شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني Shukri_alzoatree@yahoo.com
اليتيم : هو من مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال أي لم يبلغ رشده .
عزيزي القارئ ادعوك للحظات بالتفكير وبعمق وبأبعاد اجتماعية وأمنية لقصة : طفل يتيم لم يلقى الرعاية ولا التربية الفاضلة ولا التعليم المثمر ولا يلقى يسر الحال من المأكل والمشرب والملبس .. ويواجه القسوة في التعامل معه من قبل آخرين الذي قد يصل إلى إيذاء جسماني من ضربا وحبسا واعتداءا .. فماذا تتوقع من طفل يتيم يكبر ولديه المعاناة والعقد النفسية من ظروف كهذه تربى في أحضانها ...أن يكون بعد وصوله لسن الرشد .. ؟ الإجابة : في الغالب سيكون عنصر غير ذي صلاح ولا يمتلك مصادر دخل لتلبية حاجاته المعيشية الأساسية وغير منتج... وقد يكون عنصر مخرب بأعمال عدائيه وبالاعتداء التي سيضطر إلى القيام بها لتلبية حاجاته المعيشية الأساسية للعيش .. وأيضا الرغبة في الانتقام لنفسه ولطفولته المهدورة الكرامة والرحمة و المهدورة العرض أحيانا .. إذن قد يكون فرد سيعمل على إقلاق الأمن الاجتماعي ويسهم في زيادة تفشي الأمراض الاجتماعية ابتداء بالسرقة والتقطع .. وحتى وصولا إلى الاعتداء والقتل .. وان تكررت هذه النماذج في المجتمع اليمني وبأعداد كبيرة وانتشرت هنا وهناك بمدن يمنية فان ذلك سيؤدى إلى تهديد الأمن العام الداخلي ليس فقط في حي أو منطقة أو على فئة من الناس بل على البلد والمجتمع بأسره وربما يسهم ذلك في فقدان الهدوء والاستقرار الاجتماعي والأمني والضرر بالاقتصاد الوطني الذي سيطول الأغنياء والفقراء .. ما لم يأخذ جميع فئات المجتمع المختلفة بأيدي هذه الفئة (الأيتام ) وكلا بالدور الذي يستطيع تقديمه لاحتضان الأيتام بالرعاية والتربية الفاضلة والتعليم وتوفير لهم الاحتياجات الأساسية من المأكل والمشرب والملبس وتأهيلهم وتدريبهم بالمهن والحرف والتعليم ليكونوا عناصر منتجه للمجتمع وصالحين وليعتمدوا علي أنفسهم بعد بلوغهم سن الرشد ليرتزقوا وبالحلال ومن مهن وحرف استقوها وتعلموها .. ولهذا يجب علي كل فئات المجتمع اليمني أن تسهم للأخذ بأيدي كل يتيم أين ما كان وسوي بجهد فردي أو الاشتراك مع جهود جماعية عبر المؤسسات الخيرية لرعاية الأيتام لإيصال هذه الفئة إلى بر الأمان وليكونوا أفراد صالحين في المجتمع ومنتجين وليجنبوهم الانغماس في وحل الجريمة والاعتداء إن كبروا في ظل ظروف المعاناة والعقد النفسية .. فعلى من لا يملك المال وعلي رجال الدين والعلماء والمثقفين الإسهام بإيجاد وعي ثقافي مجتمعي لأهمية العناية بالأيتام ورعايتهم وبذل الجهود بجانب المؤسسات الخيرية سواء الحكومية أو غير الحكومية (الأهلية) والعناية بمدارس الأيتام ودور تربية الأيتام والجمعيات الخيرية لكفالة الأيتام وإعانتهم .. وذلك لشحذ الهمم وللدعوة والحث علي تقديم العون والدعم لهذه الفئة (الأيتام ) ... وعلي من يملك المال من الأغنياء تقديم العون والمساعدات المالية أو العينية وتقديم الصدقات لهذه الفئة (الأيتام ) سوي بشكل فردي أو عبر المؤسسات الخيرية ليس فقط خلال كل شهر رمضان المبارك وإنما طيلة العام والتذكر بان الله سبحانه وتعالي يحثنا خيرا بهذه الفئة (الأيتام ) ووصى الله بهم خيرا في كثير من آيات القران وبسور متعددة . كما ونهى سبحانه وتعالي عن إغفال الطرف عن اليتيم وإهماله إذ قال عز وجل : ((كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)) (سورة الفجر 17)أيضا نهي الله سبحانه وتعالي معاملة القسوة للأيتام فقال الله تعالي ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر ) (سورة الضحي 9) أيضا نهي الله سبحانه وتعالي ترك رعاية اليتيم فقال الله تعالي ((فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)) (سورة الماعون 2) وفي أحاديث نبوية كثيرة وردت تبشر المحسنين الذين يعتنون بالأيتام ويكفلوهم ببشائر الأجر العظيم والجنة فقد قال رسول الله (صلي الله علية وسلم ) : (( الراحمون يرحمهم الرحمان ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) (أخرجه أبو داود ) . وقال رسول الله (صلي الله علية وسلم) : (( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه , وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه))(أخرجه عن عبد الله بن المبارك) وقال رسول الله (صلي الله علية وسلم)(( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة : وقرن بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام)) (أخرجه أبو داود) وجاء عند القرطبي في تفسيره لسورة الضحي عن ابن عمر أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال : (( أن اليتيم إذا بكي اهتز لبكائه عرش الرحمن فيقول الله تعالي لملائكته : يا ملائكتي من ذا الذي أبكي هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب فيقول الملائكة ربنا أنت اعلم . فيقول الله تعالي لملائكته : ياملائكتي اشهدوا أن من أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة)) وعن انس قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم قال : (( من ضم يتيما فكان في نفقته وكفاءه مؤونته كان له حجابا من النار يوم القيامة )) ... أيضا فان على الجهات والمؤسسات الرسمية الحكومية يقع على عاتقها واجب العطاء الواسع لهذه الفئة (الأيتام ) فمثلا من خلال إعطاء التسهيلات ووضع طوق الحماية والرعاية للمؤسسات الخيرية الاجتماعية التي تكفل الأيتام والدور التي تتخصص في تربيهم وتعلمهم وبان تدعمها بتقديم لها مستلزمات العيش للأيتام التي تقوم بتربيتهم وتقديم لها معدات ووسائل وأدوات العلم والتأهيل والتدريب التي تساعد علي تعليم وتأهيل الأيتام عبر تلك المؤسسات ودور الأيتام وغير ذلك ... فهناك العديد من هذه المؤسسات الخيرية ودور الأيتام تأمل لفته كريمة من الدولة وجهاتها المختصة وعطاءها الواسع .. كما على الحكومة التفاعل مع هذه المؤسسات والدور الخيرية بان تنشئ لهم المشروعات سواء للتنمية البشرية أو المشروعات الاستثمارية التجارية لصالح أيتام كل مؤسسة حتى تجنب تلك المؤسسات والدور الوقوع في التعثرات المالية والتناقص للموارد المالية التي كثيرا ما تتعرض لها وتظل إداراتها يجرون وراء من يسوي من الأغنياء والمقتدرين ماليا .. و وراء من لا يسوى ممن يغلقون أبوابهم أمامها وأمام أعمال الخير وهم كثر في هذا الزمان .