شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني
Shukri_alzoatree@yahoo.com
في زماننا هذا كثير ما وقع الظلم من ظلمة وعلى مظلومين فهناك من ظلم بنهب ارض غيره وهناك من ظلم بسرقة مال غيره وهناك من ظلم بسجن غيره وهو بريء وهناك من ظلم في قتل أو تسبب في قتل غيره وبدون حق فكثير الكثير من المظالم وقعت وتقع في زماننا هذا وقد طال الظلم الذي يوقعه الظلمة المستقوين علي المظلومين المستضعفين (الدم والمال والعرض ) وزاد من وقوع الظلم في مجتمعنا عوامل متعددة منها : نقص الإيمان بالله وفقدان القيم الأخلاقية والتخلي عن المبادئ الإنسانية وتفشي الفقر وطلب السلطة والحكم والنفوذ والحرص على الدنيا وغيره . وزاد الطين بله فساد القضاء بتفشي الرشوة وإعطاء الاعتبار للوساطة والمجاملة في أعمال وأحكام القضاة وتقاعس جهاز الأمن القضائي (الشرطة القضائية) في تنفيذ الأحكام القضائية لكثير من القضايا الصادر فيها أحكام وخاصة إن كان المحكوم ضده ذي جاهه أو سلطة أو مال والمحكوم له مواطن بسيط يحدث هذا هنا وهناك وعلي مري ومسمع الكثير منا وستتضح لك الصورة عزيزي القاري جليا إن دخلت محكمة قضائية في أي مدينه يمنية فانك ستقابل كثير من المواطنين وستجد بعضهم في أيديهم أحكام صدرت لصالحهم ولم يستطيعوا تنفيذها ضد خصومهم لان خصومهم أما ذي جاهه أو ذي سلطة أو ذي مال وآخرين يتابعون ويترددون على المحاكم و القضاة وهم في تأجيل من جلسه إلى جلسة وقد مر على بعضهم السنوات ولم تفصل قضيته ليس لشئ وإنما لان قاضيا يريد ذلك لأنه في كل جلسة يطلب شئ سوى من إثباتات أو غيرها من المبررات للتأجيل طبعا يكون غالبية ذلك التأجيل وراءه إيعاز من الخصم المقتدر والأقوى للقاضي لمماطلة القضية وإرهاق الخصم الآخر الأضعف (في ملعب حلبة المحكمة) ومقابل رشوة مال أو هدايا أو وساطة معرفة شخصية بالقاضي إذ نرى الكثير من المظالم والمظلومين في داخل محاكم قضائية ونرى ونسمع عن الكثير الكثير من المظالم والمظلومين خارج المحاكم القضائية فكثيرين من الظلمة تفوق لديهم حب الدنيا والطمع وحب المال و الجاه ولذة السلطة على الدين والقيم الأخلاقية والمبادئ وظهر لديهم الاستقوى علي من هو ضعيف ولو يعلم كل ظالم ظلم غيره أو يفكر أن يظلم غيرة سوء عاقبة الظلم والظالم عند الله تعالي لما فكر في الظلم ونورد هنا بعض الوعود التي وعد الله سبحانه وتعالي ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) بها الظالمين لعل كل ظالم ظلم أو يسعى لظلم غيره يتراجع ويتعظ فيرد مظلمة من ظلم ويتوب إلى الله خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك حيث ذكر
قال الله سبحانه وتعالي : (( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا)) ( سورة الكهف : الآية رقم 29) . وقال الله تعالي : ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )) ( سورة الشعراء : الآية رقم 227 ) . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( ألا إن الظلم ثلاثة فظلم لا يغفر وظلم لا يترك وظلم مغفور لا يطلب فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله والعياذ بالله تعالي . وقد قال الله تعالي : ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)) ( سورة النساء : الآية رقم 48 ) وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب فظلم العبد نفسه )) . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من اقتطع حق امرئ مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)) . فقال له رجل : يا رسول الله ولو كان شيئا يسيرا ؟ قال : ولو كان قضيبا من أراك )) . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( ما من عبد ظلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقا لا نصرنك ولو بعد حين )) . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم خرج من الإسلام )) وقال المنصور بن المعتمر لابن هبيره حين أراد أن يوليه القضاء : ما كنت لألي هذا بعد ما حدثني إبراهيم . قال ابن هبيره : وما حدثك إبراهيم ؟ قال : حدثني عن علقمة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم القيامة نادي مناد : أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة حتى من يري لهم قلما أو لاق لهم دواة فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم نار جهنم )) . وإذ نحن في شهر رمضان المبارك شهرا فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار علينا أن نستغل فضائل هذا الشهر المبارك وبان يحاسب كلا منا نفسه قبل أن يحاسبه الله سبحانه وتعالي ونقول في الأخير انه يتعين على القاضي أن يعدل في أحكامه ويتعين على كل عاقل أن يكف غيره عن الظلم ويتعين على المجتمع أن يناصر المظلوم ويتعين على كل ولي أمر أن يتبصر في رعيته ويأخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه وان يعاقب الظالم على ظلمه ويتعين على من ظلم أن يرد لمن ظلم مظلمته وحينها سيعم السلام والأمن والأمان لان العدل أساس الأمن والأمان لقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه أعرابي ويبحث عنه وقد لقاه نائم تحت شجرة فاستغرب الأعرابي وقال له أنت أمير المؤمنين والخليفة و تنام تحت شجرة وبدون حرس ألا تخاف أن تقتل ؟ فرد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حكمت فعدلت فنمت.