علي منصور مقراط
ثمة من المعاناة والمتاعب يواجهها كثير من المواطنين خلال هذا الشهر الكريم منذ دخوله جراء تعثر بعض الخدمات الأساسية العامة وأبرزها أو أشدها مرارة انقطاعات إمدادات المياه إلى منازل المواطنين ولأيام طويلة والأفظع على المدن الرئيسية ومثلها أيضاً الكهرباء، ولو أنها أقل وطأة من المياه، وزاد مشكلات المواطنين جراء تغيب أكثر المسؤولين بالمحافظات عن مكاتب عملهم في رمضان مما يزيدهم إحباطاً بترددهم على تلك المكاتب لإنجاز أعمالهم لكنهم يصطدمون بغياب المسؤول الأول أي المدير العام واللافت أنه وإلى الآن معظم المدارس مغلقة رغم أن العام الدراسي كما هو مقرر قد بدأ قبل أسابيع لكن تزامنه في رمضان أدى إلى توقف التعليم تماماً.
* الحاصل أنني دعوت في الرابع عشر من رمضان لحضور الفعالية الرمضانية التي نظمها منتدى الوحدة اليمنية الثقافي والاجتماعي م/أبين، وفي الأمسية التي حضرها المحافظ م. أحمد الميسري والتي تميز فيها رئيس المنتدى الأستاذ/ محمد الحاج سالم عندما اختار المشاركين من خيرة رجالات الدين وأساتذة الجامعة وصفوة المثقفين والنخب السياسية الواعية، وفي تلك الأمسية اندهشت وأنا استمع إلى الحاضرين وهم يطرقون قضايا وهموم من صميم الواقع المعاش ومنها أزمة المياه في العديد من أحياء زنجبار عاصمة المحافظة وكذا المدينة الكبرى جعار، وتألق بالطرح المحاضر الجامعي ورجل الدين المتزن الشيخ/ علي عبدالله الضمري بجرأته وهو يخوض الحديث عن الكارثة التي حلت بالتعليم والغش وكذا جبابرة الفساد والوضع الأمني وقضايا كثر شد إليها العزيز الضميري في حديثه الحاضرين بما فيهم المحافظ الميسري بحسن إيصال القضايا باختزال ولغة رفيعة وكان بحق نجم الأمسية وضمير الناس الذي حمل همهم إلى المسؤول الأول بالمحافظة بشفافية وشجاعة ووضوح.
* إن هذه الأيام المباركة كان الأرجح بالمسؤولين أن تهتز مشاعرهم وعاطفتهم ورحمتهم تجاه ناسهم والعفو، فهناك أكثر من مسؤول يزداد شراهة للفساد في رمضان ويكثر في الترف والمائدة ولا يتأثر ضميره بالعطف على المساكين والفقراء حتى من جيرانه أو موظفيه أو أصدقاءه وزملاءه، لكن نقول: البعض والناس أجناس وفي هذه اللحظات التي اكتب فيها هذه التناولة كان صوت الأخ/ خالد الشامي بالمقيل يجلجل بالقول: جاء رمضان هذا العام العذاب متزامناً مع العام الدراسي وزاد عيد الفطر وهكذا يحمل المواطن هذا العام الأليم ولا يدري ماذا يفعل، لكن في الأخير الله مع عباده ومعين لهم.
* الراجح أننا لا نصور الأحوال كلها معاناة وإحباط والأجواء ملبدة بالغيوم، فهناك مؤسسات وجمعيات تقف بإنسانية ورحمة مع كل محتاج وفقير ومنها مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية التي يحاول القائمون عليها إيصال معوناتهم من المواد الغذائية ووجبات إفطار الصائم والحقائب المدرسية للمستحقين إلى أقاصي المناطق والمدن اليمنية، ولمست ذلك المشهد في أبين وعدن وغيرها.
* وقبل الختام من المسك أوجه كل التحية للمحافظ م. أحمد الميسري الذي نشاهده يقترب كل يوم من معاناة الناس وأوجاعهم ولا يكابر وهو يقول بشجاعة عن الأوضاع المعقدة التي تمر بها أبين ويجدد التفاؤل والأمل على عزيمة الإصلاحات وحركة التغيير والتجديد ورغم التراكمات والحوادث التي يتفاجأ بها بين الحين والآخر منذ مجيئه إلا أننا نكبر فيه معنويته العالية وعدم التفاته إلى الإنذارات والرسائل المشفرة وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وعلى كل الشرفاء المخلصين من أبناء هذه المحافظة البطلة التعاون مع الرجل الذي لا يحمل ل أبين أرضاً وإنساناً إلا قلبه الأبيض وصفحة ماضيه المشرقة والتفكير للنهوض بأوضاعها إلى مستوى الطموحات والله المستعان.
