المؤلف/ علي محمد الصلابي
5- موقف الفقيه موسى الأرمني في فتح الرها وماذا جرى في صقلية:
موقف الفقيه موسى الأرمني في فتح الرها:
كان للفقيه المؤذن موسى الأرمني المدرس بإحدى مدارس الموصل موقف مشكور في فتح الرها، حيث استخدم أسلوب الحرب النفسية في حملة عماد الدين زنكي على الرها عام "539ه/1145م" فقد نزل الفقيه محاصراً ومقاتلاً، فخطرت بذهنه فكرة ذكية أثناء حصار عماد الدين للرها، فقد نزل السوق، واشترى ملابس الأرمن، لكي يدخل بها إلى المدينة حتى لا يعرفه الصليبيون، ويشكون في أمره فقال: فنزلت السوق ، واشتريت لباساًَ من لباس الأرمن، وتزينت في زيهم ووصلت إلى البلد لأنظره وأكشف حاله، فجئت إلى الجامع فدخلت ورأيت المنارة فقلت في نفسي: أصعد إلبى المنارة، وأؤذن حتى يجري ما جرى، فصعدت وناديت : الله أكبر الله أكبر، وأذنت، والكفار على الأسوار، فوقعة الصياح في البلد أن المسلمين قد هجموا على البلد من الجهة الأخرى ، فترك الكفار القتال ونزلوا على السور، فصعد المسلمون وهاجموا المدينة.
ملك جزيرة صقلية:
كان ملك جزيرة صقلية من الفرنج لما فتحت الرَّها، وكان بها بعض الصالحين من المغاربة المسلمين، وكان يُحضره ويكر ويرجع إلى قوله ، ويقدَّمه على من عنده من الرهبان والقسيسين، فلما كان الوقت الذي فتحت فيه الرَّها سير هذا الملك الإفرنج جيشاً في البحر إلى أفريقية فنهبوا وأغاروا وأسروا، وجاءت الأخبار إل الملك وهو جالس وعنده هذاالعالم المغربي، وقد نعس وهو شبيه النائم فأيقظه الملك وقال: يافقيه، قد فعل أصحابنا المسلمين كيت وكيت، أين كان محمد عن نصرهم؟ فقال له: كان قد حضر فتح الرها - أي أتباع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" - فتضاحك من عنده من الفرنج ، فقال لهم الملك : لا تضحكوا ،فوالله ما قال عن غير علم، واشتد هذا على الملك، فلم يمض غيرُ قليل حتى أتاهم الخبر بفتحها عل المسلمين، فأنساهم شدة هذا الوهن رخاءَ ذلك الخبر، لعلوّ منزلة الرّها عند النَّصرانية.
رؤيا للشهيد بعد قتله:
ويحكى أن رجلاً من الصالحين قال: رأيت الشهيد بعد قتله في المنام في أحسن حال، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بفتح الرها.
مؤامرة فاشلة من سكان الرها:
مالبث سكان الرها من الأرمن أن دبروا - في العام التالي - مؤامرة استهدفت الفتك بالمسلمين وإعادتة المدينة إلى السيطرة الصليبية بعد القيام باستدعاء جوسلين، إلا أن زنكي سرعان ما تمكن من كشف هذه المحاورة الخطيرة، والقبض على مُدبريها وإعدامهم، ثم أعقب ذللك بنفي عدد من الأرمن كيلا يُتاح لهم مرة أخرى أن يسعوا إلى طعن المسلمين من الخف، وتسليم أهم مواقعهم لقمة سائغة للغزاة الصليبيين.
6- نتائج فتح الرها:
حقق عماد الدين زنكي بفتح الرها أهم إنجازته التي قام بها ضد الصليبيين طوال مدة حكمه، وكانت لهاذ النصر نتائج هامة في العالمين الإسلامي والنصراني ومن أهم تلك النتائج على الإجمال:
أ - تأكد للمسلمين أن حركة الجهاد الإسلامية وصلت سن الرشد وتجاوزت المراهقة السياسية والعسكرية، دون أن يكون ذلك إجحاف إنجازات القادة السابقين على زنكي سيما مودود - وإذ كانت أولى الإمارات الصليبية تهاوت تحت أيديهم، فإنها البداية، واليوم إسقاط الرها وغداً إسقاط باقي الكيان الغازي الدخيل، وهذا ما حدث فعلاً، ومن الآن فصاعداً لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، بل التقدم إلى الأمام بك ثقة، وإباء، وإنجاز.
ب - تأكد منطق التاريخ من أن مثل تلك الكيانات الصليبية غير الشرعية لفن تستمر على الأرض المسلمة، لأن أبناء المنطقة أصحاب الهوية الدينية الموحدة لن يقبلوا بذلك الوضع السياسي والعسكري الدخيل، وبالتالي عاد التجانس لمنطقة شما العراق، ولم تعد الرها تمثل دور الفصل والكيان الصليبي الحاجز المانع من الاتصال بين كل من سلاجقة آسيا الصغرى، وسلاجقة العراق، وكذلك بلاد فارس.
ج- زاد الضغط على النطاق الصليبي الذي اتخذ شكلاً طولياًي من أنطاكية في الشمال إلى إيلات " الرشراش" جنوباً ومن نهر الأردن شرقاً إلى الساحل الشامي - باستثناء عسقلان، إذ أن صور سقطت بالفعل عام "1124م/518ه" بما اشتمله من إمارة طرابلس، ومملكة بيت المقدس الصليبية، فالمؤكد أن رأس الحربة الصليبية في الرها سقطت إلى غير رجعة،والآن أصبح ذراعها قائماً في باقي الكيان الصليبي، ولذلك ازداد الضغط العسكري عليه من قبل القوى الإسلامية التي سيطرت على الظهيري الشامي الموازي للساحل والظهير، واعتمد الأول على الدعم الخارجي الأوروبي في الأساس، واعتمد الثاني على إماكاناته المحلية الوافرة التي تزايد شأنها مع ظهور قادة الوحد بين المسلمين.
د- أدى إسقاط الرها بمثل هذه الصورة إلى تحرك الحلف الدفاعي الاستراتيجي القائم بين الكيان الصليب في الشرق، والرحم الأم في الغرب الأوروبي، فلم يكن ذلك الغرب ليسمح لامتداده السياسي والتاريخي في الشرق أن ينهار قطعة قطعة، بل لا بد من التدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وإجهاز فعاليات إمارة الموصل، ومن ثم كان قيام حرب صليبية"1147 - 1149/ 542ه/ 544ه" والتي اشتهرت بالحرب الصليبية الثانية، وهي من النتائج المباشرة لإسقاط الرها ،وهو أمر يوضح لنا بجلاء كيف أن قادة الجهاد الإسلامية حاربوا قوى عالمية، ولم تكن مجرد قوى محلية محدودة التأثير والفعالية، وأنهم بالفعل كانوا جزءاً من صراع قاري أو عالمي على نحو يجعل لهم مكانة بارزة في تاريخ المسلمين - عامة - في عهد الحروب الصليبية.
ه- ومن النتائج العديدة التي نتجت عن ذلك الإنجاز، ارتفاع شأن عماد الدين إلى حد بعيد، فبعد أن كان مجرد حاكم محلي محدود النطاق والفعالية، تردد أسمه سريعاً في الحوليات اللاتينية والسريانية ليعكس أنه أحدث تأثيراً كبيراً في مجرى أحداث الشرق اللاتيني، وبصورة غير مسبوقة، أما بالنسبة للمسلمين، فقد احتل مكانة بارزة، فقد عزّز فتح الرها مركز عماد الدين تجاه السلطان السلجوقي مسعود والخليفة العباسي المقتفي لأمر الله الذي أنعم عليه بعدد كبير من الألقاب التي جازها عن جدارة، كالأمير المظفر، ركن الإسلام، عمدة السلاطين، زعيم جيوش المسلمين، ملك الأمراء أمير العراقين والشام وجعل هذا النصر عماد الدين زنكي المدافع الأول عن الدين والمجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله، ودارت في المحاقل الإسلامية أحاديث تَمَخورت حول شخصه، تصور لنا مدى التقدير والإعجاب اللذين نالهما إثر تحقيقه هذا النصر الكبير، ومهد هذا الفتح الطريق أمام عماد الدين زنكي لاستكمال فتح الحصون المجاورة، وفرض سيطرته التامة على أملاك أعدائه في المنطقة، وأدى فتح الرها دوراً كبيراً في إنقاذ إمارة عماد الدين زنكي من خطر استمرار الغزات الصليبية عليها، فأصبح أهلها بعد الخوف آمنين، وهذا إن شاء الله من عاجل بشرى المؤمن.
7- رأي المستشرق جون لامونت في عماد الدين:
يعد المستشرق جون لامونت من أبرز المؤرخين الأمريكيين خلال النصف الأول من القرن الماضي، وتعددت مؤلفاته في مجال الصليبيات، ولا سيما دراسته الوافيه عن الملكية الإقطاعية في مملكة بيت المقدس، غير أن له دراسة أخرى عنوانها الحرب الصليبية والجهاد ضمن كتاب التراث الإسلامي الذي نشره نبيه فارس، وفي هذه الدراسة اتجه لامونت إلى تفنيده فكرة الجهاد عند المسلمين حينذاك، وتصور تحرك قادة الجهاد الإسلامي حينذاك على أنه من خلال الدوافع السياسية والاقتصادية فقط، وذكر بأن عماد الدين زنكي لا يعتبر بأي حال من الأحوال بطل الجهاد، فإن عماد الدين وإن كان يطمع في استراجاع الرها مُنذ وقت طويل كما يقول كما الدين بن العديم، لم يقم بهذا العمل بوضوح غلا متأخراً، وإلا بعد حثه على ذلك أمير حران جمال الدين أبو المعالي فضل الله بن ماهان الذي بين له سهولة احتلال المدينة، ويستمر في تصوره قائلاً: الظاهر أنه هو نفسه كان يعتبر احتلال الرها خروجاً عن سياسته وعملاً قام به بناء على تحريض الأخرين وذكر أيضاً: أ، استيلاء زنكي على حماه، وحلب وحروبه ضد الأرتقيين أعظم أهمية عنده من حرب النصارى، وما كان ليكره التحالف مع اللاتين إذا رأى في ذلك مصلحته.
ومن الممكن تفنيد تلك الآراء على النحو التالي:
- كان اتجاه عماد الدين زنكي لمهاجمة الرها متأخراً وذلك أمر لا يقلل البتة من دوره الجهادي، خاصة أنه كان يرى أن يستهلك طاقات تلك الإمارة الصليبية في صراعاته وحروبه معها ضد حصونها ومعاقلها، ثم يتجه بعد ذلك إلى مهاجمة الإمارة نفسها بعد أن يتمكن من سبر غور دفاعاتها، ومعرفة نقاط الضعف فيها، وكذلك نقاط القوة، ومن ناحية أخرى من الطبيعي تصور أن نصيحة أمير حران لزنكي بإسقاط الرها لم تكن لتغير من الموقف شيئاً إذا لم يكن زنكي قد خطط مسبقاً لذلك، بل أغلب الظن أن سقوط تلك الإمارة من الصعب تصور حدوثه على النحو الذي يصوره لامونت، بل إنها في الأغلب كانت من مخططات الزنكيين مُنذ أمد بعيد، أما تعليل عدم تبكير بالاستيلاء عليها، فذلك مرجعه إلى عدم رغبته في إجهاض قوته الحربية في صدام مبكر مع الصليبيين غير مضمون النتائج خلال مرحلة حكمه المبكرة، ولذا فمن الممكن اعتبار توقيت الاستيلاء على الرها - على نحو ما فصلته المصادر اللاتينية والسريانية، والعربية يعتبر بحق من أبرز دلائل حنكة زنكي السياسية.
- يبدو أن ادعهاء لامونت إسقاطب الرها كان بعيداً عن سياسة عماد الدين زنكي هو أكبر الادعاءات التي لاتجد سنداً تاريخياً يدعمها، فمن المعروف أن زنكي كان مشتركاً في جيش مودود، وبنص عبارة ابن الأثير: شهد معه حروبه، ولا ريب في أنه أدرك أهمية إسقالط الرها، بل إن ذلك الحلم ترسب في ذهنه مُنذ زمن بعيد، والمتصور أنه أراد النجاح فيما أخفق فيه مودود من قبل، وقد اعتقد أن إسقاطها أمر ضروري على اعتبار أنها الهدف الصليبي الأقرب إلى الموصل، كما أن تحيق مثل ذلك الهدف من شأنه تيسير اتصاله بشمال الشام، وخاصة من خلال رؤيته التوحيدية الثاقبة.
- إن افتراض جون لا مونت بأن زنكي كان يمكن أن يتحالف مع اللاتين من أجل مصلحته السياسية، افتراض يدعم حنكة عماد الدين السياسية، فقد لجأ إلى عقد الاتفاقيات مع الصليبيين أحياناً من أجل التقاط الأنفاس، وعدم الوقوع في أتون جبهتين: جبهة الشرق بصراعه مع قواه السياسية، وجبهة الصراع مع الصليبييين، ثم إنه أراد أن يبعث الظمأنينة في نفوس الأ*يرين من خلال مثل تلك الاتفاقات، في حين كان يبطن النية للإجهاز على الرها، ولذا جاءت عمليات الحصار من جانبه نحوها أمراً مفاجئاً لأهلها.
- أما القول بأن زنكي لم يكن هدفه الوحيد إسقاط الرها، بل أنه كان سعى أيضاً إلى بناء دولته على حساب جيرانه، سواء المسلمين أو الصليبييين، فينبغي ملاحظة أن كافة القيادات الإسلامية التي ظهرت خلال عصر الحروب الصليبية على امتداد القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين/ السادس والسابع الهجريين،وساهمت في قضية الجهاد، كان لديها طابع ما من الطموح السياسي، وكانت تسعى بالفعل إى توطيد أركان دولها على حساب القوى السياسية المجاورة لها، غير أن العبرة هنا بأن الطموح السياسي- كما أشرت من قبل - يتم تفجيره في قضية الأمة بأسرها وفي الجهاد، لأ، مثل تلك القيادات كان من الممكن أ، ترضى العيش في ذلة وانكسار مع الصليبيين ولا تتوسع على حسابهم تجنباً لإثارة المشكلات السياسية معهم ولسقوط القتلى والجرحى، بل وتعرض مناطق نفوذها الأصلية لاعتداءات الغزاة.
غير أنها رفضت ذلك وقبلت التحدي الصليبي، وأظهرت قدرتها على تغيير الجغرافية السياسية للمنطقة من خلال تبنيها لمشاريع الجهاد.
- من المهم أن تعرف أنه لا يخفى على دارسي تاريخ العلاقات الإسلامية من القوى المسيحية في مرحلة الحروب الصليبية، كيف أن قطاعاً من المستشرقين حرص على سلب المسلمين إنجازاتهم، وشككوا في المراحل الناصعة من تاريخهم، كما أن هناك ثأراً ملازماً ذلك القطاع منهم لا سيما مع فكرة الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام، ولذلك حرصوا الحرص أجمعه على إنكارها، والتشكيك فيها، والإساءة إلى كافة التجارب الجهادية الماضية للمسلمين حتى لا يتبنوها في الحاضر والمستقبل، وهكذا من الممكن التقرير - بموضوعية ودون اعتساف في الأحكام - أن عصر الحروب الصليبية شهد نقله نوعية في تطوير فكرة الجهاد في الإسلام، حيث أن الجهاد هذه المرة ضد عدو استقر على الأرض الإسلامية، بعد ضعف المسلمين من جراء صراعاتهم مع بعضهم البعض، فإذا ما أدركنا أن هويتهم الدينية كان في خطر أمام مشاريع التنصير التي علقت عليها البابوية آمالاً كباراً، أدركنا كم كانت فكرة الجهاد فكرة محورية في عصر الحروب الصليبية، إن المراجع الغربية حاولت تشويه صورة هذا المجاهد الكبير قديماً وحديثاً، ومن أشهر الكتب المعاصرة: كتاب " الحرب المقدسة، الحملات الصليبية وأثرها على العالم اليوم" قالت صاحبة الكتاب كارين ارمسترونغ عن عماد الدين زنكي : لم يكن هذا بأي حال قدوة تحتذى، بل كان سكيراً عربيداً قلما يفيق من سكره، كما كان قاسياً بطاشاً مثل معظم رجال الحرب في عصره، وسيرة الرجل تكذب ما يقولون ووصفه مؤرخونا بالشهيد وهو وسام عالي الرتبة والمقام لا يعطى إلا لمن هو أهلاً لهذا الوصف الكبير، فقد قالوا في سيرته من أحسن سير الملوك وأكثرها حزماً للأمور وكانت رعيته في أمن شامل يعجز القوي عن التعدي على الضعيف، وكان معظماً للشريعة ومقيماً لحدودها في دولته، وقد كلف بذلك القضاة.
إن من أهداف بعض المستشرقين:
* تشويه رموز الجهاد لكي تبقى أجيالنا بدون قدوات تقوي العزائم وتنهض بالهمم.
* إضعاف روح الفداء والتضحية والشهادة والجهاد في الأمة حتى يستطيعوا سوقها كالبهائم.
* محاولة فصل الأمة عن تاريخها بالأكاذيب والتشوية حتى لا ترجع إلى تاريخها الحافل فتستخرج منه الدروس والعبر.
* كانت كتابتهم تنبثق من روح صليبية حاقدة على الأبطال الذين ساهموا في إفشال المشروع الصليبي ولذلك حاول المستشرقين تشويه صورة عماد الدين زنكي.
* إن سيرة عماد الدين ومن حوله من أعوانه المخلصين كالقاضي الشهرزوري تقطع بدون شك بكذب أولئك المستشرقين الذين حاولوا طمس الحقائق وإلصاق التهم الباطلة بذلك الرجل العظيم، فتجربته الجهادية تستحق الدراسة والتحليل العميق مع ربط ما وصلنا إليه من دروس وعبر بواقعنا المعاصر، لكي نستفيد منها في السعي الجاد لنهضة الأمة.
صلاح الدين الأيوبي مؤلَّف جديد يضيء شمعة أخرى في الموسوعة التاريخية التي نسعى لإخراجها، وهو امتداد لما سبقه من كتب درست الحروب الصليبية، ويتناول الدكتور/ علي محمد الصلابي في هذا الكتاب صراع المشاريع: المشروع الصليبي، والمشروع الإسلامي، ولخص الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية، والرصيد الخلقي لصلاح الدين وصفاته، وتوسعه في إنشاء المدارس، ومكانة العلماء والفقهاء عنده ، ثم أفرد المؤلف فصلاً كاملاً لمعركة حطين وفتح بيت المقدس، وأسباب الانتصار في تلك المعركة الفاصلة والحاسمة، ثم الحملة الصليبية الثالثة وردة فعل الغرب الأوروبي من تحرير بيت المقدس والتعبئة الشاملة التي حدثت، وأخيراً وفاة صلاح الدين وتأثر الناس بوفاته حتى المؤرخون الأوروبيون أشادوا بعدله وبقوته وتسامحه واعتبروه أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية قاطبة، وستظل سيرته تمد أبناء المسلمين بالعزائم الصلاحية التي تعيد إلى الحياة روعة الأيام الجميلة الماضية وبهاءها.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات تهم القارىء الكريم ونزولاً عند رغبته تعمل أخبار اليوم عن نشره كاملاً في حلقات.