والفقيرة لتصل من "50%" إلى "60%" من حجم سوق الدواء بها، كما أكدت أيضاً أن "50%" من الأدوية التي تباع عبر شبكة الإنترنت تعتبر مغشوشة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية الدواء مغشوشاً إن لم يكن به المكون الفعال أو كان به مكون خاطئ، أو أن يكون المكون صحيحاً ولكن وجوده بكمية غير صحيحة، كما أن وضع علامة تجارية غير صحيحة أو التلاعب بتاريخ انتهاء صلاحية الدواء يجعله أيضاً مغشوشاً.

وعمليات التقليد والغش في الدواء تتم على عدة مستويات وكما يؤكد أحد الدكاترة أو الخبراء في مجال صناعة الدواء قائلاً: يتم تقليد المستحضر في كل شيء بدءاً من شكل ولون العلبة ورقم التشغيلة وطريقة تغليف الكبسولات أو الأقراص وشكلها ولونها، أما المادة الفعالة التي بها فيتم استبدالها بمواد أخرى مثل الحجر الجيري النشادر وبعض الصبغات والألوان، وأحياناً يتم استخدام مادة فعالة محدودة التأثير، وأحياناً يتم استخدام مواد ضارة بالصحة، وبعض الأحيان يضعون دواء مكان آخر يكون أقل منه في الثمن، ويضيف ذلك المختص: إن هناك مصانع عالمية في الصين والهند تقوم بإنتاج أدوية مزيفة، ويشير إلى أنه يصعب بالفعل التميز بين الدواء الأصلي والمزيف وذلك لدقة ما يُصنع في غش الأدوية، وتؤكد الدراسات أن هؤلاء يستخدمون أمهر أساليب التزييف بدءاً من طباعة ولون العلبة ووصولاً إلى عملية التغليف نفسها، لذلك يصعب التفرقة بين الدواء الأصلي والمزيف، ولا يمكن كشف ذلك إلا بعد تحليل المادة الخام الدوائية التي بداخل كل علبة دواء أو سحب عينات عشوائية من الأدوية المشكوك في سلامتها وهذا ما يجب على الجهات المختصة ويحدث هذا في بلدان عديدة.

وتشير المصادر إلى وجود جهاز ذي قدرة تكنولوجية عالية على كشف تزييف الدواء عن طريق بصمة للدواء تعمل هذه البصمة بنظام يرتبط بالمصنع وبالتشغيلة الدوائية وبالتالي يصعب تزويرها، ومن المتوقع أن يستخدم هذا الجهاز في بريطانيا رغم تكلفته الباهضة التي تصل إلى "50" ألف دولار.

أدوية علاج السرطان

وتشير غالبية التقارير إلى أن الأدوية المستهدفة عادة بالغش هي الأدوية غالية الثمن مثل أدوية السرطان وبعض الأدوية المنشطة للحالة الجنسية وأدوية الكلى والكبد، هذا وتؤكد عدد من المصادر أن ظاهرة تزوير وغش الدواء أصبحت ظاهرة عالمية، بل إنه في بلد واحد كالصين ما يقارب من "1200" مصنع لإنتاج الدواء المزيف ناهيك عن مصانع أخرى تنتج الدواء في سفن عرض البحر، بل ويشاع أن بعض المصانع التي تنتج الأدوية الأصلية في الصين والهند اتجهت إلى إنتاج أدوية مزيفة في الورديات المسائية بهدف تحقيق مكاسب كبيرة لتعويض فترات الكساد لأن تكلفة الدواء المزيف تنخفض إلى "80%" من تكلفة تصنيع الدواء الأصلي الحقيقي هذا عالمياً وبالأرقام الموثقة، ويا ترى كيف نحن في بلادنا في ظل مثل هذا السباق المحموم على صناعة وبيع الدواء الجواب بكل تأكيد سيكون كارثياً في بلادنا، حيث أن كميات كبيرة من الأدوية تدخل عن طريق التهريب وأغلبها إما مزيفاً أو منتهية الصلاحية وربما تكون المشكلة أخطر وأكبر مما نتصور والله المستعان.

* المراجع: هيئة الدواء المصرية - الشبكة العربية للانترنت.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد