;

بالصحة والتعليم تتحقق نهضة شاملة وفي كل الاتجاهات! 1396

2008-09-20 04:11:44

عبدالباسط الشميري

نكتب ونكتب ونكتب عن قضايا عدة هي بكل تأكيد مهمة لكننا سرعان ما نعود فنكتب عن الجرح أو الألم الحقيقي المعيق لنا جميعاً على وجه المعمورة، إلا وهو الاقتصاد لغة العصر والقوة الوحيدة العظمى أو المحركة والدافعة للانطلاق صوب المستقبل ولا غير، لكن ونحن في خضم تناولاتنا لمثل هذه القضية الشائكة في عالمنا العربي كبيئة طاردة للاستثمار وللتنمية البشرية بكل تخريجاتها هذا وحتى لو كنا قد نجحنا وإلى حد ما في تصدير مئات بل آلاف من الكوادر المؤهلة القادرة على صناعة الاستثمار وقيادة مؤسسات عملاقة في مجال التنمية سواء الاقتصادية أو التعليمية أو غير ذلك من العلوم الإنسانية إلى الغرب والشواهد عديدة ولا تحتاج منا إلى إيراد أمثلة خصوصاً والجميع يتابع وسائل الإعلام المختلفة التي تتحفنا يومياً بلقاءات أو حوارات أو خلاف ذلك ومع عدد من الكوادر العربية المبدعة والفاعلة التي تتبوأ مراكز مرموقة في الغرب وفي أميركا، بل على مستوى قارات العالم، لكن ورغم هذا لم نسأل أنفسنا كعرب هل لدينا من المقومات والإمكانيات ما يؤهلنا لإقامة مشروع بل مشاريع اقتصادية عملاقة أسوة ببلدان أوروبا الشرقية على سبيل المثال؟ كانت وحتى العام 1990م وفق المنظومة الاشتراكية "النظام الاشتراكي" الذي يختلف كلية عن الرأسمالية ورغم هذا استطاعت هذه الدول بما فيها روسيا الانفتاح واعتماد سياسة السوق الحر وفق المنظومة الرأسمالية الغربية دون أن يحدث لهذه الدول خلخلة أو تصدعات في بنيتها الاقتصادية وكما هو الحال عربياً، صحيح إن مثل تلك التغييرات التي قامت عليها تلك الدول احتاجت إلى تخطيط وسن قوانين وتشريعات جديدة ملائمة للواقع الجديد لكنها وبصريح العبارة نجحت وبصورة لا غبار عليها في استحداث منظومة مؤسسية بديلة عن تلك المؤسسات والتشريعات السابقة التي كانت تعتمدها الحكومات الاشتراكية، ونحن هنا لا نطالب بنسف كل ما هو قائم في بلداننا، لكننا نحاول إبراز بعض تجارب الشعوب الأخرى ليستفيد منها أصحاب القرار في بلداننا، فعلى سبيل المثال الصين اليوم غير الصين بالأمس، وبالعودة إلى العام 1979م بينما كان المخاض العسير لعالم جديد هو طور التشكل يلوح في الأفق، فالاتحاد السوفيتي كانت قواته قد غاصت في مستنقع أفغانستان ولم يعد بمقدورها الخروج منه، بينما على الجانب الآخر كانت واشنطن مشغولة بتزويد حركات مسلحة هنا وهناك منها ما هو قريب منها في قارة أميركا الجنوبية أو ما هو أبعد من ذلك، الصواريخ الشهيرة التي زودت بها حركة طالبان في ثمانينيات القرن الماضي، بل إن فضيحة الأسلحة الإسرائيلية التي حصلت عليها طهران عبر وساطة أميركية ابان حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران هي واحدة من تلك العمليات المشبوهة والتي لا يزال صداها حتى اليوم في الشارع الأميركي، لكن الذي يهمنا أنه في خضم تلك الأحداث يقول السيد شوقي جلال في ترجمته لكتاب "أمارتيا صن" الذي حمل عنوان الحرية ثمينة إن الصين شهدت نقاشاً طويلاً في العام 1979م تناول هذا النقاش الأثر السلبي الواضح للإصلاح الاقتصادي على عدد من الأهداف الاجتماعية المهمة بما في ذلك جدوى تنظيمات الرعاية الصحية وطبيعي إن الإصلاحيين لم يقصدوا إلى هذه النتائج الاجتماعية السلبية حسب قوله، لكن يبدو أن بعضها وقع فعلاً مثال ذلك تطبيق "نظام المسؤولية" في الزراعة الصينية في أواخر السبعينيات الذي أطاح بالمنظومات التعاونية السابقة و"استهلت فترة توسع زراعي غير مسبوق" وجعلت هذه الإصلاحات كذلك تمويل رعاية الصحة العامة أكثر صعوبة، إذ كان المعتاد تمويل نظام الرعاية الصحية إلى حد كبير عن طريق النظام التعاوني على أساس غير طوعي وثبت أن من الصعوبة بمكان إبدال هذا التنظيم بنظام تطوعي للتأمين البطيء يتولى مسؤولية إنجازه سكان الريف، ولهذا أصبح من الصعب جداً الحفاظ على التحسينات التي طرأت على الرعاية الصحية العامة خلال الفترة التي أعقبت الإصلاحات مباشرة، بيد أن هذه النتائج وقعت مفاجئة وأذهلت الإصلاحيين، وإذا صح هذا يمكن الدفع بأن النتائج كان يمكن التنبوء بها على نحو أفضل على أساس من دراسة أكثر استيفاء لعملية تمويل الرعاية الصحية في الصين وفي غيرها، هذا ورغم إننا لم نحاول الغوص كثيراً فيما أورده شوقي إلا أنه في جزئية أخرى عاد الرجل وأشاد بسياسات "ماو" للإصلاح الزراعي والتوسع في محو الأمية والتعليم والتوسع في الرعاية الصحية العامة وغيرها وقد أحدثت تلك نتيجة مواتية جداً بالنسبة إلى النمو الاقتصادي في الصين بعد الإصلاح، إن مدى اعتماد الصين ما بعد الإصلاح على النتائج التي تحققت في صين ما قبل الإصلاح موضوع بحاجة إلى مزيد من الاعتراف بأن النتائج الإيجابية غير المقصودة مهمة هنا، وحيث إن "ماو" لم يفكر جيداً في احتمال أن يظهر من داخل الصين اقتصاد سوق مزدهر يؤكد شوقي بالقول: إذن ليس لنا أن نندهش لأنه لم يفكر في هذه النتائج المترتبة على التغييرات الاجتماعية التي حدثت في عهده، ومع هذا ثمة رابطة عامة وثيقة الصلة ببؤرة القدرة في هذا العمل، والمذهل إن التغييرات الاجتماعية موضوع البحث "التوسع في محو الأمية والتعليم والرعاية الصحية الأساسية والإصلاح الزراعي" عززت بالفعل القدرة البشرية على صنع حياة جديدة بالاعتبار وأقدر على المقاومة والبقاء، بيد أن هذه القدرات كانت مقترنة بتحسين الإنتاجية وفرص العمل للناس أصحاب الشأن "التوسع فيما يسمى رأس المال البشري" وختاماً يا ترى إذا كان التعليم من شأنه أن يجعل المرء أكثر كفاءة في إنتاج السلعة فلماذا لا نوليه نحن العرب تلك الأهمية التي أولاه الشرق والغرب حتى تتحقق تنمية حقيقية؟ ثم النهضة العلمية التي قامت في ماليزيا الدولة الإسلامية شحيحة الموارد، هل بالإمكان أن نسأل أنفسنا كعرب أين نحن منها؟ ولماذا لم نحاول حتى مجرد المحاولة الوقوف عليها والنظر إلى محاسنها على أقل تقدير؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد