بلال محمد ناصر الكبودي
رمضان يعيد علاقة المسلم بخالقه من خلال التواصل في الدعاء والرجاء لله أن يقبل صومه ويعينه على حسن الأداء، هذا يوضح أهمية الدعاء في حياة المسلم حيث يكشف عن مدى ثقة العبد بخالقه مع الأخذ بالأسباب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدعو الله يغضب عليه" وللدعاء في رمضان مذاق خاص، حيث يشعر الصائم أن رجاءه مقبول عند الله تعالى: "إن الدعاء سلاح المؤمن يواجه به صعوبات حياته ويطلب العون من خالقه، وكان انتصار المسلمين في بدر بالدعاء مع الأخذ بالأسباب، حيث يذكر المؤرخون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو ربه قائلاً: "اللهم انصرنا عليهم، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض"، وكذلك في فتح مكة كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم: "اللهم خذ العيون والأسماع عنا"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته الجامعة بآخر يوم من شعبان قال في نهايتها عن رمضان: "استكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم وخصلتنا لا غنى لكم عنهما، فالخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، واللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار"، فالقضاء لا يرده إلا الدعاء إلا أن هناك للدعاء أصولاً يجب أن يلتزم بها الداعي بحيث لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم، وأن يتخير أوقات الدعاء وهي أوقات يستجيب الله فيها دعوة الداعي كوقت نزول المطر، والثلث الأخير من الليل حيث ينزل الله إلى سماء الدنيا ويقول: "هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ وهكذا حتى مطلع الفجر"، وكذلك يستجيب الله لدعاء الصائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للصائم دعوة لا ترد"، وكذلك ضرورة إدراك الغاية من العبادات ومنها الدعاء قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، فقد أطلق سبحانه على الدعاء لفظ العبادة، وعلى المسلم تلمس الدعاء يوم عرفة وليلة القدر وسائر أيام حياته باعتبار تلك الأيام أيام نفحات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها"، ومن آداب الدعاء التي يجب مراعاتها ألا تستعجل بحيث يقول المسلم: دعوت ولم يستجب لي، فالله يستجيب دعاء العبد لا محالة، فإما أن يعجل له في الدنيا، أو يدخره إلى يوم القيامة، أو يصرف عنه من السوء مثله.