محمد أمين الداهية
ما أجمل أن يتحلى الصائم بالرزانة والصبر وضبط النفس من جميع النواحي وبالذات عند تعامله مع الآخرين وخصوصاً في وقت ما بعد الظهر وحتى اللحظات الحاسمة التي نرى فيها الناس كالمجانين يحاولون أن يقضوا غرضهم في أسرع وقت ممكن وقبل أن يطرق أسماعهم صوت المؤذن وقد رفع الأشعار بالإفطار، فالمشاكل التي تحدث في مثل هذه الأوقات كثيرة وقد لا تحصى والضحايا يلقون حتفهم بطرق مختلفة فمنهم بسب السرعة الاستعجال في وقت ما قبل المغرب يلقى حتفه بحادث مروري مروع ومنهم من يلقى حتفه بسبب شجار بسيط نتيجة للحالة النفسية التي تصل إلى "الانتحار" حسب تعبير البعض، وكأن الصيام عند مثل هؤلاء الناس يعتبر الامتناع عن الأكل والشرب فقط، واستخدام العنف أو تحميل الآخرين أسباب تلك الاضطرابات النفسية، وقد قمنا باستطلاع بسيط عن المشاكل التي تحدث في الأسواق والأماكن المختلفة فكانت الحصيلة التالية:- الأخ/ فؤاد محمد البحري يعمل في محل ذهب قال منذ بداية رمضان وشارعنا هذا لا يخلو يوماً من المشاكل والمهاترات سواءً بين أصحاب المحلات التجارية أو المواطنين والنجار أو المواطنين فيما بينهم، وأقل يوم تكون فيه المشاكل من أربع إلى خمس مشاكل، فبعضها تنتهي بسلام والبعض أو الغالب تؤدي إلى الضرب الموجع واستخدام السلاح وبالذات " الجنابي" أما الأخ/ أحمد محمد العباسي والذي وجدناه في سوق الزمر قال: أنا أتواجد يومياً في سوق الزمر ولا يمكن أن يعدي يوم في رمضان دون أن نشاهد سبع إلى تسع مشاكل وأغلب هذه المشاكل تكون فيها بين أصحاب البسطات، أمام سوق فروة فقد تحدث عند ذلك الأخ/ محمد سلمان وقال: أكثر المشاكل التي تكون في هذا السوق بسبب القات ويكون طرف المشكلة هي البائع والمشتري فبسبب الصيام والجوع الذي يولد الانفعال تكون المشاكل في هذا السوق كثيرة ومتوقعه، هذه أمثلة بسيطة التقطناها من بعض الأماكن في أمانة العاصمة صنعاء وأنا أظن أن الحال واحد في جميع مناطق الجمهورية هل حقاً يكون الصيام أو جوع الصائم وظمأه مبرراً لأن يصب جام غضبه على غيرة من إخوانه المسلمون الصائمون؟؟ هل أعطى ديننا الإسلامي العذر الشرعي لمثل هؤلاء الذي يكون صيامهم انفعالات وخلل وعدم توازن لا في الأخلاق ولا في الأفعال؟ لا أعتقد ذلك، إن ديننا الحنيف بأمرنا ويحثنا على اغتنام هذا الشهر واستغلاله فيما يرضي الله ، والمعاملة الحسنة هي من أسباب رضا الله سبحانه وتعالى فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد جعل الدين كله في المعاملة وقال:" الدين المعاملة" فيا ترى هل سيأتي اليوم الذي نتعلم فيه كيف نطبق مبادئ ديننا الحنيف والتعاليم الإسلامية، أم أننا سنظل على هذه الحالة من المعاملة والتي قد تركها الغرب منذ عقود وتفرغوا لما ينفعهم، فالمعاملة الحسنة هي الطريق لارتقاء الشعوب.