محمد أمين الداهية
من منا لا يحب أن يستمتع بحياته؟ من منا لا يتمنى أن تكون هناك حفرة تدفن فيها الأحزان والآلام دون رجعة؟ من منا لا يأمل في اليوم الذي يكون فيه شخصاً نافعاً يحقق هدفه ويخدم من يتمنى أن يخدمهم ويحقق ويوجد لهم ما يحتاجون إليه، أجل إنها الإنسانية والأخلاق النبيلة التي تجعل صاحبها يشعر بالآخرين، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، إن الحياة بطبيعتها لا تخلو من الهموم والأحزان والآلام، وأيضاً النكسات التي تكون بمحض الإرادة يوجهها أعداء النجاح للشخص الذي سيكون نجاحه أمراً صعباً عليهم استيعابه أو التعامل معه؛ لأن مثل هؤلاء أعداء النجاح والتفوق نشأوا في أحضان الفشل وترعرعوا في ضل رعاية سيئة أكسبتهم الكثير من الصفات أو الطباع السيئة والتي أصبحت تشكل شخصيتهم من معاملته مع الآخرين، ولكن حتى وإن وجدت مثل هذه العوائق فإنها لا تزيد الشخص الذي يسعى إلى النجاح إلا تمسكاً بمبدئه وإصراراً على تحقيق هدفه، وهذه العوائق تجعل لديه رغبة جامحة في تحديها والتفوق عليها، ورغم كل التحديات والصعاب إلا أن الإنسان المتفائل والواثق بنفسه وقدراته يحاول جاهداً أن يجعل لنفسه وقتاً للاستمتاع بحياته وبالطريقة التي تناسبه وتزيح عنه بعض الأرق والإرهاق نتيجة وجهده وعمله الدءوب فيما يحقق له نجاحه وتفوقه، وكما يوجد الخير والخيرين يوجد الشر والأشرار، والأشرار هم الناس السيئون الذين يزعجهم ويؤجج قلوبهم وجود جيل متعلم راقٍ يخدم وطنه ومجتمعه، وأكثر ما يزعج هؤلاء الأشرار أن يكون الشخص الناجح والمتفوق من طبقة اجتماعية بسيطة وبفضل جهوده ومثابرته استطاع أن يصل إلى مكان أو منصب ينافس فيه الكثير من الأميين أو شبه المتعلمين الذين حالفهم الحظ وساعدتهم الظروف ليكونوا في يوم من الأيام من أصحاب المناصب العليا والأموال ورجال الأعمال، هذا هو حكم الله وإرادته ولا اعتراض على إرادته، ولكن ما يدعو للتأمل لماذا يحارب بعض المتفوقين حرباً ضروساً من قبل أعداء النجاح والتفوق؟ ما ذنب هؤلاء المتفوقين؟ أو ما هي الجريمة التي يرتكبونها حتى تصادفهم مثل هذه العوائق والتي تقف حائلاً بين طموحهم وما يسعون لتحقيقه؟ لماذا يوجد مثل هؤلاء المغرورين من أعداء النجاح الذين دائماً يحاولون احتكار المصلحة العامة وتوظيفها لخدمتهم ومن يريدون؟ أليست تلك الاختلاسات وذلك الهبر الذي كشفت عنه هيئة مكافحة الفساد دليلاً على وجود من يشكلون عائقاً أمام المتفوقين والمبرزين في عملهم حيث كانوا هم الأجدر بشغل تلك المناصب التي شغلتها أيدٍ عابثة، واستنزفت تلك الميزانيات والأرقام الضخمة لتصبح فجأة من أصحاب الأموال ورجال الأعمال والموظف الشريف والأجدر يعاني سطوتهم وجبروتهم الظالم، بارك الله في هيئة مكافحة الفساد وأعانها على تحمل المسؤولية التي ألقيت على عاتقها.<