عبدالباسط الشميري
ونحن نتابع المشهد الدولي بكل تفاعلاته تعترينا كعرب حالة من اليأس والإحباط لما نرى عليه الأمة العربية والإسلامية من حالة جمود وسكون غير طبيعي، فدولة كفنزولا تتضامن مع بوليفيا وتقوم بطرد سفير واشنطن في كراكاس وتهدد بقطع إمدادات النفط عن واشنطن وهذه لا تعد حالة غريبة أو استثنائية لكن ما نريد قوله هنا كيف لنا كأمة عربية إسلامية لا تثير ولا تستفز مشاعرنا حالة الأشقاء في فلسطين الذين لا يجدون شربة ماء ولا حبة دواء ولا قطعة الخبز في وقت نحن اقدر ما نكون على نصرتهم.. شيء لا يصدق بالفعل بالأمس وأنا أتحدث مع أحد الزملاء يعمل في مجال السياحة مترجم قال - والكلام له - كنت في حديث جانبي مع أحد السياح الأوروبيين قدم إلى بلادنا فسألني أنتم كعرب من في تونس والمغرب ومصر واليمن وسوريا وفلسطين ومصر ووالخ، تتكلمون بلغة واحدة أم لكم لغات متعددة قلت له بل نتكلم بلغة واحدة وندين بدين واحد وقوميتنا واحدة وهويتنا واحدة، ولم أكمل حديثي معه حتى أمسك الرجل بشعر رأسه مذهولاً غير مصدق ما يسمع إلى آخر القصة ولماذا انتم هكذا إذن؟ ومغزى سؤاله لماذا انتم متفرقون؟ وما يهمنا هنا كيف يطيب لنا كمسلمين المأكل والمشرب وإخوان لنا يموتون جوعاً؟
كيف لنا أن نصوم ونصلي ونحن في أحسن حال وإخواننا في غزة لا يجدون حبة الدواء؟
حقيقة لسنا بصدد المزايدة على هذا البلد أو ذلك فالكل مسؤول وسيحاسب سواء كان في المغرب أو في اليمن أو في الشام أو في مصر أو أو الخ.....
لهذا نقول إن أملنا كبير في أمتنا العربية شعوباً ومنظمات لا فرق حسب اعتقادي بين من يسكن القاهرة أو صنعاء أو من يقطن عمان أو نواكشوط أو من كان أبعد أو أقرب الكل سواسية الكل نرتجي ونطلب دعمهم بحق العروبة والإسلام بحق الأخوة والقومية، نحن ندعو أحبتنا في المغرب العربي وفي الخليج وفي الشام وفي أفريقيا وآسيا إلى أن يراجعوا حساباتهم فيما يخص المسجد الأقصى كأقل تقدير الأقصى الذي باركنا حوله.. ماذا سنقول لرب العالمين عند ما يسألنا ماذا فعلتم للمسجد الأقصى؟
ماذا سنجيب عندما يسألنا ماذا قدمتم لإخوانكم في غزة؟
ماذا فعلتم لمن يتضور جوعاً؟ ماذا قدمتم لمن يموتون جوعاً في غزة؟ ثم هل يعقل أن يهب الغريب والبعيد لنصرتهم ونحن متخاذلون؟ هل يعقل وفي أية ديانة أو شرع سماوي أو وضعي قد حدث مثل هذا الحصار الظالم الذي نرى؟ كيف ننتظر غروب الشمس لنسمع أذان المغرب لنفطر و لا نتذكر من لا يجد حبة التمر ولا يجد لقمة العيش لا في المغرب ولا في الفجر ولا في الظهر ولا في العصر ولا ولا هل فكرنا في إخواننا في غزة؟ في هذا الشهر الفضيل على أقل تقدير إنهم يواجهون الموت جوعا وعطشاً؟ بل هناك من يموت لأنه لم يجد حبة الدواء وآخر يموت لأنه فقد المأوى ورابع تقتله رصاصات الأعداء وخامس وسادس وسابع ولا رحمة ولا شفقة ثم ما معنى الصيام والقيام ونحن لا نعير إخواننا أي اعتبار؟ وهل ننتظر أن تأتي قوافل الغرب والشرق لنجدتهم ونحن نجلس القر فصاء؟ يا للعار!
لقد أصيب السائح الغربي بالذهول بعد أن علم أننا ندين بديانة واحدة ولغتنا واحدة وهويتنا واحدة من المحيط إلى الخليج ونحن متفرقون وإلى هذا الحد، وحقيقة كنت قد ترددت أن أورد مثل هذه العبارة التي أزعم أنها تنطبق علينا في هذه المرحلة وإن كنت أو ردها وغصة في النفس والعبارة لأحدهم لا أتذكر اسمه يقول "الحرية تزهو بألف وجه من الجمال الفتان لا يعرفها العبيد مهما كانوا بحياتهم قانعين" لهذا نقول لإخواننا في غزة أصمدوا أيها الأحرار فالحرية فعلاً لا يعرفها العبيد على الإطلاق حتى لو كانوا بحياتهم قانعين!! والله من وراء القصد